وجّهت الولايات المتحدة اليوم تحذيرًا واضحًا إلى السلطات العراقية بشأن الاحتجاجات المتصاعدة في البلاد، مؤكدة أنه لا مستقبل للعراق بقمع شعبه، فيما أطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريق تظاهرة قرب السفارة الإيرانية، وأخرى حاولت الوصول إلى مقر عبد المهدي، فيما تجدد انقطاع خدمة الانترنت صباحًا، وسقط قتلى وجرحى في البصرة.

إيلاف: قالت الحكومة الأميركية في بيان صحافي الأربعاء حصلت "إيلاف" على نصه "إنّ الولايات المتحدة مهتمة على الدوام وبشدة بدعم عراقٍ آمنٍ ومزدهرٍ وقادرٍ على الدفاع عن شعبه ضد المجاميع العنيفة المتطرفة وردع أولئك الذين يقوّضون سيادته وديمقراطيته".

وأشارت في البيان الذي وزعته السفارة الأميركية في بغداد إلى أنه "في الوقت الذي يتابع فيه العالم تطور الأحداث في العراق بات جليًا أن على الحكومة العراقية والقادة السياسيين التفاعل عاجلًا وبجدية مع المواطنين العراقيين المطالبين بالإصلاح، فلا مستقبلَ للعراق بقمع إرادة شعبه".&

وشددت على "شجب قتل وخطف المحتجين العزّل وتهديد حرية التعبير ودوامة العنف الدائر".. وأكدت بالقول "يجب أن يكون العراقيون أحرارًا لإتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن مستقبل بلدهم".

متظاهر عراقي في أحد شوارع بغداد

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد دعا الحكومة العراقية في الأسبوع الماضي إلى الاستماع إلى المطالب المشروعة للشعب العراقي، الذي خرج إلى الشوارع، لكي يوصل صوته.. وقال إن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، وقد دعت منذ البداية جميع الأطراف إلى نبذ العنف.

وأشار إلى أن التحقيق الذي أجرته الحكومة العراقية في أحداث العنف في أوائل أكتوبر الماضي قد افتقر إلى المصداقية الكافية ويستحق الشعب العراقي المساءلة والعدالة الحقيقيتين. وأكد ضرورة تخفيف القيود الشديدة التي فُرضت أخيرًا على حرية الصحافة والتعبير، معتبرًا أن حرية الصحافة جزء لا يتجزأ من الإصلاح الديمقراطي. &

تظاهرات قرب السفارة الإيرانية وإغلاق البنك المركزي
تجددت التظاهرات في بغداد اليوم، حيث حاول المحتجون عبور جسر الشهداء المؤدي إلى مقر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وجسر الأحرار الذي يوصل إلى السفارة الإيرانية.

واصل المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم يوم الأربعاء قرب جسري الشهداء والأحرار في شارع الرشيد في وسط العاصمة بغداد.
وقد حاولت قوات الأمن تفريق تظاهرة على جسر الأحرار بالقوة بالقرب من السفارة الإيرانية في بغداد، مستخدمة الغاز المسيل لمنع المحتجين من الوصول&إليها.&

كما تظاهر المئات من المحتجين في ساحة الوثبة وصولًا إلى جسر الشهداء الذي يقود إلى مقر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، حيث حاولت قوات مكافحة الشغب تفريقهم، من خلال إطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي من دون جدوى، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين وإغلاق الجسر.

وقد اضطرت السلطات إلى إغلاق البنك المركزي العراقي والفرع الرئيس لمصرف الرافدين في شارع الرشيد إثر اقتراب المتظاهرين من منطقة المصارف الرئيسة في العاصمة. &

قتلى وإصابات في البصرة
واليوم سقط قتلى وجرحى خلال الاحتجاجات الشعبية في ميناء أم قصر في محافظة البصرة الجنوبية لدى تفريق القوات الأمنية للمتظاهرين. وقامت القوات الأمنية بتفريق مجاميع شبابية حاولت اقتحام البوابة الرئيسة للميناء، حيث فرّقت حمايات الموقع مجاميع من المتظاهرين تجمهروا أمام بوابة الميناء، ما أسفر عن مقتل متظاهرين اثنين، وسقوط العشرات من الجرحى.

مبنى السفارة الإيرانية في بغداد

من جهتهم، نصب العشرات من المحتجين الخيام أمام مبنى مجلس محافظة البصرة احتجاجًا على الأوضاع السائدة في البلاد، فيما استخدمت قوات جهاز مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، ما أدى إلى إصابة العشرات.

وتشهد بغداد ومحافظات جنوبية شيعية منذ الأول من الشهر الماضي تظاهرات شعبية ضد الطبقة الحاكمة وفسادها وهيمنتها على المناصب العليا، لكنها زادت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، وجذبت حشودًا هائلة من مختلف الأطياف العراقية، تواجهها القوات الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع التي تخترق الجمجمة والرصاص المطاطي على الحشود مباشرة، مما أسفر عن إصابة بعضهم في الرأس والصدر، ما أدى إلى مصرع أكثر من 280 شخصًا منهم، وإصابة 12 ألفًا آخرين. &&
&

&