رفضت بريطانيا الحملة المغرضة من المعلومات الكاذبة التي يشنها النظام السوري وروسيا على متطوعي الخوذ البيضاء لتحويل الانتباه عن الانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب السوري.

إيلاف: أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن وزير شؤون الشرق الأوسط الدكتور أندرو موريسون أكد خلال اجتماع مع مدير منظمة الخوذ البيضاء يوم الثلاثاء لبحث الوضع في إدلب، أن الحملة ليست إلا تكتيكات مضللة هدفها تحويل الانتباه عن الاعتداءات المروعة على الشعب السوري.

ووصف الوزير موريسون اجتماعه مع رائد الصالح لبحث الوضع على الأرض في إدلب بـ"المثمر"، وقال في تصريح صحافي: "ما زال متطوعو الخوذ البيضاء يواجهون حملة كبيرة مغرضة من المعلومات الكاذبة يشنها النظام السوري والحكومة الروسية. هذه التكتيكات المضللة ما هي إلا محاولة صارخة لتحويل الانتباه عن حملة الاعتداءات المروعة على الشعب السوري، والتي شملت استخدام أسلحة كيميائية".

أضاف: إن موقف المملكة المتحدة وحلفائها واضح، نحن نرد سريعًا، وبالشكل المناسب، إن كرر النظام استخدامه للأسلحة الكيميائية. فقد عانى الشعب السوري بما يكفي. وقد شكرت السيد الصالح لما يقدمه متطوعو الخوذ البيضاء من خدمات منقذة لأرواح آلاف المواطنين السوريين، وجددت تأكيد دعم المملكة المتحدة الثابت لهم.

دفاع مدني
يمثل "الخوذ البيضاء" عناصر الدفاع المدني في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية، وهم متطوعون تم ترشيحهم لجائزة نوبل للسلام في 2016.

بدأ هؤلاء المتطوعون العمل في عام 2013 بعد تصاعد حدة النزاع الدامي الذي تسبب منذ سبع سنوات بمقتل أكثر من 350 ألف شخص وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ومنذ 2014، باتوا يعرفون باسم "الخوذ البيضاء" نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم، ومعظمهم من الرجال. لكن بينهم أيضًا نساء يشاركن في عمليات الإنقاذ.

يبلغ عددهم نحو 3700 متطوع، وتعرّف إليهم العالم بعدما تصدّرت صورهم وسائل الإعلام، وهم يبحثون بين الأنقاض عن أشخاص عالقين تحت ركام الأبنية أو يحملون أطفالًا مخضبين بالدماء إلى المشافي.

قتلى وإصابات
قتل أكثر من 200 عنصر منهم خلال السنوات الأخيرة، وأصيب نحو 500 بجروح في عمليات تمّ خلالها إنقاذ آلاف المدنيين. وتلقى عدد منهم تدريبات في الخارج، قبل أن يعودوا إلى سوريا لتدريب زملائهم على تقنيات البحث والإنقاذ.

تتلقى منظمة "الخوذ البيضاء" تمويلًا من عدد من الحكومات، بينها بريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة. كما تصلها تبرعات فردية لشراء المعدات والتجهيزات.

وقد تم ترشيحهم لنيل جائزة "نوبل" للسلام في 2016، لكنهم لم يحصلوا عليها، غير أنهم حصلوا في العام نفسه على جائزة المنظمة السويدية الخاصة "رايت لايفليهود" السنوية لحقوق الإنسان، التي تعد بمثابة "نوبل بديلة"، وقد أشادت بـ"شجاعتهم الاستثنائية وتعاطفهم والتزامهم الإنساني لإنقاذ المدنيين من الدمار الذي تسببه الحرب".

وفي فبراير 2017، حصل فيلم وثائقي يتحدث عن عملهم على جائزة "أوسكار" كأفضل وثائقي قصير.
&