يختتم معرض الشارقة الدولي للكتاب دورته الـ 38 اليوم، وسط توقعات بأن يبلغ عدد زواره 2.5 مليون زائر على مدار أيامه التي بدأت 30 أكتوبر الماضي، وما يميز الدورة الحالية للمعرض الذي يعد الأكبر في المنطقة العربية، والثالث على المستوى العالمي، أنه دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية من خلال أكبر حفل توقيع كتب في العالم، والذي شارك فيه 1502 كاتب ومؤلف من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، وقام جميعهم بالتوقيع على مؤلفاتهم في توقيت واحد، وهو الأمر الذي يؤكد مكانة الشارقة العاصمة العالمية للكتاب.

إمارات الأرقام القياسية

المتتبع للنهضة الإماراتية الشاملة، يرى أن هناك شغفاً كبيراً بتنفيذ الكثير من المبادرات التي تستأثر باهتمام عالمي لافت، فالإمارات لم تحقق رقماً قياسياً عالمياً باحتضانها لأعلى ناطحة سحاب في العالم، وهي برج خليفة فحسب، بل إنها تسعى لتحقيق أرقام وتنفيذ مبادرات عالمية في مختلف المجالات، وكان آخرها مبادرة توقيع 1502 كاتب ومؤلف من مختلف دول العالم على مؤلفاتهم في توقيت واحد، مما جعل هذا الحدث الكبير يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

لماذا أقيم الحفل القياسي؟

وفقاً لمتابعات إيلاف، ومن خلال الحوارات مع المؤلفين سواء من الإمارات، أو السعودية، وكذلك مصر، والهند، وغيرها من دول العالم، كان هناك إجماع على إظهار الدوافع وراء مبادرة توقيع الـ 1500 كاتب على كتبهم، ودخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهو تشجيع القراءة، وكذلك الكتابة، فقد شارك في هذه المبادرة كتاب لم تتجاوز أعمارهم 8 سنوات، و 10 سنوات، وكذلك كتاب تجاوزا الـ 60 من العمر، مما يعني أن الهدف الأساسي ليس التشجيع على القراءة فحسب، بل منح الفرصة لكل من يجد لديه دافعاً للكتابة، وهي مبادرة من شأنها إكتشاف مواهب جديدة في عالم التأليف بمختلف مجالاته.

"الثقافة إبنة الصبر"

حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يؤمن أن الثقافة "بنت الصبر" في إشارة إلى أن الرهان الثقافي يحتاج إلى الوقت والصبر حتى تظهر ثماره على المجتمع، وقال حاكم الشارقة خلال افتتاح الدورة الحالية للمعرض :"منذ 40 عاماً، لم تكن الشارقة كما ترونها الآن، ولم يكن أحداً يتوقع أن تبني كل هذه المنجزات الثقافية، لكننا كنا نعرف أننا واصلون إلى هذه المكانة وذلك بفضل الله تعالى، وبفضل وضوح الرؤية والإصرار على تنفيذها، فالثقافة بنت الصبر كما تعلمت أنا شخصياً".

وأضاف الشيخ سلطان القاسمي :"بالرغم من الصبر الذي يحتاجه مشوار الثقافة، إلا أنه لم يكن مجرد خيار، بل السبيل الوحيد الذي يجعلنا نصل إلى أهدافنا، أردنا مجتمعاً مستقراً راقياً في أخلاقه وعلاقاته، واقتصاداً مستداماً واعياً لغاياته، وعلماً نبني به نهضتنا، وهذا لا يتحقق إلا بالمعرفة والعلم والكتاب".

نقلة حضارية

بالنظر إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب أكمل 38 عاماً، فإنه يعد الحدث الثقافي الأكبر على المستويين الإماراتي والخليجي، وأكد أكد أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب أن المعرض أسهم في تحقيق نقلة نوعية حضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة ثقافياً ومعرفياً، &ونقل رسالة الدولة لمختلف دول العالم، منوهاً إلى الدور الحالية التي حضرها كبار الروائيين العرب والعالميين من بينهم من فازوا بجائزة نوبل، ومخرجون&سينمائيون حصدوا جائزة الأوسكار.