أسامة مهدي: فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية وضع قواتها في حال الانذار القصوى تحسبا لمليونيات ستنطلق في العاصمة ومحافظات جنوبية اليوم فقد قطعت السلطات خدمة الانترنيت مجددا في هذه المناطق بينما دعا الكونغرس الأميركي الى محاكمة كل من يقتل المحتجين والاعلاميين&والناشطين.

واستنفرت وزارة الداخلية العراقية قواتها الجمعة تحسبا لأي طارئ خلال مليونيات جماهيرية ستنطلق في بغداد ومحافظات الجنوب اليوم تحت شعار "كفاكم قتلا.. إرحلوا" وذلك في اليوم الرابع عشر من الاحتجاجات الواسعة التي انطلقت في 25 من الشهر الماضي من اجل مواصلة الضغط على الحكومة وفضح استخدامها للاسلحة الفتاكة ضد المحتجين الى الرأي العام الشعبي والرسمي لدول العالم.

وابلغ مصدر عراقي "إيلاف" ان شرائح جديدة من المجتمع بما فيها العائلات بجميع افرادها ستخرج الجمعة في حشود غير مسبوقة منذ سقوط النظام السابق عام 2003 للمطالبة بتغيير النظام وانهاء الهيمنة الايرانية على بلدها. &

ارتفاع حصيلة القتلى

وشهد يوم امس ارتفاع حصيلة ضحايا الاحتجاجات في بغداد إلى 12 قتيلا وعشرات المصابين خلال مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقالت تقارير امنية وصحافية إن 6 اشخاص قتلوا واصيب 40 آخرون بالرصاص الحي الذي أطلقته القوات الأمنية عليهم في شارع الرشيد، منوهة الى ان بعض الإصابات خطرة وقد ترتفع حصيلة القتلى لاحقا.

وأضافت ان أربعة متظاهرين في مدينة البصرة قد قتلوا خلال فض قوات الأمن اعتصام المحتجين &فيما قتل شخصان آخران في مناطق اخرى.

&واشار اللواء عبد الكريم خلف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الى أن "مقتل بعض المتظاهرين خلال أيام الاحتجاجات في البلاد كان على يد جنود والبعض الآخر قتلوا بيد مجهولين من دون توضيح اجراءات الحكومة للكشف عنهم.

متظاهرو بغداد يرفعون شعارات تتهم المسؤولين الإيرانيين بقتل العراقيين

وقال في تصريح صحافي تابعته "إيلاف" إن سبب نزول قوات تحمل السلاح إلى الشوارع يعود الى عدم استعداد قوى الأمن للتظاهرات الكبيرة.. مدعيا أن قنابل الغاز المسيل للدموع التي استخدمت ضد المتظاهرين مسموحة وتستخدم في كثير من الدول على حد قوله.
&
الكونغرس الأميركي يدعو الى محاكمة قتلة المحتجين

ومن جهته، دعا الكونغرس الأميركي الى محاكمة كل من يستخدم القوة والعنف ضد المحتجين والصحافيين.

وطالبت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي الحكومة العراقية إلى حماية حق الشعب العراقي في الاحتجاج والتجمع السلمي ومحاسبة كل من يستخدم القوة والعنف ضد المحتجين والصحافيين.

أصحاب التوك التوك يشيّعون رفاقهم من الضحايا

وشدد رئيس اللجنة إليوت إنغل وهو نائب عن الحزب الديمقراطي في بيان مشترك مع النائب عن الحزب الجمهوري مايكل ماكول على الحكومة العراقية بضرورة العودة عن قرار قطع خدمة الإنترنت ورفع القيود المفروضة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي وضمان أن جميع الأحزاب السياسية والمجموعات العرقية والطوائف تعيش بسلام في عراق قوي يتمتع بالسيادة و الازدهار.

ولا تزال خدمة الإنترنت مقطوعة بشكل تام في بغداد ومعظم المحافظات منذ ليل الإثنين الثلاثاء، وسط مخاوف بين المحتجين من محاولة عزلهم مجددا لضرب التظاهرات على غرار الموجة الأولى منها التي بدأت في الاول من الشهر الماضي واستمرت اسبوعا ثم توقفت لمناسبة اربعينية الامام الحسين بعد ان شهدت عنفاً غير مسبوق.

واتسمت الموجة الأولى من الاحتجاجات بين الأول والسادس من الشهر الماضي بتواجد قناصة على أسطح مبانٍ استهدفوا المتظاهرين لكن هويتهم لا تزال مجهولة بالنسبة إلى السلطة فيما يؤكد ناشطون&انهم عناصر في المليشيات الشيعية المرتبطة بإيران ينفذون اوامر ضباط من الحرس الثوري الايراني.

وتشهد بغداد ومحافظات جنوبية شيعية منذ الاول من الشهر الماضي تظاهرات شعبية ضد الطبقة الحاكمة وفسادها وهيمنتها&على المناصب العليا لكنها زادت بشكل كبير في الأيام الأخيرة وجذبت حشودا هائلة من مختلف الأطياف العرقية تواجهها القوات الامنية بالقنابل المسيلة للدموع التي تخترق الجمجمة والرصاص المطاطي على الحشود مباشرة، مما أسفر عن إصابة بعضهم في الرأس والصدر، ما ادى الى مصرع اكثر من 300 شخص&منهم واصابة 12 الفا آخرين.