بيروت: تتواصل الاحتجاجات في لبنان مع دخول الحراك الشعبي غير المسبوق أسبوعه الرابع في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام أن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، سعد الحريري، لن يقبل بحكومة تكون استنساخاً للسابقة.

وبدأ المحتجون ليل الخميس مسيرات شعبية نحو منازل المسؤولين استهلت من أمام منزل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.

وبعد السنيورة، عرج المحتجون إلى منازل بعض نواب "تيار المستقبل" في بيروت، قبل أن يتوجهوا إلى مؤسسة كهرباء لبنان.

وتظاهر آلاف الطلاب اللبنانيين الخميس مطالبين بمستقبل أفضل.

واحتشد المئات منهم أمام وزارة التربية والتعليم العالي في بيروت، رافعين الأعلام اللبناني ورُفعت لافتات كُتب على إحداها "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس".

ونظم طلاب آخرون تظاهرات عدة ومسيرات في جميع أنحاء لبنان لاسيما في الأشرفية في شرق العاصمة وجونية شمال العاصمة وشكا وطرابلس شمالاً وصيدا والنبطية جنوباً وبعلبك شرقاً. وانتقل التلاميذ من مدرسة إلى أخرى داعين زملاءهم إلى الالتحاق بالحراك.

واحتشد الطلاب في مناطق مختلفة أمام مصارف ومدارس وجامعات ومرافق عامة، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. كما تجمّع عدد من المحتجّين أمام مجلس النواب في إطار التحركات لاقفال المرافق الحكومية.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر مقربة من الحريري أنه منفتح على كل الخيارات، وينطلق في مشاوراته من قاعدة أساسية تقول إن ما بعد الاحتجاجات لا يمكن أن يكون كما قبلها، وإنه في حال كُلِّف بتشكيل الحكومة الجديدة، فسيفعل ذلك لكن وفق ضوابطه ورؤيته.

والتقى الحريري وعون بعد ظهر الخميس في القصر الجمهوري في بعبدا شرق العاصمة. وقال الحريري في تصريح مقتضب بعد اللقاء أنه زار الرئيس "للتشاور في موضوع الحكومة، وسنكمل المشاورات مع باقي الأفرقاء"، من دون مزيد من التفاصيل.

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي في تصريح لقناة "إن بي إن" الناطقة باسمه، إنه "مصرّ كل الإصرار" على تسمية الحريري رئيساً للحكومة وذلك "لمصلحة لبنان وأنا مع مصلحة لبنان".

وفيما يطالب المحتجون بحكومة اختصاصيين أو تكنوقراط مستقلين تعالج المشاكل المعيشية التي يعاني منها الشعب، ترفض أحزاب سياسية تحظى بالنفوذ، لا سيما حزب الله، هذا الطرح.

وأكد البنك الدولي الأربعاء أن "الخطوة الأكثر إلحاحاً هي تشكيل حكومة سريعاً تنسجم مع تطلعات جميع اللبنانيين". وحذّر من أن "الآتي يمكن أن يكون أسوأ إن لم تتم المعالجة فوراً"، فقد "يرتفع الفقر إلى 50% إذا تفاقم الوضع الاقتصادي". &وبحسب البنك الدولي، يعيش حوالى ثلث اللبنانيين تحت خط الفقر.

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر تحركاً شعبياً عابراً للطوائف تسبب بشلل في البلاد شمل إغلاق مدارس وجامعات ومؤسسات ومصارف في أول أسبوعين من الحراك الذي بدأ على خلفية مطالب معيشية.