برازيليا: أعلن الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا فور خروجه من السجن الجمعة أنّه سيواصل "النضال" من أجل البرازيليين، بينما كان في استقباله حشد من أنصاره اليساريين في كوريتيبا (جنوب)، حيث سجن لأكثر من عام ونصف عام.

وخرج لولا (74 عامًا) سيرًا على الأقدام من مقر الشرطة الفدرالية، حيث كان مسجونًا بعد إدانته بالفساد، وعانق أنصاره وحيّاهم بقضبة مرفوعة، بحسب مراسلي فرانس برس. فور إعلان خروجه، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في كلمة متلفزة، إنّ "الشعب الفنزويلي سعيد" بذاك الحدث.

من جهتها كتبت وزارة الخارجية الكوبية على تويتر "الشعب الكوبي يحتفل بحرية لولا بعد 580 يومًا من الاعتقال الجائر. #لولا حر". &

تعهد لولا، الذي يعد من الشخصيات التاريخية لليسار البرازيلي، أمام الآلاف من أنصاره، بـ"مواصلة النضال"، وقال "أريد مواصلة النضال لتحسين حياة البرازيليين".

قال أحد أنصار الرئيس البرازيلي السابق، بيدرو كارانو، لفرانس برس، إنّ "الجميع يتوقون (إلى هذه اللحظة)، مرّ 580 يومًا، نحن سعداء جدًا، وهذا نصر كبير".

استقطاب
وكان قضاة المحكمة العليا تبنوا مساء الخميس قرارًا يتيح خروج لولا من السجن. وكان قرار القضاة الـ11 في المحكمة العليا الذي أقر بفارق ضئيل من ستة أصوات مقابل خمسة، مرتقبًا ويمكن أن يسمح بالإفراج عن حوالى خمسة آلاف سجين آخرين.

كان لولا يمضي عقوبة بالسجن ثماني سنوات وعشرة أشهر بتهمة الفساد. وأوقف في أبريل 2018 بعدما أثبتت محكمة الاستئناف الحكم وقبل استنفاد وسائل الطعن في الحكم أمام محاكم أعلى.

فور إعلان قرار المحكمة العليا، قال محامو لولا إنهم سيطلبون إطلاق سراح الرئيس السابق "المسجون من دون وجه حق". وعلق المدعون المكلفون التحقيق على صدور القرار، قائلين في بيان إن قرار المحكمة العليا يخالف "ضرورة رفض الإفلات من العقاب" وأهمية "محاربة الفساد، وهما أولويتان لبلدنا".

اتهم لولا بالحصول على منزل من ثلاث طبقات في منتجع قريب من ساو باولو مقابل منح عقود لمجموعة للأشغال العامة. لم يكف من سجنه في مقر الشرطة الفدرالية في كوريتيبا (جنوب) عن تأكيد براءته، مشددًا على أنه ضحية مؤامرة تهدف إلى منعه من العودة إلى السلطة.

أكد القاضي غيلمار مينديس، أحد القضاة الستة الذين يرون أن تنفيذ الحكم بالسجن يجب أن ينتظر حتى استنفاذ آخر وسائل الطعن، خلال التصويت الخميس أن قضية لولا "سممت النقاشات" بسبب "الاستقطاب" الكبير للمجتمع البرازيلي حول مصير الرئيس السابق.

ضربة قاسية للقاضي مورو
في تغريدة على تويتر الخميس، رحّبت غليزي هوفمان رئيسة حزب العمال الذي أسسه لولا في 1980، بقرار المحكمة العليا، مؤكدة أنه "عزز الديموقراطية والدستور المهددين من الحكومة اليمينية المتطرفة" التي يقودها الرئيس جايير بولسونارو.

كتبت هوفمان في تغريدة أخرى أن "المحكمة اعترفت بعد سنة وسبعة أشهر بأن لولا محتجز بشكل مخالف للقانون". وأضافت "الوحشية انتهت الآن، وسنواصل الكفاح من أجل العدالة، أي إلغاء الحكم الصادر على لولا".

في المقابل، عبّر إدواردو بولسونارو نجل الرئيس البرازيلي الحالي، عن أسفه لقرار المحكمة. وكتب في تغريدة "نعفي عن اللصوص ونجرّد المواطنين من السلاح"، مشيرًا إلى مقاومة الكونغرس لتعديل قانوني يسعى إليه بولسونارو بشأن حيازة الأسلحة النارية.

رحب بقرار المحكمة العليا أيضا الرئيس الأرجنتيني اليساري ألبرتو فرنانديز. وكتب "هذا ما كنا نطالب به منذ سنوات في الأرجنتين"، مرفقًا تغريدته بوسم #لولا_حر_غدا باللغة البرتغالية. وكان فرنانديز زار خلال حملته الانتخابية الرئيس السابق لولا في سجنه، ما أثار غضب بولسونارو.

في المقابل، عبّر إدواردو بولسونارو نجل الرئيس البرازيلي الحالي، عن أسفه لقرار المحكمة. وكتب في تغريدة "نعفي عن اللصوص ونجرّد المواطنين من السلاح"، مشيرًا إلى مقاومة الكونغرس لتعديل قانوني يسعى إليه بولسونارو بشأن حيازة الأسلحة النارية.

خلال حملته الرئاسية لم يخف بولسونارو رغبته في أن يرى الرئيس اليساري السابق "يتعفن في السجن". وكانت استطلاعات الرأي حينذاك تشير إلى تقدم لولا في الانتخابات التي جرت في أكتوبر 2018، لكنه لم يتمكن من المشاركة فيها، وشهد بموقف العاجز فوز خصمه.

اختار بولسونارو سيرجيو مورو القاضي السابق الذي أصدر الحكم في محكمة البداية على لولا في يوليو 2017، وزيرًا للعدل.

كتب الصحافي الأميركي غلين غرينوالد في تغريدة مساء الخميس أن قرار المحكمة العليا "ضربة قاسية لسيرجيو مورو الذي كان يتمتع بالهيمنة قبل ستة أشهر فقط". ويملك هذا الصحافي الموقع الالكتروني "ذي أنترسبت برازيل" الذي كشف معلومات تثير شكوكًا في حياد القاضي السابق.

كان هذا الموقع الاستقصائي الالكتروني بدأ في يونيو نشر رسائل تدل على تواطؤ بين مورو والمدعين المكلفين قضية "الغسل السريع".

سيؤدي خروج لولا من السجن إلى إعادة خلط الأوراق في البرازيل، حيث لم يعد صوت المعارضة مسموعًا منذ تولي بولسونارو الرئاسة في يناير.

وما زال حزب العمال، الذي ساهم لولا في تأسيسه، بحاجة إلى زعيمه التاريخي، الذي يتمتع بدعم ملايين البرازيليين، وخصوصًا في الأحياء الفقيرة في شمال شرق البلاد، ولم ينسحب من المعركة السياسية بعد.