واشنطن: قالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية في تقرير لها إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخطط لإعادة رسم الخريطة الطائفية في الشرق الأوسط من خلال ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة".

وأشارت خلال تقرير لها تحت عنوان "أردوغان يريد إعادة رسم الخريطة العرقية للشرق الأوسط"، إلى أن الرئيس التركي تقدم منذ فترة طويلة بمقترح المنطقة الآمنة، ثم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر وضع خطة لإعادة توطين نحو مليوني لاجئ سوري في مناطق الأكراد شمال سوريا.

وتحدثت "فورين بوليسي" عن حتمية فشل أردوغان في تحقيق أطماعه؛ إذ إن الاتفاق المبرم مع روسيا في أكتوبر، سمح له بالسيطرة على مساحة 75 ميلًا من الأراضي الحدودية بين تل أبيض ورأس العين، مشيرة إلى أن هذا الجزء أصغر بكثير مما كان يأمل فيها أردوغان وسعى لتحقيقه خلال مباحثاته مع الولايات المتحدة.

واعتبرت أن الواقع الجديد وضع عقبات عملية أمام أردوغان الذي يتوجب عليه حشر هذا العدد من اللاجئين في تلك المساحة الضيقة التي حصل عليها.

ويتهم كثير من النقاد أنقرة بمحاولة القيام بهندسة ديموغرافية للمنطقة لتقليص وجود الأكراد.

وأشارت المجلة إلى أن أردوغان طالما استخدم الهندسة الديموغرافية كأداة سياسية؛ وهدد باستخدام اللاجئين كسلاح ضد أوروبا، محذرًا عدة مرات بفتح البوابات وإغراق أوروبا باللاجئين الذين يعيشون حاليًا في بلاده.

واعتبرت المجلة الأميركية مخططات أردوغان جزءا من تاريخ مظلم طويل لترحيل قسري للسكان يعود إلى العهد العثماني.

ولفتت إلى صلة مخطط أردوغان بعمليات الترحيل والتهجير القسري الممتدة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية السابقة؛ إذ أشارت إلى أن التهجير خلال فترة العهد العثماني، كان يستخدم كشكل من أشكال الهندسة الديموغرافية المدفوعة سياسيًا.

أما أشهر حوادث التهجير القسري التي شهدتها المنطقة كانت إبادة الأرمن، التي اعترفت بها الولايات المتحدة مؤخرًا، وقتل خلالها أكثر من مليون من الأرمن، فضلًا عن أن الهندسة الديموغرافية والتهجير القسري أديا دورًا رئيسيًا في تطور الجمهورية التركية التي نشأت على أنقاض الإمبراطورية عام 1923.

من جانبه، وجّه مسؤول أميركي كبير انتقادا الى إدارة الرئيس دونالد ترمب بسبب عدم بذلها جهوداً كافية لمنع هجوم تركيا في الأراضي السوريّة، والذي قال إنّه تسبّب بـ"تطهير عرقي"، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس.

وقالت "نيويورك تايمز" إنّها حصلت على مذكّرة داخليّة كتبها ويليام روبوك، نائب المبعوث الأميركي الخاصّ إلى التحالف ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة، أشار فيها إلى أنّ الولايات المتحدة "لم تُحاول" اتّخاذ تدابير أقوى لكبح الرئيس التركي.

وانتقد روبوك "الجهود الحثيثة للتطهير العرقي" من جانب تركيا وحلفائها بحقّ الأكراد في سوريا، والتي "لا يُمكن تعريفها سوى بأنّها جرائم حرب أو تطهير عرقي"، وفقًا للصحيفة الأميركيّة.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن المذكّرة "يومًا ما، عندما يُكتَب التاريخ الدبلوماسي، سيتساءل المرء عمّا حدَث هنا ولماذا لم يقُم المسؤولون بالمزيد لمنع هذا، أو على الأقلّ (لماذا لم) يتحدّثوا بقوّة أكبر للوم تركيا على سلوكها".