أسامة مهدي: بينما كشف مصدر عراقي لـ"إيلاف" عن خطة السلطات العراقية لانهاء الاحتجاجات فقد تم اليوم وضع كتل كونكريتية في ساحة الخلاني لمنع المحتجين من الوصول الى السفارة الايرانية ومكتب عبد المهدي عبر عدد من الجسور فيما حذرت بلاسخارت من استمرار القتل في وقت بدأت احزاب تمهد لقتل المتجين بينما رفض نائب موقف مرجعية السيستاني من الاحتجاجات.

وأبلغ مصدر عراقي عليم فضل عدم نشر اسمه لحساسية الامر "إيلاف" اليوم ان خطة وضعها اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الذي يقدم نفسه على انه خبير في انهاء الاحتجاجات وبدأت القوات الامنية العراقية بتنفيذها تتضمن عدة خطوات آخرها حصر متظاهري ساحة التحرير وعزلهم عن الخارج وانهاكهم ثم الانقضاض عليهم على ان لايستغرق تنفيذ الخطة اكثر من أسبوعين.

صور ضحايا الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط بغداد

وأشار إلى أن الأمن قد بدأ الخطة خلال الساعات الاخيرة ممهدا لها بيوم دام سقط فيه 7 قتلى واكثر من 100 مصاب من اجل استعادة جسور السنك والشهداء والاحرار ومنع وصول المتظاهرين كما حصل خلال الايام الاخيرة الى مقر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والسفارة الايرانية ومبنى الاذاعة والتفزيون حيث قامت القوات الامنية الاحد بفصل ساحة الخلاني عن ساحة التحرير وسط بغداد بالكتل الكونكريتية.

فقد تم وضع هذه الكتل المرتفعة عند مداخل ومخارج ساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير من اجل فصلهما ومنع الوصل الى الجسور الثلاثة وحصر متظاهري التحرير وتطويقهم.

وأوضح المصدر ان المرحلة المقبلة من الخطة ستركز على منع الدخول والخروج الى ساحة التحرير ومحاصرة المحتجين في مركز ورمزية التظاهرات هذه وفصلهم عن المجتمع واعاقة تواصلهم مع المتظاهرين الاخرين خارجها وكذلك مع عائلاتهم والمتضامنين معهم.

وأضاف أنه بعد ذلك سيتم تنفيذ المرحلة الاخيرة من الخطة بقطع الماء والكهرباء عن ساحة التحرير ومنع وصول الامدادات الغذائية والدوائية الى المتظاهرين الذين ستقوم السلطات باعتقال كل من يخرج منها واحالته الى القضاء وهو ما سيؤدي الى انهاك الحشود فيها وتقليص نشاطها ثم الانقضاض على المحتجين وانهاء حركة الاحتجاج الشعبي التي بدأت في الاول من الشهر الماضي. وبين ان هذه الخطوات ستترافق مع الاعلان عن تعيين مئات العاطلين عن العمل وعن حزم "أصلاحية" جديدة تعد الحكومة بتنفيذها وتقول انها استجابة الى مطالب المتظاهرين في محاولة لاحداث شرخ في صفوفهم ايضا.

واليوم حذرت منظمة العفو الدولية من تحول ما يحدث بالعراق إلى "حمام دماء" بعد مقتل اكثر من 300 متظاهراً خلال قرابة شهر.&

وحثت المنظمة السلطات العراقية في بيان على "الوقف الفوري لاستخدام القوة المميتة وغير القانونية فوراً".. وقالت "يجب على السلطات العراقية كبح جماح قوات الأمن فوراً. وأكدت المنظمة أن "كل وعود الحكومة العراقية بالإصلاح غير حقيقية &في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأمن قتل المتظاهرين".

وكشفت معلومات امس ان اتفاقا قد تم بين الأطراف السياسية في العراق بما فيها سائرون بقيادة مقتدى الصدر والحكمة برئاسة عمار الحكيم والفتح بقيادة هادي العامري بعد "لقاء اللواء قاسم سليماني مقتدى الصدر ومحمد رضا السيسياتي (نجل علي السيستاني) على أن يبقى عبد المهدي في منصبه وأنها الاحتجاجات ولو بالقوة".

أحزاب تمهد للانقضاض على المحتجين

وكشف القيادي في جيهة الانقاذ والتنمية محافظ الموصل السابق اثيل النجيفي اليوم عن بدء احزاب سياسية بالتمهيد للانقضاض على المتظاهرين من خلال حديثها عن تقديم تضحيات من اجل انهاء حراكهم.

وكتب النجيفي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك يقول "فقرتان استوقفتني في اجتماع الكتل السياسية التي استبعد منها الانقاذ والصدريون والنصر... الاولى تطلب الكتل من بعضها الاستعداد للتضحية وتقديم بعض الخسائر لصالح المواطنين &والاخرى اتفاق الكتل على ان الانتخابات المبكرة غير ممكنة لان البرلمان يرفض حل نفسه.. يبدو ان ليس في الأفق حل للازمة بل الذهاب الى المجهول".

مواجهات بين الامن والمحتجين في شارع الرشيد وسط بغداد

وتشير مصادر عراقية الى ان الاحزاب السياسية العراقية ترفض اجراء انتخابات مبكرة فيما الشارع العراقي منتفض ضد سياساتها وفسادها لانها تدرك ان مثل هذه الانتخابات ستفشل محاولات مرشحيها في الوصول الى البرلمان وذلك لصالح مرشحين مستقلين نزيهين كفوئين تفرزهم ساحات التظاهر والاعتصام في بغداد ومحافظات البلاد الجنوبية.

الامم المتحدة: مناخ الخوف يمنع تقدم العراق

ومن جهتها أكدت ممثلية الامم المتحدة في العراق ان تقارير تصلها يوميا عن عمليات قتل واختطاف واعتقالات تعسفية.

وكتبت الممثلة الأممية الخاصة #هينيس-بلاسخارت على حساب الممثلية في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" قائلة "تصلنا تقارير يومية عن عمليات قتل وخطف واعتقالات تعسفية، وحالات ضرب وتهديد للمتظاهرين. يتم انتهاك حقوق أساسية بشكل مستمر. مناخ الخوف ليس سبيلاً للمضيّ قدماً".

ومن جهته أكد المرصد العراقي لحقوق الانسان امس إن قوات الأمن العراقية اقتحمت عدة ساحات في العاصمة بغداد وقامت بفض الاعتصامات فيها بالقوة ما تسبب بسقوط 7 قتلى واصابة اكثر من 100 اخرين لدى محاولتهم العودة لساحة الخلاني وجسر السنك.

ومن جانبها اعلنت قيادة عمليات بغداد سيطرة القوات الأمنية بشكل كامل على 3 جسور وإبعاد المتظاهرين إلى ساحة التحرير وجسر الجمهورية لحصرهم هناك.

نائب يرفض خطة مرجعية السيستاني

واليوم أكد النائب الليبرالي الشيعي فائق الشيخ علي رفضه لخطاب مرجعية السيستاني الاخير عن الاحتجاجات الجارية في العراق.

وكتب الشيخ علي على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة تابعتها "إيلاف" قال فيها:&

1- ترحيب حكومي ونيابي بخطاب المرجعية واعتماده كخطة عمل لهما.
&‏⁧‫#شني_هاي‬⁩
‏وبصفتي كنائب لا أرحب بخطاب المرجعية ولا أعتمده كخطة ومرجعيتي هو الشعب.

‏2- قناة العراقية تقول الآن في أخبارها عودة الحياة الطبيعية لبغداد مع خروج الطلبة للمدارس!
‏.. هَم
‏⁧‫#شني_هاي‬⁩
‏چا هاي التظاهرات شنو؟ وضد مَنْ؟

يشار الى أنه عادة ما تلجأ مرجعية آية الله علي السيستاني الى انخاذ مواقف مواربة وغير حاسمة من الاحداث التي تجري في العراق فقد حمل في بيان المرجع الجمعة الماضي القوات الامنية مسؤولية استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين لكنه دعا المتظاهرين الى السلمية وعدم التعرض للقوات الأمنية.

واليوم خرج طلبة الجامعات والمدارس في المحافظات الجنوبية النجف وبابل وذي قار والديوانية والمثنى بتظاهرات انضمت الى المحتجين المطالبين بتغيير النظام.

ويطالب العراقيون باستقالة الحكومة وتغيير النظام السياسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية &مهمتها قيادة البلاد لحين تنظيم انتخابات نزيهة بإشراف دولي وإنهاء النفوذ الإيراني.

واستخدمت مليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الغازية لإنهاء الاحتجاجات لكن ما زالت المظاهرات متواصلة رغم العنف الذي تسبب بمقتل 307 متظاهرين واصابة 15 الفا آخرين.