نصر المجالي: مع احتفالات ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، اليوم الأحد، حذر رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال سير نيكولاس كارتر من نشوب حرب عالمية ثالثة.
&
وقال الجنرال كارتر في مقال كتبه في صحيفة (صنداي تلغراف) اللندنية، إن تصرفات روسيا والصين وإيران "يمكن أن تؤدي بسهولة إلى سوء تقدير غير مقصود" وتزيد من فرص الحرب.

وقال الجنرال البريطاني في المقال الذي حمل عنوان "روسيا المتهورة قد تشعل بالخطأ حربا جديدة" إن التهديدات للسلام تتزايد بسبب طموحات بعض الدول وتصرفات الجماعات بما في ذلك ما يسمى الدولة الإسلامية.

واستهل الجنرال كارتر مقاله باقتباس مقولة الإمبراطور البيزنطي موريكيوس: "الأمة التي تنسى من دافعوا عنها ستصبح نفسها يوما طي النسيان".

ويستدل الجنرال بهذه المقولة على أهمية التاريخ الذي يعتبر أن الكثير من الناس لا يلقون له بالا ولا يهتمون بتأثيره على السياسات المعاصرة التي يقول إنها الأقل استقرارا منذ فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية.

تحديات الأمن&

ويرى السير نيكولاس كارتر أن دولا مثل روسيا والصين وإيران تقحم نفسها في المشهد السياسي الدولي بما يشكل تحديا للأمن والمصالح الغربية، بالإضافة إلى تهديدها للاستقرار والازدهار الاقتصادي أيضا.

ويواصل قائلا "لم يقتصر التهديد على دول بل امتد إلى تنظيمات تستخدم الإرهاب للانقضاض على أسلوب الحياة الغربي مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وهذا النوع من التهديد للقيم الغربية في عقر أوروبا يأتي من موجات ضخمة وغير مسبوقة من المهاجرين".

دروس وعبر

وينبه الجنرال كارتر إلى أنه يجب أن يتعلم الغرب الدروس والعبر من التاريخ، خاصة خلال الفترة التي تعج بمتغيرات في العصر الجاري، والتي يقول إنها أعمق وأسرع مما اعتادته البشرية خلال تاريخها باستثناء فترة الحربين العالميتين.

ويشير رئيس الأركان البريطاني الى العديد من القضايا التي تستغلها دول مثل روسيا والصين وايران في الصراع ومن بينها: "الطاقة ، النقد كرشوة ، الممارسات التجارية الفاسدة، الهجمات الإلكترونية، الاغتيالات، الأخبار المزيفة، &الدعاية، الشركات العسكرية والأمنية الخاصة التي لا يمكن إنكارها، سرقة الملكية الفكرية"، فضلا عن أساليب جديدة قديمة في الترهيب العسكري جميعها أمثلة على عصر جديد من "الأسلحة" البديلة المستخدمة لاكتساب المزايا وزرع الفتنة وتقويض تماسكنا السياسي وتدمير أسلوب حياتنا.

اختراق اعلامي

وحذر كارتر من تصرفات الشركات الروسية المملوكة للدولة لنشر المعلومات المضللة في إفريقيا عبر Facebook والتوسع الروسي الإعلامي في القارة.&

وأعرب الجنرال البريطاني عن أمله في إن يكون "يوم الذكرى" بمثابة فرصة رئيسية للتفكير في القيم المشتركة التي ندافع عنها وأيضًا للنظر في كيفية عمل القوات المسلحة مع القطاع الخاص في التقدم التكنولوجي لحماية بريطانيا.

يشار في الختام، إلى أنه في سبتمبر الماضي، أجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون محادثات مع الجنرال كارتر وغيره من كبار القادة العسكريين البريطانيين حول دعم دور القوات المسلحة، بعد أن أعلن المستشار ساجيد جافيد مبلغًا إضافيًا قدره 2.2 مليار جنيه استرليني (2.5 مليار يورو) إضافي لوزارة الدفاع. وكان مجلس العموم ضغط النواب مراراً على الحكومة لزيادة الإنفاق على الدفاع.