برعاية الشيخ محمد بن راشد، تقام القمة العالمية للتسامح يومي 13 و14 نوفمبر الجاري، يشارك فيها أكثر من 3000 شخصية قيادية وداعية للسلام، يناقشون "التسامح في ظل الثقافات المتعددة".

إيلاف من دبي: تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ينظم المعهد الدولي للتسامح في دبي، التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، القمة العالمية للتسامح 2019م تحت شعار "التسامح في ظل الثقافات المتعددة".

يترأس أعمال القمة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح ورئيس مجلس أمناء المعهد الدولي للتسامح، وذلك في 13 و14 نوفمبر الجاري.

مشاركون

أعلنت اللجنة المنظمة الأحد تفاصيل فاعليات الحدث في مؤتمر إعلامي، تحدث فيه حمد بن الشيخ أحمد الشيباني، العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح في دبي رئيس اللجنة العليا للقمة، وﻋﻔﺮاء اﻟﺼﺎﺑﺮي، ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﻣﻜﺘﺐوزﻳﺮ اﻟﺘﺴﺎمح، واﻟﺴﻔﻴﺮ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﻏﺎﻧﻢ اﻟﻤﻄﻴﻮﻋﻲ، ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔواﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺪﺑﻲ، وﺻﻼح ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻐﻮل، ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ من اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ في وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ، وسلطان بطي بن مجرن، نائب رئيس اللجنة العلياالمنظمة للقمة العالمية للتسامح، وداوود الشيزاوي، رئيس اللجنة المنظمة للقمة العالمية للتسامح، بحضور إعلامي خاشد.

ستمثل القمة التي يحضرها لفيف من الوزراء و السفراء والمفكرين خلال محاورها النقاشية وجلساتها الحوارية وورش العمل المصاحبة حلقة وصل ونقطة اتصال وتفاعل بين مختلف الفئات والشرائح من صناع قرار وسياسات ومنظمات حكومية وغير حكومية وصولًا إلى الأفراد.

أعلنت اللجنة المنظمة عن مشاركة رستم نورجاليفيتش مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان من الاتحاد الروسي، ومارا كريستينا جابريلي، عضو مجلس الشيوخ الاتحادي في البرازيل، ولوسي جانيت بيرموديز، رئيس مجلس دولة كولومبيا، وحشد من كبار المسؤولين والمتخصصين والمؤثرين الاجتماعيين وممثلي السلك الدبلوماسي والجهات الدولية والمؤسسات المحلية والتعليمية.

جلسات حوارية

تتضمن القمة إلى جانب جلساتها الحوارية ورش عمل، منها: ورشة عمل تديرها مريم الشامسي، أستاذ مساعد في كلية التربية بجامعة زايد، ونافيد بكالي،أستاذ مساعد في كلية التربية بالجامعة الأميركية بدبي، وسيعمد المشاركون فيها إلى تحليل مناهج التربية الإسلامية في الإمارات للمرحلة الثانوية.

كما تقدم وجيهة البحارنة، نائب رئيس جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية في مملكة البحرين، ورشة عمل بعنوان "تسامح لتتجاوز".

وتبحث ورشة علم الانسجام البشري في الفطرة الطبيعية للبشرية وهي الإنسانية، تقدمها كارين بوري مؤسس Synchro Comms، فيما يستعرض عبدالله بن محمد الفوزان، نائب رئيس مجلس الأمناء وأمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في السعودية، أبرز مبادرات المملكة العربية السعودية في مجال نشر مبادئ السلم والتسامح.

قيم التسامح

يتناول الشيخ عبد الله محمد الأنصاري، مدير إدارة الأبحاث المجتمعية والتوعية والعلاقات العامة في مركز "إرادة" للعلاج والتأهيل في دبي، مبادرة "مسموح".

أما ورشة "قيم التسامح في الفكر الإماراتي" فتقدم فيها حسنية محمد العلي،رئيس قسم البرامج التعليمية في الأرشيف الوطني، صورة عن حياة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، حول تمكين الإنسان في الإمارات قبل الاتحادوبعده.

كما تناقش الجلسات موضوعات عدة، أبرزها المساواة بين الجنسين، وغرس السلام المجتمعي والوئام داخل المجتمعات، والتسامح والاستدامة، وتطوير إستراتيجية الأعمال الشاملة، وقضايا الشباب والمرأة وأصحاب الهمم، ودور الإعلام في نشر رسالة التسامح، لتشمل أربعة محاور رئيسية: المحور المجتمعي والمحور الاقتصادي والمحور الإعلامي والمحور الثقافي.

بموازاة الفاعليات، هناك المعرض ينظم بالتعاون مع قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي، وشركة Royal 193 Silk Road Collection للثقافة والفنون من الصين، ودار الفتوى من المجلس الأعلى الإسلامي الأسترالي، إلى جانب &عرض ٣٦ مشروعًا طلابيًا من ١٦ جامعة مشاركة محلية وعالمية.

جذور راسخة

أكد الشيباني أن قيمة التسامح التي تتبناها الإمارات قولًا وفعلًا، وترى أنها أساس السلام والتنمية والاستقرار، ليست قيمة طارئة على تاريخها، "وإنما لها جذورها الراسخة والعميقة والممتدَّة في هذا التاريخ، وهو ما يكسبها الاستمرارية والثبات في السياسة الإماراتية من ناحية، ويجعلها قاسمًامشتركًا بين القيادة والشعب، من ناحية أخرى"، مستهلًا كلمته بمقولة خالدة للشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان: "التسامح واجب. إذا كان أعظم العظماء الخالق عزّ وجل يسامح. نحن بشر كلنا إخوة، المصيب أخ والمخطئ أخ. لا نترك المخطئ ولا ننبذه، بل نساعده وننجده ليصل للطريق الصحيح"، مشيرًا إلى ضرورة تكاثف الجهود والتعاون دائمًا وأبدًا لإبراز الأحداث بأفضل صورة ممكنة.

أضاف الشيباني: "سيشكل الحدث منصة رائدة أمام الحضور من قادة حكوميين وخبراء سلام وأكاديميين، لبحث سبل ترسيخ وحدة الإنسانية في إطار تنوعها واختلافها الذي يشكل مصدر قوتها، وكيفية مجابهة التحديات وغرس ثقافة الحوار بكل الوسائل الممكنة، ومساندة كافة الجهود العالمية من أجل تكريس قيمة الحوار الحضاري خدمةً للبشرية، موضحًا أن أجندة القمة ستتضمن جلسات، وورش عمل ومعرضًا حكوميًا للتسامح ومشاريع طلابية للتسامح ومجالس متخصصة ومكتبة رقمية ومعرضًا فنيًا وفوتوغرافيًا وفيديو التسامح".

مد جسور التواصل

قال بن مجرن إن إنطلاق فاعليات الدورة الثانية من القمة العالمية للتسامح لعام 2019 إضافة ثمينة إلى سلسلة المبادرات والإنجازات التي حققتها دبي بفضل الرؤى والتوجيهات الحكيمة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، "حيث جسدت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها أنموذجًا يُحتذى به في التسامح والعطاء، ولطالما تفردت بإطلاق مبادرات نوعية لم يشهد لها العالم مثيلًا، بهدف دعم وإرساء أسس التآخي والتعايش السلمي الإنساني في المنطقة والعالم".

وأكد الشيزاوي أن القمة العالمية للتسامح "فرصة لبحث التطورات المتسارعة والمستجدة التي يشهدها العالم، والتفاعل معها بمشاركة رؤساء وخبراء وقادة مؤثرين، بهدف الوصول إلى حلول تدعم لغة الحوار بعيدًا عن العنف والصراعات والعصبية".

أضاف: "القمة تسعى إلى مد جسور التواصل بين الشعوب، والانفتاح على الآخر وتبادل الخبرات الأمر الذي يعزز المشهد ويمنحه المتانة والقيمة النوعية، فيما تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة بث الرسائل الإيجابية وممارسة دورها الذي اختارته لنفسها منذ مرحلة التاسيس وهو نهج التسامح والوسطية وقبول الآخر"، مستعرضًا &أجندة الفعاليات والأنشطة التي تتضمن مكتبة رقميةمتخصصة تجمع تحت سقفها أكثر من 80 كتاب ومرجع وبحث مهم، "إلى جانب حرصنا على تطويع الفن لخدمة الأهداف الإنسانية متكئين على أن الفن لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة ولا تؤمن بالحدود والحواجز، كما أنها تخلق نوعا من التجانس والانسجام لذلك كان المعرض الفني و الفوتوغرافي المصاحب حيث تتناول الأعمال التي يشارك فيها متطوعون من عدة دول جملة من الموضوعات التي تخص القضايا الإنسانية والاجتماعية، بمختلف الأحجام والأشكال، ويتم توضيح تفاصيلها للزوار باللغتين العربية والإنجليزية من خلال شروحات تتضمن اسم الفنان صاحب اللوحة والخامات التي يتم استخدامها ومدة الإنجاز، وما تقدمه كل لوحة من مضمون كما يحتوي المعرض على لوحات وقطع فنية وصور فوتوغرافية تجسد مختلف المدارس الفنية وتجمع الناس على أرضية مشتركة تسهم في تحقيق نوع من التعارف والتآلف بين المشاركين".