أسامة مهدي: فيما دعت واشنطن إلى أنّتخابات مبكرة في العراق فقد التقت ممثلة الامم المتحدة في هذا البلد بالمرجع السيستاني في النجف اليوم حيث أكد على ان المحتجين لن ينفضوا بدون تحقيق مطالبهم مشيرًا إلى أنّه اذا كانت الرئاسات العراقية غير قادرة على تحقيق هذه المطالب فيجب سلوك طريق اخر بينما تم الاعلان عن مقتل واصابة 134 شخصا في محافظة ذي قار الجنوبية.

وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت خلال مؤتمر صحافي اليوم عقب اجتماعها في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني إن المرجعية تؤكد أن المتظاهرين لن يعودوا إلى منازلهم قبل تحقيق جميع مطالبهم.

وأشارت بلاسخارت إلى أنّ الاوضاع والظروف التي يمر بها العراق هي سبب زيارتها للمرجع السيستاني الذي أكد خلال اللقاء على ضرورة عدم استخدام العنف لاي سبب كان ضد المتظاهرين ومحاسبة المتسببين بهذا العنف ووقف الاعتقالات والخطف فورًا وضرورة العمل على اصلاحات حقيقية بمدة معقولة.

وشددت على قلق السيستاني من "عدم جدية القوى السياسية اجراء الإصلاحات".. موضحة انه أكد انه اذا كانت الرئاسات الثلاث لم تكن قادرة على تحقيق مطالب المتظاهرين فلا بد من سلوك طريق آخر في أشارة على مايبدو إلى استقالة الحكومة والذهاب إلى أنّتخابات مبكرة.

بلاسخارت خلال مؤتمر صحافي من أمام منزل السيستاني بالنجف الصورة من وكالة الانباء العراقية الرسمية

وأضافت أن "المرجع يؤكد أن المتظاهرين لا يمكن أن يعودوا إلى منازلهم إلّا بعد تحقيق جميع مطالبهم".. وانه أكد بالقول "لا يمكن ان يكون العراق ساحة للتصفيات السياسية ويجب احترام سيادته من الجميع.

وقالت إن المرجع السيستاني أيد اجراء قانون انتخابي موحد كما ابدى "قلقه من عدم جدية القوى السياسية حيال القيام بعملية الاصلاحات". واوضحت ان المرجع ابلغها بأن " المتظاهرين السلميين لن يعودوا إلى بيوتهم دون تحقيق مطالبهم المشروعة وإن لم تكن السطات قادرة او لا تريد تحقيق هذه المطالب فلا بد من سلوك طريق الآخر" في أشارة اعتبرتها مصادر عراقية على انها دعوة لاستقالة الحكومة والذهاب لانتخابات مبكرة.

وأكدت أن البعثة الاممية التي تتراسها في العراق "تتابع ما حصل خلال الاسابيع الماضية وهو نتيجة غضب وسخط كبيرين في الشارع لعدم تقديم الخدمات لمدة 16 سنة فلدى الناس امال كبيرة بتحقيق المطالب".

وبينت أنها تؤكد دائما على سيادة العراق وتقدم المشورة من خلال مراقبة الاحداث.. وقالت "نحن نسعى لتقدم العراق إلى الامام لكن حان الوقت الحقيقي لتنفذ السلطات العراقية ما يطلبه المتظاهرون، فهذا البلد لا يمكن ان يكون ساحةً للصراع بين البلدان".&

بلاسخارت لدى دخولها إلى منزل السيستاني في النجف

وجاء اجتماع بلاسخارت بالمرجع السيستاني بعد ساعات من إعلانها عن خطة لبعثة الامم المتحدة في العراق لانهاء الازمة في البلاد قالت انها توصلت اليها بعد &التشاور مع قطاع واسع من الأطراف والسلطات العراقية بما في ذلك الرئاسات الثلاث ومجلس القضاء الأعلى وعدد من المتظاهرين ممثلين عن النقابات لكنه لم يعرف بعد موقف منظمي الاحتجاجات الواسعة في بغداد ومحافظات الجنوب منها.

وقالت البعثة في بيان إن المظاهرات قد اندلعت خلال الأسابيع الماضية في بغداد ومحافظات أخرى في العراق حيث تغطي مطالب المتظاهرين الكثير من القضايا بما في ذلك النمو الاقتصادي والتوظيف والخدمات العامة التي يمكن الاعتماد عليها والحكم الرشيد والنزيه ووضع حد للفساد وانتخابات حرة ونزيهة وعادلة وإصلاح النظام السياسي بما في ذلك تعديل الدستور.

وتضمنت خارطة الطريق التي اقترحتها البعثة الاممية ثلاثة مراحل فورية التنفيذ ومتوسطة وقصيرة المدى ومتوسطة المدى حيث يتم تنفيذها من الان إلى حد اقصى ثلاثة أشهر.&

وتشتمل فورية التنفيذ منها على إطلاق سراح جميع المتظاهرين والبدء في التحقيق الكامل في حالات الاختطاف والكشف عن هوية من يقفون خلفها والإسراع في تحديد هوية تقديم المسؤولين عن استهداف المتظاهرين للعدالة ومحاكمة ومعاقبة للمسؤولين عن الاستخدام المفرط للقوة و/أو المتسببين بأعمال العنف الأخرى وفقاً للقانون.

ولم يعرف بعد موقف متظاهري الاحتجاجات التي انطلقت في الاول من الشهر الماضي من خطة العمل هذه حيث يطالبون باستقالة الحكومة وتغيير النظام السياسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية مهمتها قيادة البلاد لحين تنظيم انتخابات نزيهة بإشراف دولي وإنهاء النفوذ الإيراني المهيمن على مقدرات العراق.

134 قتيلا ومصابا في محافظة عراقية خلال يومين

واليوم اعلنت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان عن مقتل واصابة 134 متظاهرا وعنصر أمن في محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) أمس واعتقال 34 متظاهرا &بصورة تعسفية.

وقالت المفوضية في بيان تابعته "أيلاف" انها تابعت من خلال فرقها الرصدية الأحداث المؤسفة التي حدثت مركز محافظة ذي قار أمس واليوم قرب مديرية التربية ونقابة المعلمين بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب ما ادى إلى سقوط 4 قتلى واصابة 130 آخرين من المتظاهرين والقوات الامنية والمتظاهرين اصابة البعض منهم خطرة.

وأشارت المفوضية إلى أنّها وثقت اعتقال 34 متظاهر بصورة تعسفية وانتشار المتظاهرين في أحياء المدينة ومحاولتهم اغلاق الادارات الحكومية وتوزيع منشورات في مدينة الناصرية مركز المحافظة تحرض على ضرورة إغلاق جميع الادارات.

ودانت المفوضية جميع أشكال العنف والاستخدام السيئ للغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية وقنابل الملوتوف والحجارة والآلات الحادة من قبل القوات الامنية وعدد من المتظاهرين والذي تسبب بسقوط الضحايا بين الطرفين ودعت جميع الأطراف إلى الابتعاد عن الاحتكاك والتصادم والالتزام بسلمية التظاهرات.

يشار إلى أنّ المحتجين في هذه المحافظة كانوا قد اقدموا لدى استئناف التظاهرات في 25 من الشهر الماضي على حرق مقرات جميع المليشيات والاحزاب فيها وقاموا اليوم باغلاق ثلاثة جسور في الناصرية.

واليوم حضّت الولايات المتّحدة السلطات العراقيّة على إجراء انتخابات مبكرة والقيام بإصلاحات انتخابيّة داعيةً إلى إنهاء أعمال العنف ضدّ المتظاهرين والتي خلّفت مئات القتلى.

وقال البيت الأبيض في بيان إنّ واشنطن تريد من "الحكومة العراقيّة وقف العنف ضدّ المحتجّين والوفاء بوَعد الرئيس (برهم) صالح بتبنّي إصلاح انتخابي وإجراء انتخابات مبكرة". وأضاف "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الهجمات المستمرة ضد المتظاهرين والناشطين المدنيين والإعلام، وكذلك ازاء القيود المفروضة على الوصول إلى الإنترنت في العراق".

واستمرت الاحتجاجات التي تهز السلطات العراقية، مترافقة مع أعمال عنف دامية أسفرت منذ انطلاق التظاهرات في الأول من أكتوبر عن مقتل 319 شخصا غالبيتهم من المتظاهرين، حسب حصيلة رسمية وإصابة أكثر من 15 ألفا.

واتفقت الكتل السياسية العراقية السبت على وضع حد للاحتجاجات، في وقت يتهمها المحتجون بالولاء لإيران التي يعتبرونها مهندسة النظام السياسي في البلاد. وبعد هذا الاتفاق على "العودة إلى الحياة الطبيعيّة" كثّفت قوات الامن قمع المتظاهرين فيما لا تزال البلاد بلا انترنت وبالتالي من دون مواقع تواصل اجتماعي منذ نحو اسبوع.

واستخدمت مليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الغازية لإنهاء الاحتجاجات لكن ما زالت المظاهرات متواصلة رغم العنف الذي تسبب بمقتل واصابة اكثر من 15 الف عراقي.