إيلاف من دبي: بحث روائيون من الخليج العربي أهمية أدب الخيال العلمي والفنتازيا في رفد المشهد الثقافي المحلي والإقليمي، وذلك ضمن جلسات برنامج "ملهمون بيننا" الذي ينظمه مكتب هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الشرقية.

وبرعاية وحضور الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب حاكم الشارقة في كلباء، نظم مكتب هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الشرقية يوم الإثنين)، جلسة حوارية استكمالاً لسلسلة جلسات برنامج "ملهمون بيننا"، بحسب بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه.

شارك في الجلسة كل من الروائية الإماراتية نورة النومان، والروائي الكويتي مشعل حمد، والروائي السعودي أسامة مسلم، احتفاءً بنيل الشارقة لقب العاصمة العالمية للكتاب 2019.

وسلّطت الجلسة التي أدارتها الإعلامية عائشة الزعابي، الضوء على تجربة الأدب الخليجي عموماً، والإماراتي خصوصاً، من خلال تناول مسيرة المشاركين، ودورهم في إثراء تجربة التأليف والكتابة في أدب الخيال العلمي والفنتازيا في دولة الإمارات ودول الخليج العربي.&

وأكدت الروائية نورة النومان أن الخيال العلمي من الآداب التي تستند في الكثير من تفاصيلها إلى حقائق علمية، أو أدلة وبراهين، كون الفئات العمرية التي تشمل الأطفال واليافعين هم الأكثر قراءة لها وتأثراً بها، بعكس الفنتازيا التي تهمل عادة الإسناد والدليل.

واستعرضت النومان تجربتها من خلال أول رواية خيال علمي ألفتها، بعنوان "أجوان"، التي حازت على جائزة اتصالات لكتاب الطفل عن فئة أفضل كتاب لليافعين عام 2013، حيث تناولت الرواية حكاية البطلة التي وجدت نفسها لاجئة بعد تعرض كوكبها للغزو، وكيف تنقلت بين المجرات بحثاً عن طفلها الذي خُطف، مشددة على أن فوزها بالجائزة، هو انتصارٌ لأدب الخيال العلمي.

وقالت النومان: "هذه الرواية من أدب الخيال العلمي، الذي يتضمن حقائق علمية عن المجرات، ويتطرق إلى الواقع الذي نعيشه على الأرض، وما فيه من تحديات وأزمات، تلقي بظلالها على حياة الشعوب، فتترك آثاراً سلبية كبيرة، من اللجوء، إلى تمزق المجتمعات، وتراجع الإنتاج الأدبي والثقافي، والاجتماعي والاقتصادي فيها".

بدوره، أكد الروائي مشعل حمد أن منطقة الخليج تزخر اليوم بكتّاب ومؤلفين، وقرّاء نهمين، مبيناَ أن لدى أدباء المنطقة رسائل وأهداف تعمل على تعزيز الإرث التاريخي، الذي تزخر به المنطقة على الصعيدين المحلي والخارجي، وذلك عن طريق زيادة إصدارات الخيال العلمي التي تتماشى مع ثقافتنا، دون انتظار الآخرين ليعبروا عنا، كوننا نمتلك القدرة على التعبير عن هويتنا وتاريخنا من خلال مؤلفاتنا.

واستعرض الروائي الكويتي قصة "بقايا مدينة"، التي تعتبر "وليده الثقافي الأول" على حد تعبيره، والذي جاء بعد رحلة من كتابة المقالات التي لاقت نقداً لاذعاً، ما دفعه إلى الابتعاد والتوجه نحو كتابة التغريدات التي كانت تحمل في ثناياها بعضاً من نصوص مؤلفه الأول، الذي لاقى قبولاً وثناءً عند المتابعين ما شجعه على طباعة الرواية ونشرها.

وأشار حمد إلى إن التحدي الأكبر في روايته الأولى كان وصولها إلى 1000 قارئ، حيث تجاوز حجم انتشارها التوقعات، إذ نفذت 1000 نسخة منها في أول أيام معرض البحرين للكتاب، الأمر الذي شجعه على مواصلة الكتابة، حتى تكون له بصمة في خريطة الثقافة المحلية والإقليمية، داعياً الكتّاب المبتدئين والراغبين في خوض هذا المجال، إلى عدم التردد والانطواء في حالات النقد أو الإحباط، بل المواصلة والمثابرة دون خوف من الفشل.

من ناحيته، كشف الروائي أسامة المسلم أن روايته الأولى التي صدرت تحت عنوان "خوف"، كانت بالأصل مذكرات مستقلة وغير منظمة، دونها لنفسه، ولكنه أصبح مع الوقت يدونها بشكل مختلف وأكثر انتظاماً، مع نشر مقاطع من تدويناته على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث فوجئ برغبة المتابعين وحرصهم على معرفة وقراءة النص كاملاً، الأمر الذي دفعه إلى كتابتها في شكلها الروائي الحالي، لافتاً إلى أن سكان منطقة الخليج لديهم شغف للقراءة، خصوصاً لصنف الأدب الذي يعتبر غريباً نوعاً ما عن منطقتنا وثقافتها.

وبيّن المسلم أن التاريخ العربي والإسلامي زاخر وغني بموروثات حول أدب الخيال، الذي نُقل إلينا بطريقة جافة أضرت به، وأدت إلى شح الإصدارات التي يتناولها هذا النوع من الأدب، مؤكداً أننا كعرب لم نوثق تاريخنا الحقيقي كما يجب، لا سيما مع انتشار ثقافة رفض ما هو خيالي أو غير حقيقي.

ودعا الروائيون الثلاثة الأطفال، واليافعين، والشباب، الراغبين في خوض مجال الكتابة، البدء بما يحبونه، والابتعاد عن الشائع أو الدارج، رغبةً في تحقيق النجاح السريع، بالإضافة إلى خوض المجال دون خوف من الفشل، أو النقد، لافتين إلى أن الإنسان معرض لفشل محاولته الأولى أو الثانية، ولكن الناجح هو من يواصل المحاولة حتى يظفر بما يطمح.

وتعتبر سلسلة جلسات "ملهمون بيننا"، مبادرة نوعية يهدف مكتب هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الشرقية من خلالها إلى تعزيز البيئة الإبداعية بين أوساط الأطفال، واليافعين، والشباب، عبر استضافة مؤلفين، ومبدعين، أسهموا في تعزيز المشهد الثقافي المحلي والإقليمي.