دمشق: قتل الجيش الإسرائيلي قياديا في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غارة على منزله في قطاع غزة فجر الثلاثاء، ما استتبع ردا بصواريخ أطلقت من غزة وغارات إسرائيلية جديدة تسببت بمقتل فلسطيني، وسط مخاوف من تصعيد جديد لأعمال العنف.

وفي تطور منفصل في دمشق، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزل قيادي آخر في حركة الجهاد الإسلامي في منطقة المزة، ما أدى إلى مقتل ابنه وشخص آخر. ولم تعلّق إسرائيل على هذه الضربة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان إن عملية مشتركة بين الجيش وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (شين بيت) استهدفت "مبنى في قطاع غزة كان يقيم فيه القيادي الكبير في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بهاء أبو العطا".

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان مقتل القيادي أبو العطا (42 عاما) في مدينة غزة. وقالت إن زوجته قتلت أيضا في الضربة.

وأعلنت إسرائيل إن أبو العطا "كان مسؤولا عن عمليات إرهابية عدة، وعن إطلاق صواريخ على دولة إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، وكان يحضر لهجمات" أخرى.

وبعد الغارة، أطلق "عدد كبير" من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل، ودوت صفارات الإنذار في أجزاء من إسرائيل، وفق الجيش الإسرائيلي. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الصواريخ تسببت بإصابات أو أضرار.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق استهداف عنصرين من حركة الجهاد كانا يطلقان الصواريخ في اتجاه إسرائيل ويشكلان "تهديدا فوريا"، بينما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة مقتل فلسطيني في غارة إسرائيلية جديدة.

وكان المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس قال لصحافيين "نستعد لأيام عدة من المواجهات".

وأغلقت المدارس في كل من قطاع غزة وفي أجزاء من إسرائيل، بينها في تل أبيب.

وطلب الجيش من الموظفين "غير الأساسيين" في تل أبيب ووسط إسرائيل البقاء في منازلهم، وكذلك المقيمين في المنطقة الحدودية مع غزة، كما حظر التجمعات العامة.

والتقط مصورو وكالة فرانس برس صورا للأضرار التي تعرض لها منزل أبو العطا في منطقة الشجاعية في شرق مدينة غزة.

ونعت مساجد عدة في غزة عبر مكبرات الصوت "القائد الكبير بهاء أبو العطا (أبو سليم)".

رفع الجهوزية

وأعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري للجهاد الاسلامي، "رفع حالة الجهوزية"، فيما هددت حركة حماس بالثأر.

وقالت إسرائيل إن أبو العطا مسؤول عن هجمات صاروخية استهدفت مهرجانا موسيقيا في مدينة سديروت في آب/أغسطس، وعن هجمات صاروخية مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.

واتهمته أيضا بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات قنص واستخدام طائرات مسيرة.

ووصف الجيش الإسرائيلي في بيانه أبو العطا ب"القنبلة الموقوتة".

وأضاف أن أبو العطا كان يعدّ "لتنفيذ فوري لعمليات تخريبية ضد مواطني إسرائيل وجنود الجيش".

من جهة أخرى، أكدت حركة الجهاد الإسلامي استهداف أحد قيادييها، أكرم العجوري، في دمشق، محملة "العدو كامل المسؤولية" عن مقتله.

ونقلت وكالة أنباء "سانا" السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله "في تمام الساعة 4,14 من فجر اليوم الثلاثاء... قامت طائرات حربية إسرائيلية من فوق الجليل المحتل بإطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة دمشق". وأشارت الى أن "وسائط دفاعنا الجوي تعاملت مع العدوان ودمرت أحد الصواريخ المعادية قبل الوصول إلى هدفه، في حين وصل الصاروخان الآخران وأصابا منزل القيادي في حركة الجهاد الفلسطيني أكرم العجوري في حي المزة الغربية".

وأدى ذلك الى مقتل شخصين أحدهما ابن أكرم العجوري، معاذ، وإصابة عشرة أشخاص بجروح.

وتثير الضربات مخاوف من احتمال حصول تصعيد خطير بين إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة.&

وحركة الجهاد الإسلامي هي ثاني أكبر الفصائل المسلحة في غزة بعد حماس.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه "نشر جنودا ويستعد لسيناريوهات هجومية ودفاعية مختلفة".

ويأتي ذلك في وقت حساس سياسيا بالنسبة لإسرائيل. فعقب الانتخابات النيابية في 17 أيلول/سبتمبر التي لم تؤد الى أغلبية كافية لحزب معين تمكنه من تشكيل حكومة، حاول نتانياهو تشكيل ائتلاف، ولكنه تخلى عن محاولاته في 21 تشرين الأول/أكتوبر، في ثاني إخفاق له هذا العام. وكلف منافسه بيني غانتس تشكيل الحكومة.