لندن: أعلنت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تعيين اللبنانية رولا خلف رئيسًا لتحريرها، بعد ربع قرن من التميز الصحفي وصل ذروته في تغطية حرب العراق وموجات الربيع العربي.

بعد 14 عامًا على تولي ليونيل باربر رئاسة تحرير صحيفة فايننشال تايمز الأميركية، أعلن أنه يترك منصبه هذا في يناير المقبل، لتخلفه الإعلامية اللبنانية رولا خلف (64 عامًا) التي صارت أول امرأة تتولى رئاسة هذه الصحيفة العريقة التي أصدرت أول نسخها قبل 131 عامًا.

علّقت خلف على ذلك مغردة على تويتر: "يشرفني كثيرًا تعييني رئيسة لتحرير فايننشال تايمز، خلفًا للعظيم ليونيل باربر. وأتطلع إلى استكمال إنجازات باربر الاستثنائية، وأنا ممتنة له لإرشاداته طوال سنين".

العراق والربيع العربي

درست خلف في جامعة سيراكيوز في نيويورك، وتحمل شهادة الماجستير من جامعة كولومبيا.

بدأت خلف حياتها المهنية في الصحافة في عام 1991، ضمن أسرة مجلة فوربس في نيويورك.&

بقيت فيها أربعة أعوام لتتركها إلى صحيفة فايننشال تايمز في عام 1995، بصفتها مراسلة للصحيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تدرجت في صفوف الصحيفة لتشغل مناصب رئيس تحرير الشؤون الخارجية ورئيس تحرير شؤون الشرق الأوسط، حتى عام 2016، لتتولى منصب نائب رئيس تحرير الصحيفة، تكريمًا لاحترافها في مهنة المتاعب، بعدما نجحت في إدارة شبكة فايننشال تايمز المكونة من 100 مراسل أجنبي، وفي تغطية حوادث الشرق الأوسط خلال حرب العراق وانتفاضات الربيع العربي في عام 2011.

لا تساهل ولا خوف

فازت خلف بجائزة "السلام عبر الإعلام" في عام 2009، وانتُخبت ضمن قائمة "أفضل مراسلين أجانب" في عام 2012، وفازت مع زملائها آبيغايل فيلدينغ وكاميلا هال وسيمون كير، من صحيفة فايننشال تايمز، بجائزة رابطة الصحافة الخارجية عن تقريرهم: "قطر: من إمارة إلى إمبراطورية".

قال تسونيو كيتا، رئيس مجموعة "نيكاي" اليابانية التي تملك الصحيفة منذ 2015، إنه يمنح خلف كل ثقته لمواصلة مهمتها، ويصفها بأنها "ضمان عمل صحفي نوعي من دون تساهل أو خوف، والسنوات الطويلة التي أمضتها في فايننشال تايمز أثبتت نزاهتها وتصميمها".

بذلك، تنضم خلف المولودة في لبنان إلى كاثرين فاينر، رئيسة تحرير صحيفة غارديان البريطانية، بين نساء قليلات يتولين رئاسة تحرير صحف كبرى في بريطانيا.