إيلاف من القاهرة: بعد أن أثار غضب اللبنانيين، بتعليقاته الساخرة على ثورتهم ومشاركة النساء فيها، عاد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس ليثير الجدل من جديد، ولكن هذه المرة من بوابة الحجاب.

تعرض رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس لانتقادات شديدة، بعد أن قال في تصريح له، عن الحجاب: "لو أراد الله للنساء الحجاب لكان خلقهن بالحجاب".

وجاء تصريح ساويرس في موقع "أربيان بيزنس"، في سياق مقابلة صحافية معه، وقال أيضًا: ""النساء جميلات، إذا لم يرد الله أن يكنّ جميلات لما خلقهن مثل هذا.. الله جميل يحب الجمال والله يعلم ما يفعله فمن نحن لنجادل ذلك؟".

وأضاف ساويرس: "العالم العربي مبتلى بالإسلاميين المتعصبين بعقليات مغلقة".

وتسبب التصريح الجديد لساويرس في ردود فعل غاضبة وساخرة في الوقت نفسه، وكتب أحمد حسن لاعب المنتخب الوطني المصري، السابق، عبر حسابه الشخصي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "أستاذ نجيب أتمنى إنك تخليك في البيزنس والمهرجانات بتاعتك أفضل، محدش طلب منك فتوى، ما هو ربنا لو عايزنا نلبس هدوم كان خلقنا بهدوم".

وكتب الناشط المصري، عبد الله الشريف نشر في تغريدة على صفحته بتويتر قائلا: "لو حد شاف نجيب سويرس في مكان ياريت يشدله البنطلون عشان لو كان مهم كان ربنا خلقه بيه".

وكتب الناشط حسان الطيار موجهًا حديثه إلى رجل الأعمال المسيحي: 1ـ لست مسلماً لتهرطق بسخافة ما قلت.

&2ـ كنائس العالم المعتمدة لا يوجد بها تمثال أو صورة للسيدة مريم عليها السلام بشعرها دون حجاب.

&3ـ ماذا عن غطاء رأس المسيحيات في الكنائس!

4ـ قولك يتطابق مع: لو كان الله يريد أن يسير الخلق بملابس لخلقهم بها. نعوذ بالله من ذلك".

وكتب حسام سعيد: "قد يكون نجيب ساويرس أخطأ عندما تكلم في أمر ليس لديه فيه ادنى معرفة كما أنه أمر شائك أيضا، لكن يخطئ أيضا من يعطي للأمر أكثر من حقه و يحوله لخلاف عقائدي.. الامر لا يتخطى الجهل و الفلسفة الفارغة".

وقال ناشط آخر، "الغريب عندما يكون حوارًا اقتصاديًا، ويكون هذا هو عنوانه عن حجاب المرأة".

وسخر البعض من موقفه تجاه الحجاب بطريقة لاذعة، وناكفه أحدهم قائلا: "وهل ولد نجيب ساويرس وهو لابس بدله؟".

وسخر آخرون من ساويرس بطريقة لاذعة، وانتشر بوستات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنص على: ساويرس يقول: "لو أراد الله للنساء الحجاب لكان خلقهن بالحجاب"، على أساس أنه نازل من بطن أمه بـ"البوكسر".

وأعاد آخرون نشر نص فتوى صادرة عن دار الافتاء المصرية عن مشروعية الحجاب، وجاء فيها: "الشريعة الإسلامية حرمت على المرأة أن تبدي زينتها أمام الأجنبي أو أن تظهر مفاتنها ومحاسنها أمامه؛ مستندة الى قوله سبحانه وتعالى: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون".

وأكدت دار الإفتاء إجماع فقهاء المسلمين على أنَّ الحجاب فرضٌ على المرأة المسلمة إذا بلغت سن التكليف، وهي السن التي ترى فيها الأنثى الحيضَ وتبلغ فيه مبلغ النساء، وهو ما يكون ساترًا جميع جسدها ما عدا وجهها وكفيها، وزاد بعض العلماء قدميها وبعض ذراعيها، والقول بجواز إظهار شيء غير ذلك من جسدها لغير ضرورة أو حاجة تُنَزَّل منزلتَها هو كلام مخالف لِمَا عُلِم بالضرورة من دين المسلمين، وهو قولٌ مبتدَعٌ منحرف لم يُسبَقْ صاحبُه إليه، ولا يجوز نسبة هذا القول الباطل للإسلام بحال من الأحوال، فصار حكم فرضية الحجاب بهذا المعنى من المعلوم من الدين بالضرورة.