دبي: ناقش المشاركون في القمة العالمية للتسامح موضوعات تتعلق بكيفية تعزيز ثقافة الحوار الحضاري وسبل معالجة التحديات، التي تعيق التعامل مع التنوع وسبل التعايش بين الشعوب ذات التنوع الفكري والثقافي، رافضين مبدأ "الهيمنة الحضارية " وإلغاء الاخر وتحييده، والنيل من هويته الثقافية، مشددين على أن الانفتاح على الآخر والإفادة من الإنجازات الحضارية لا يعني الإنصهار والذوبان في الحضارات الأخرى.

التسامح الاقتصادي

وأفردت جلسة العمل الخاصة بركن التسامح الاقتصادي الحديث عن احترام التنوع داخل المجتمعات وتكريس ثقافة التسامح في بيئات العمل المختلفة، وتدعيم سبل التعايش السلمي، من خلال تنفيذ الخطط والسياسات التي تجعل العالم أكثر تسامحا، مع التأكيد على دور المرأة في تعزيز التسامح، مسلطين الضوء على مفهوم التسامح والاستدامة، باعتبار التسامح عامل تمكين قوي للاستدامة والعمل على تطوير استراتيجية الأعمال الشاملة.

أدار الجلسة كامبل ستيدمان من مؤسسة وينستون وستراون، في المملكة المتحدة، وشارك فيها تيني أرنتسين ويلومس مؤسس مجلس التنوع في الدنمارك، وجابر يدت الرئيس التنفيذي لمؤسسة المساواة العراقية و كلوديا ماسي الرئيس التنفيذي شركة سيمنز، في سلطنة عمان، و سعيد فؤاد حداد نائب رئيس شركة جونسون أند جونسون، في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

وتحدث جابر يدت عن بيئة العمل الصحية، مشيراً إلى أن الدوام المرن يساعد على الانخراط في مجالات العمل الخيري والتطوعي،مشددا على ضرورة تغيير الصورة النمطية للوظيفة والسعي لخلق بيئات محفزة، معتبرا النجاح مرتبطا بالشخصية المتسامحة.

فيما قال سعيد فؤاد أن على الأشخاص التحرر من فكرة الاستعباد في العمل، مشيرا الى أنه يدير عملا بين المملكة المتحدة وسويسرا كما عمل في دبي لفترة، ويرى أن أكثر بيئات العمل التي تحقق الإنتاجية تلك التي تتحرر من بعض القيود الروتينية ويكون فيها العاملون على درجة من التوافق الانسجام، فيما يبدي كامبل ستيدمان اعجابه بالقفزات التي تشهدها دولة الامارات العربية المتحدة في شتى المجالات الى جانب جهودها الواضحة في تعزيز ثقافة التسامح، وكونها سبقت العديد من الدول لإنها مؤمنة بجدوى المبادئ التي تتمسك بها،وأنها المخرج الوحيد لكافة المآزق التي تشهدها البشرية.

وركزت كلوديا ماسي على اهتمام دولة الامارات بالتعليم،وتعايش الجنسيات المختلفة معا، مشددة على ضرورة تعزيز التعايش المجتمعي، وتفعيل دور المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، وتبني الاتجاهات التعليمية الحديثة في نظام التعليم العام والجامعي والعالي، مشيرة الى أن ثقافة التسامح باتت من الضروريات الملحة التي يفرضها الواقع الراهن، لذا وجب الحرص على ترسيخ منظومة القيم الاخلاقية والسلوكية كالمحبة والتسامح، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة في النفوس وكل ذلك يتأتى من خلال ضخ مواد علمية في المناهج التعليمية.

الشباب نواة التغيير&

وشخص رشيد السامرائي المنسق الجراحي لبرنامج الجراحة التقويمية أطباء بلا حدود، في الأردن&أهمية التسامح ودوره في احتواء الخلافات، فيما تبحث جلسة العمل محورا مهما عن الشباب باعتبارهم الدافع الرئيسي للتسامح، ودور الفنون البصرية كوسيلة لترويج السلام، والامارات العربية المتحدة نموذجا لاحتضان أكثر من 200 جنسية وثقافة مختلفة، ادار الجلسة بيتر موسفيريدي الرئيس التنفيذي والمؤسس مؤسسة Cultural Infusion، كومنولث أستراليا، ويتحدث فيها بولنت هاس المدير التنفيذي في المؤسسة الاسترالية متعددة الثقافات، وغيلدا سكارف من منظمة العمل الإيجابي بالمملكة المتحدة، وصبا المسلط المديرة التنفيذية أكاديمية القيادة الإنسانية، المملكة المتحدة، ومارك أوين مدير مركز الدين والمصالحة والسلام جامعة وينشستر، المملكة المتحدة، داون ميتكالف.