نصر المجالي: أعلنت الشرطة البريطانية عن اعتقال رجل من ضمن الذين رحلتهم تركيا في إطار تسليم المرتبطين بتنظيم (داعش) المعتقلين إلى بلدانهم لدى وصوله إلى مطار هيثرو لحظة وصوله من تركيا.

وتم ترحيل البريطاني اليوم الخميس إلى جانب سبعة جهاديين ألمان ممن سيسلمون إلى بلدانهم تباعا من جانب تركيا حيث ظل رئيسها رجب طيب أردوغان يشتكي من عدم عودة هؤلاء الى بلدانهم الأوروبية بعد انهيار ما يسمى بالخلافة في سوريا.

البريطاني&المفرج عنه اليوم- ا ف ب&

وقالت شرطة لندن، في بيان أصدرته مساء اليوم الخميس، إن ضباط قيادة مكافحة الإرهاب اعتقلوا شخصا يشتبه بتورطه في جرائم متعلقة بالإرهاب، موضحة أن الرجل في الـ 26 من عمره، وألقي القبض عليه بعد وصوله إلى مطار هيثرو على متن رحلة قادمة إلى بريطانيا من تركيا.

وأضاف البيان أن الرجل "تم اعتقاله للاشتباه بإعداده عمليات إرهابية" وبالتوافق مع قانون مكافحة الإرهاب المصدق عليه عام 2006.

وأشارت الشرطة إلى أن المشتبه فيه لا يزال قيد الاحتجاز، مبينة أن "الاعتقال مرتبط بسوريا"، والتحقيقات مستمرة، دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى.

تحفظ

وترفض سكوتلاند يارد ووزارة الداخلية تسمية الإرهاب المشتبه به في مطار هيثرو - لكن إعلان السلطات التركية بترحيله يعني أنه يمكن أن يكون متطرفًا بارزًا.

وتقول التقارير إن الرجل المعتقل هو واحد من أكثر من 400 شخص يُزعم أنهم فروا من المجموعة الإرهابية قبل أن يعودوا إلى المملكة المتحدة – حيث قُتل 500 آخرون هناك و600 من مقاتلي داعش البريطانيين وعرائسهم وأطفالهم كانوا يعيشون في مخيمات اللاجئين في سوريا بعد سقوط الخلافة.

مقاربة

وتعتقد تقارير ومقاربات صحفية بأن الرجل المفرج عنه ربما يكون هو حمزة برويز البالغ من العمر 26 عامًا، وهو أول مقاتل من التنظيم انتهى به المطاف إلى سجنٍ شمالي سوريا إثر استسلامه أمام القوات التي يقودها الأكراد خارج آخر معاقل التنظيم في "الباغوز فوقاني" في ابريل 2019.

وقارنت صحيفة (ديلي ميل) بين صورة نشرتها للرجل خلال خروجه من المعتقل التركي اليوم في إطار عملية تسليمة وصورة لحمزة برويز وأعربت عن احتمال ان يكون المفرج عنه الذي تم اعتقاله في هيثرو هو برويز.

وكانت صور لحمزة برويز نشرت في منشوراته وخطاباته على الإنترنت، وهو يحمل سلاحا اوتوماتيكيا إذ حمل أبو حمزة سلاحاً وظهر، وهو يدعو لتقديس المتشددين بخطاب معاد للغرب.&

حمزة الجائع

وحسب التقارير البريطانية، فقد اشتهر حمزة برويز (أبو حمزة) بحبه ونهمه العجيب للمأكولات السريعة الغربية، والقطط الصغيرة اللطيفة، فضلاً عن رغبته في الاستقرار يوماً ما من أجل الزواج وإنجاب الأطفال.

ويظهر برويز -الذي وصفته إحدى الصحف البريطانية باسم (حمزة الجائع - Hungry Hamza)، نتيجة منشوراته الدائمة عن الطعام- في إحدى الصور المنسوبة إليه ولحيته تُغطي وجهه وهو يحمل سلاحه ويتناول المُثلَّجات في مدينة الموصل العراقية، التي كانت تحت سيطرة داعش آنذاك.

وفي منشوراته السابقة، نشر صوراً لقطٍ بُنِّي تبنَّاه أثناء قتاله مع داعش وأطلق عليه اسم أنبار، تيمُّناً بأكبر مُحافظات العراق. وأعربت عائلته آنذاك عن صدمتها نتيجة سفره إلى سوريا وقتاله في صفوف التنظيم.

فيديو تهديد

ونشر أيضاً مقاطع فيديو تهديدية تحُثُّ المسلمين البريطانيين على هجر حياتهم والانضمام إلى المعارك في ما وصفه بـ «حقبة الجهاد الذهبية».

وبرويز وهو واحدٌ من ضمن العديد من مُقاتلي ومُؤيِّدي داعش السابقين الذين يزعمون أنهم نادمون، لأن مصائرهم مُعلَّقة على حبل المشنقة. عبّر عن ندمه الشديد وقال: لو كانت لدي كلمة أقوى لقلتها.
إذ قال برويز، الذي بدا نحيلاً وهو يرتدي ملابس السجن الفضفاضة، عن قراره بالانضمام لداعش قبل خمس سنوات: "الندم لا يكفي هنا. وأتمنى لو كانت لدي كلمةٌ أقوى لأستخدمها".

وكان برويز إلى صحيفة Washington Post الأميركية في مقابلةٍ أجراها داخل السجن شمالي سوريا، بحضور الحراس المُسلَّحين، وقال إنه فقد 30 كيلوغراماً خلال سنواته الخمس مع تنظيم الدولة الإسلامية.

ندم غير مقنع

لكن هذا الندم الواضح لن يُقنع حكومة بريطانيا على الأرجح، إذ قالت إنها لن تسمح بعودة المواطنين البريطانيين الذين سافروا من أجل الانضمام إلى تنظيم داعش. وما يزال آلاف الأجانب وأطفالهم مُحتجزين داخل مُعسكر الهول للنازحين شمالي سوريا، إثر فرارهم من القتال في الباغوز فوقاني.

وأعربت بعض الدول الغربية عن استعدادها لقبول عودة مواطنيها الذين توافدوا إلى الأراضي التي كان يُسيطر عليها تنظيم داعش في العراق وسوريا. واتُّهمت المجموعة بارتكاب فظائعٍ مُروِّعةٍ في البلدين، من بينها الإعدامات الجماعية والعبودية الجنسية وتدمير الآثار والمواقع الأثرية على نطاقٍ واسع.

وقرَّرت بريطانيا شهر فبراير 2019 تجريد العروس الجهادية شميمة بيغوم، المراهقة المولودة في لندن، من جنسيتها إثر خروجها من آخر معاقل الخلافة في الباغوز فوقاني. وتقبع الآن داخل مُعسكرٍ شمالي سوريا في انتظار مستقبلٍ مجهول الملامح.