واشنطن: اعتمد البيت الأبيض الاستراتيجية التي اتبعها الجمهوريون الذين تحدثوا خلال جلسات الاستماع العلنية الأولى في التحقيق المتصل بإجراءات العزل التي تهدد دونالد ترمب، بين الاستخفاف والتشنيع والهجوم المضاد.

بينما كان دبلوماسيان رفيعا المستوى يدليان في الكونغرس بشهادتيهما حول الضغط على أوكرانيا لتشويه سمعة منافس الرئيس الأميركي نائب الرئيس السابق جو بايدن، كان ترمب يستقبل نظيره التركي رجب طيب اردوغان في البيت الأبيض.

وصرّحت مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي الخميس أن الزعيمين تحدثا عن "الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية" وعقود عسكرية "بمليارات الدولارات" وعن "قضايا مهمة"، كما لو كانت تقلل من أهمية جلسات الاستماع.

وأعلن دونالد ترمب الذي يشتبه في أنه أساء استغلال صلاحياته لأغراض شخصية، أنه "مشغول للغاية" وليس لديه وقت لمتابعة جلسات الشهود.

لكن هذا لم يمنعه من استهدافهم بمجموعة من التغريدات خلال الجلسات.

ثرثرة

أعاد الرئيس بث تغريدة لمراسلة من قناة فوكس نيوز المحافظة نددت بما قالت إنه " شهادة على أساس السمع" وبأن الشهود لم "يسبق أن قابلوا الرئيس!".

هذه الحجة دافع عنها بإصرار الجمهوريون في مجلس النواب واستخدمتها كيليان كونواي خلال جولتها على العديد من أقنية التلفزيون.

وقال النائب جيم جوردان موبخاً وليام تايلور القائم بأعمال السفير الأميركي في أوكرانيا: "لا أستطيع أن أصدق ذلك، أنت الشاهد الرئيسي!"، لأنه ينقل حديثاً سمعه من دبلوماسي آخر.

جاء ذلك بعد أن قال تايلور إنه علم عن طريق سفير آخر أن الرئيس ترمب وضع شرطا لصرف المساعدة العسكرية لأوكرانيا أن تفتح تحقيقاً حول جو بايدن، الذي يتصدر استطلاعات الرأي بين المرشحين الديموقراطيين لخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وعلقت مستشارة الرئيس المعروفة بتصريحاتها المتهجمة: "قال وقيل وقال وقيل: القصة كلها قائمة على الثرثرة". فبالنسبة لها هناك درس واحد فقط يمكن استخلاصه من هذه الحلقة، وهو أن "الديموقراطيين ليس لديهم حقًا أي شيء ضد الرئيس".

افتراء

يقسم دونالد ترمب أنه ضحية "مطاردة شعواء" نظمها الديمقراطيون بدعم مما يسميه "وسائل الإعلام المزيفة" والمنحازة يقول إنها لم تشفِ بعد من صدمة &انتخابه في عام 2016.

ولدى بدء جلسات الاستماع العلنية، كرر النائب الجمهوري ديفين نونيس هذه الحجج. وقال "كل الذين اعتادوا على الحرب الشاملة التي يشنها الديمقراطيون ضد الرئيس ترمب سيتعرفون على علامات منسقة لحملة افتراء"، واصفاً&الإجراء بأنه "منحاز تماما".

وهاجمت كيليان كونواي بدورها ما اعتبرته "محاكمة صورية" وطلبت، كما فعل الجمهوريون منذ عدة أسابيع، معرفة هوية الشخص المبلغ الذي يقف وراء الكشف عن القضية.

وقالت "لو كنا في محاكمة مدنية أو جنائية، لكان لنا الحق في مواجهة متهمنا".

بسبب هذا المبلغ، اضطر البيت الأبيض إلى نشر محاضر المكالمات الهاتفية، التي طلب خلالها دونالد ترمب من نظيره الأوكراني "النظر" في جو بايدن وشؤون ابنه هنتر في أوكرانيا.

منذ ذلك الحين، يزعم ترمب أنه كان يؤدي عمله عندما طلب إجراء تحقيق في شكوك بالفساد في بلد يستفيد من المساعدات الأميركية.

خلال جلسات الاستماع، حرص المحامي المسؤول عن استجواب الشهود نيابة عن الجمهوريين على الإشارة إلى أن هنتر بايدن يتلقى منذ فترة طويلة 50 ألف دولار شهريًا لقاء عضويته في مجلس إدارة مجموعة غاز أوكرانية، وهي فترة يستهدفها التحقيق في الفساد.

في الوقت نفسه، قالت كيليان كونواي إن "نائب الرئيس جو بايدن كان يضع أوكرانيا في محفظة جيبه"، ثم أضافت "أقل ما يقال عن هذا إنه مثير للقلق...".

شجبت نانسي بيلوسي، زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب تكتيكًا لحرف الأمور عن نصابها، متهمة مؤيدي الرئيس بعدم الرد "على جوهر" القضية. وهي ترى بما لا يدع مجالاً للشك أن شهادات الدبلوماسيين "أكدت" شكوك "الفساد" التي تحوم حول الرئيس.