إسماعيل دبارة من تونس: كلف الرئيس التونسي قيس سعيد يوم الجمعة كاتب الدولة &(وزير دولة) السابق للفلاحة الحبيب الجملي بتشكيل حكومة بعد أن رشحه حزب النهضة الإسلامي لرئاسة الوزراء، ليواجه تحديات هائلة لإصلاح الاقتصاد المتعثر والاستجابة للمطالب الاجتماعية.

ولا يعرف عن الجملي أي نشاط سياسي بارز ويقدم نفسه في سيرته الذاتية على أنه "ليس له أي انتماءات سياسية".&

وبحسب سيرة ذاتية نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (وات)، فإنّ ولد الحبيب الجملي، الذي سلمه رئيس الجمهورية، قيس سعيد، اليوم الجمعة رسالة تكليف بتشكيل الحكومة الجديدة، ولد في 28 مارس 1959 بمعتمدية نصر الله من محافظة القيروان (وسط)، وزاول تعلمه الابتدائي بمدرسة الكبارة والثانوي بنصرالله وزغوان.

وهو متحصل على ديبلوم تقني سام مختص في الزراعات الكبرى، وديبلوم مهندس أشغال دولة في الفلاحة، وديبلوم مرحلة ثالثة في الاقتصاد الفلاحي والتصرف في المؤسسات ذات الصبغة الفلاحية.

وكان الجملي شغل منصب كاتب دولة (وزير دولة) لدى وزير الفلاحة من ديسمبر 2011 إلى يناير 2014 بصفته تكنوقراطا مستقلا، كما اشتغل سابقا بالوظيفة العمومية (ديوان الحبوب بوزارة الفلاحة) مدة 14 سنة شغل خلالها عدة مهام إدارية وفنية وبحثية، وشارك في أشغال عدة لجان داخلية ووطنية ومجالس إدارة شركات عمومية ذات صلة بالقطاع الفلاحي.

عمل بالخصوص بإدارة وحدات البحث في مجال الزراعات الكبرى وإدارة الجودة والتنمية بوزارة الفلاحة. وتابع دورات تكوينية وتربصات مختلفة بتونس وبالخارج تعلقت بجوانب عديدة من منظومات الإنتاج الفلاحي وسياسات تنمية القطاع الفلاحي وهيكلته بعديد البلدان الأجنبية، بحسب "وات".

غادر الوظيفية العمومية بمحض إرادته سنة 2001 والتحق بالقطاع الخاص، حيث تولى الإشراف على شركة كبرى في القطاع الخاص. وله عدة دراسات وبحوث تطبيقية في هذه المجالات، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال.

تصريف الأعمال

في سياق متّصل، كلّف الرئيس قيس سعيد، الجمعة، يوسف الشاهد، بمهام تصريف أعمال الحكومة، إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة، ونيلها الثقة من قبل مجلس نواب الشعب.

وأوضح الشاهد، وفق بلاغ لرئاسة الجمهوريّة اطلعت "إيلاف" على نصه، في تصريح عقب اللقاء، أنّ رئيس الدولة كلّفه اليوم لدى استقباله بقصر قرطاج بمهام تصريف أعمال الحكومة، مضيفا أنّ رئيس الجمهورية شدد، في الآن نفسه، على ضرورة تواصل العمل الحكومي، لضمان أمن المواطنين وحسن تسيير المرفق العام، حتى لا تمسّ فترة تسيير الأعمال بأي شكل من الأشكال بمصالح المواطنين.

وكان الرئيس سعيّد، قد سلم عشية الجمعة، المرشّح لمنصب رئيس الحكومة، الحبيب الجملي، رسالة تكليف لتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بعد أن سلّمه رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، بصفته رئيس الحزب المتحصل على أكثر عدد من المقاعد بمجلس نواب الشعب، إسم الشخصية المقترحة لمنصب رئيس الحكومة.

وأمام الجملي شهران لتشكيل ائتلاف حكومي من البرلمان الذي يشغل فيه حزب النهضة، أكبر حزب في البلاد، ربع عدد المقاعد فقط. وفي حال فشله في تشكيل حكومة خلال شهرين، يكلف الرئيس شخصية أخرى بالمهمة. وفي حال الفشل مرة أخرى، يدعو الرئيس لانتخابات جديدة.

وقال الجملي في أول خطاب عقب تكليفه من الرئيس سعيد "مقياس اختيار أعضاء الحكومة سيكون الكفاءة والنزاهة مهما كانت الانتماءات وسأكون منفتحا على كل القوى السياسية دون تحفظ على أي حزب".

ويوم الأربعاء أيد حزب قلب تونس الذي نافس حزب النهضة انتخاب راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة لرئاسة البرلمان في إشارة إلى أن الحزبين قد ينحيان جانبا خلافاتهما السابقة ويشكلان معا حكومة ائتلافية.

وتحتاج أي حكومة جديدة يمكن أن يشكلها الجملي إلى تأييد حزبين على الأقل لتحوز الأغلبية البسيطة اللازمة وللموافقة على القوانين الجديدة وهي 109 مقاعد.