بعد أقل من شهر على وفاة الطفلة "جنة" متأثرة بتعذيب وحشي على يد جدتها لوالدتها، تعرضت الطفلة "هبة" للتعذيب على يد خالتها. وعثر عليها المواطنون في الشارع بحالة يرثى لها، وتم إنقاذها في اللحظات الأخيرة.

إيلاف من القاهرة: في مأساة جديدة، اهتز لها وجدان المصريين، تعرضت الطفلة "هبة أحمد" البالغة من العمر خمس سنوات، للتعذيب بأساليب قاسية جدًا على يد خالتها، رغم أن المثل الشعبي يقول "الخالة والدة"، إلا أن هذه الخالة لم تكن على قدر حنان ومسؤولية الأم.

وعثر أحد المارة على الطفلة "هبة" بأحد شوارع مدينة بلبيس التابعة لمحافظة الشرقية، في حالة يرثى لها، وتبكي بشدة، واستطاع نقلها إلى مستشفى بلبيس العام.

"هبة" كانت تعاني من آثار حروق في كافة أنحاء جسدها بأداة معدنية، وضرب مبرح، ولم تكن تستطيع الحديث من شدة الإعياء، وعندما نقلت إلى المستشفى، تم وضعها في غرفة العناية الفائقة، وأخطرت الشرطة.

ووفقًا لمحضر الشرطة، فإن العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، تلقى اخطارًا بورود إشارة من مستشفى بلبيس العام، بوصول الطفلة "هبة" البالغة من عمرها "5" سنوات، والدها متوفي، وبها آثار تعذيب بطريقة وحشية بالعينين والساقين وجميع أنحاء الجسم، وبالفحص تبين أن الطفلة تتألم بشدة من ذراعها الأيمن لعدم وصول دم له.

وجاء في محضر الشرطة، أن أحد المواطنين القائمين على نقل الطفلة إلى المستشفى، قال إنه وجدها في أحد الأماكن بمدينة بلبيس تبكي وعندما وجد ما بها من آثار ضرب وتعذيب، نقلها إلى المستشفى، مشيرا إلى أن الطفلة أكدت له أن من قامت بتعذيبها هي شقيقة والدتها.

وبعد إجراء الفحوصات الطبية الطفلة، تبين إصابتها بكدمات في الوجه واليدين وحرق طفيف بالظهر، وأن حالتها بشكل عام أصبحت مستقرة بعد تلقيها العناية الكاملة داخل المستشفى.

وكشف فريق التدخل السريع التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، أن الطفلة تقيم مع خالتها نظرا لوفاة الأب وسجن الأم، كما علم الفريق أن الخالة هي من أحدثت بها تلك الإصابات نتيجة ضربها على وجهها وحرقها بأداة معدنية.

ويبحث الفريق نقل حضانة الطفلة إلى أحد أعمامها والذي طلب رعايتها وسيتم ذلك بعد دراسة حال الأسرة ومدى استعدادها لرعاية الطفلة، إما إلحاقها بإحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي وسيتم اختيار المصلحة الفضلى للطفلة، على أن ترافقها أخصائية اجتماعية من أعضاء فريق التدخل السريع خلال 48 ساعة القادمة.

وقال رئيس فريق التدخل السريع بوزارة التضامن، محمد يوسف، إن الطفلة هبة أحمد، تعرضت للتعذيب على يد خالتها التي تعيش معها بعد وفاة والدها ودخول والدتها السجن.

وأضاف أن فريق الإنقاذ السريع توجه إلى مستشفي بلبيس العام، وشاهد آثار التعذيب على جسم هبة، مشيرًا إلى أن حالة الطفلة مشابهة لحالة الطفلة "جنة" التي أثارت مأساتها الرأي العام في مصر، وماتت متأثرة بالتعذيب على يد جدتها لأمها.

ولفت إلى أن فريق التدخل السريع حرر محضرًا بواقعة تعذيب هبة، منوهًا بأن "هبة تقيم في المستشفى، ويتم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لها، حتى يحصل على الشفاء التام، وتسليم إلى أسرتها أو يتم نقلها إلى إحدى دور الرعاية الاجتماعية.

وتقدم المحامي سمير صبري ببلاغ للنائب العام، ضد خالة الطفلة هبة أحمد، تبلغ من العمر خمس سنوات.

وأضاف أن "هبة" حرمت من الأم لحبسها ومن الأب لوفاته، وتعرضت للتعذيب، وأصيبت بحروق وكدمات متفرقة بجسمها.

ولفت إلى أن تحريات الشرطة فريق التدخل السريع بوزارة التضامن تشير إلى أن الطفلة تقيم مع خالتها نظرًا لوفاة الأب وسجن الأم، وأن الخالة هي من أحدثت بها تلك الإصابات، نتيجة ضربها على وجهها وحرقها بأداة معدنية.

وطالب باتخاذ الاجراءات القانونية ضد الخالة، وتقديمها إلى محاكمة جنائية عاجلة، وتقديم الرعاية اللازمة للطفلة.

وكانت الطفلة "جنة" قد لقيت مصرعها الشهر الماضي، بعد أن قضت يومين في المستشفى، متأثرة بتعذيب وحشي تعرضت له على يد جدتها لوالدتها، كما تعرضت شقيقتها "أماني" للتعذيب أيضًا، وتتلقى الرعاية الصحية حاليًا.