يستصعب الشعب الخليجي تصديق أن حسن روحاني تخلى عن كل أحلام إيران التوسعية في المنطقة كي يصدقوا مبادرته لأمن مضيق هرمز التي أرسلها إلى القيادات الخليجية. لذا يواجهونها بالحيطة والتشكيك.

إيلاف من بيروت: تتمتع منطقة مضيق هرمز بأهمية استراتيحية في مجال التجارة الدولية والطاقة، ويضخ نحو 15 مليون برميل من النفط يوميًا من خلال هذه المنطقة الی المستهلكين في العالم.

في الآونة الأخيرة، استخدمت إيران مضيق هرمز ورقة ضغط سياسي، مهددة بين الفينة والفينة بإغلاقه. لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني قدم في الأمم المتحدة مبادرة سماها مبادرة هرمز للسلام. فسألت "إيلاف" القارئ العربي: "كيف تقيّم موقف دول الخليج لمبادرة روحاني لأمن هرمز؟".&

شارك في هذا الاستفتاء 230 قارئًا، اختار 37 منهم جواب "قبول بحذر" بنسبة 16 في المئة، واختار 81 منهم جواب "رفض تام" بنسبة 35 في المئة، بينما مال 112 قارئًا إلى جواب "تشكك وحيطة" بأغلبية 49 في المئة.

حاجة مُلحة

في مقالة له في صحيفة الراي الكويتية، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الظروف المتأزمة "يجب أن تجعلنا نؤمن أن حاجة المنطقة المُلحة لتكريس الأمن المستدام، والذي من دواعي الأسف أنها لم تنعم به إلى حد الآن، هو الوصول الی إيمان مشترك بأن الأمان لا يستتب عن طريق شراء الأسلحة وتكديسها وتوقيع الاتفاقيات العسكرية مع القوی الأجنبية، بل أن الأمن يعتمد علی كسب الثقة والاعتماد علی الشعب والطاقات الوطنية وتمتين علاقات حسن الجوار مع بقية دول المنطقة".

أضاف: "المنطقة تعاني من فقر للحوار الاقليمي الشامل في المجالات المختلفة، الأمر الذي يؤدي إلی جفاف جذور السلام والعمران الی الأبد، ومنطقتنا بحاجة الی الحوار الاقليمي الداخلي أكثر من میلها نحو كيل الاتهامات واستخدام التعابير العدائية والعنيفة والتنافس التسليحي وتكديس الأسلحة"، قائلًا إن مبادرة هرمز للسلام بمشاركة السعودية والعراق وعمان والإمارات والكويت وقطر والبحرين وإيران تتمتع بالإمكانيات اللازمة والكافية لتحقيق الأمن الشامل في المنطقة من طريق الحوار الإقليمي الداخلي.

إيجابيات

أعلن ظريف أن روحاني كلفه باستطلاع آراء الدول والنخب في المنطقة وإكمال وتقوية مبادرة هرمز للسلام، متوقعًا ردات فعل إيجابية لدی دول المنطقة تجاهها.

ونسبت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى مصدر بوزارة الخارجية الإيرانية قوله إن طهران تلقت ردًا إيجابيًا من السعودية والبحرين على رسالة رسمية وجهتها للمملكتين بخصوص "خطة سلام مع الجيران".

وذكرت الصحيفة الكويتية أن إيران وجهت في خطوة غير مسبوقة أول رسالة رسمية مكتوبة إلى السعودية والبحرين عبر الكويت، عرضت فيها مشروعها لتأمين الملاحة في مضيق هرمز وخطتها لتحقيق السلام مع جميع جيرانها في المنطقة، وأن إيران سلمت إلى مساعد وزير الخارجية الكويتي الرسالتين الموقعتين من روحاني إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

أوضح المصدر أن إيران تابعت الأمر عبر الوسائط الدبلوماسية ووجدت ردة فعل إيجابية من دول المنطقة في هذا المجال، خصوصاً من ناحية تأمين الملاحة في مضيق هرمز وإحلال السلام بالمنطقة وحلحلة الخلافات مع الجيران.

مراوغة سياسية

في "الوطن" البحرينية، كتبت منى على المطوع أن إيران "تحاول المراوغة السياسية واللعب على وتر العلاقات الدبلوماسية وإظهار نفسها أمام العالم أنها محضر خير، وأنها تتماشى مع التوجه العالمي في القضاء على الإرهاب وتعزيز السلام الدولي من خلال قلقها على مصير سلامة الملاحة الجوية والبحرية وطرحها لمبادرة سلام ووساطة مع السعودية والبحرين وكلها أقوال تخالف أفعال إيران على أرض الواقع وهي بذلك لا تحاول إيجاد شق وفرقة بين المواقف الخليجية وتباينها تجاه عدوانيتها في الممرات المائية الدولية بالأخص عند مضيق هرمز فحسب، بل أنها أيضاً تحاول استمالة المواقف الأوروبية بالطبع التي لا&تزال متذبذبة تجاه علاقاتها مع إيران، كما أنها تحاول كسب عامل الوقت لاستمرار مخططاتها الإرهابية في المنطقة وتمددها داخل الدول العربية وبسط المزيد من قواعدها الإرهابية وعدم انهيار وفشل مخططاتها بالأخص في اليمن والعراق ولبنان وهي في ذلك تدرك أن مؤتمر وارسو حمل مواقف ضبابية ومتذبذبة من الجانب الأوروبي بخصوص الموقف العام تجاه إيران كمصدر لتهديد الأمن الإقليمي والعالمي بالأخص الأمن الجوي والبحري وهي تحاول اللعب على هذه الورقة ولذلك لجأت إلى تقديم هذه المبادرة المضللة والمليئة بالتناقضات بعد انتهاء مؤتمر البحرين تحديداً في سبيل عدم التجاوب مع المبادرة الأميركية والإعراض عنها أمام وجود خيارات عدة ومبادرات أوروبية وروسية أيضاً يتم تباحثها، وكل ذلك في سبيل عدم الانخراط في التحالف العسكري بقيادة أميركا وإفشاله".