بدأ منذ ساعات الفجر الأولى وصول المتظاهرين إلى محيط مجلس النواب، حيث ستنعقد جلسة لمجلس النواب لإقرار قانون العفو العام، فهل يسمح المتظاهرون بإقرار هذا القانون الذي يعتبره الكثيرون مشبوهًا؟.

بيروت: بدأ منذ ساعات الفجر الأولى وصول المتظاهرين إلى محيط مجلس النواب، حيث ستنعقد جلسة لمجلس النواب لإقرار قانون العفو العام، وقد اعاد قانون العفو المعجل المكرر المنوي طرحه في جلسة مجلس النواب، اذا ما التئمت جلسة النقاش، &المتظاهرين الى الشارع اللبناني وسط تضارب في تفسيره ورفض في تمريره لما يحمل من مطبات حسب المنتقدين تسهل تمرير المسامحة لكل مسؤول مقترف لجريمة مالية او فساد حسب تعبير البعض، رغم ان رئيس مجلس النواب كان قد اكد ان القانون واضح ومعلوم البنود والتفاصيل المشمولة فيه لجهة من يشملهم العفو.

مجلس النواب

وفيما يستعد مجلس النواب لمناقشة اقتراح قانون معجل مكرر لمنح عفو عام عن عدد من الجرائم، طرحت علامات استفهام بالجملة حول توقيت طرح القانون والهدف منه، خصوصًا أن عددًا من المرجعيات القانونية، فضلاً عن الاحزاب والتيارات السياسية انتقدت ما ورد فيه من بنود على اعتبار حاجته الى مزيد من الدراسة.

مبدأ الصفح

ويقول الخبير القانوني صلاح سعادة لـ"إيلاف" "انه في الأسباب الموجبة للقانون المعجل المكرر للعفو، أن "مبدأ الصفح يشكل وسيلة لتعزيز السلم الاهلي ويساهم في إعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، وتجاوز الآثار الناتجة، إما عن صراعات سياسية أو عن أزمات ذات طابع اجتماعي أو اقتصادي". وحسب المسوّدة الأولية التي وزعت على النواب، يمنح هذا القانون العفو عن الجرائم المرتكبة قبل 3-10-2019، على أن يشمل:

المخالفات على أنواعها.
الجنح غير المستثناة بموجب هذا القانون شرط إسقاط الحق الشخصي.
جرائم تعاطي أو تسهيل تعاطي المخدرات أو تسهيل الحصول عليها أو ترويجها من دون عوض ومن دون أيّ نية ربحية، وكذلك جريمة زراعة النباتات الممنوعة.
فيما لا يستفيد من العفو بحسب سعادة:
المتورطون بقتل مدنيين أو عسكريين أو إيذائهم عمدًا أو خطفهم أو حجز حريتهم.
من استخدم أو صنع أو اقتنى أو حيازة أو نقل مواد متفجرة أو ملتهبة.
من قام بتدريب أشخاص للقيام بأعمال إرهابية.
تجنيد أو تدريب أو إعداد اشخاص للقيام بأعمال إرهابية.

ومن ابرز الجرائم التي لا يشملها العفو، يضيف سعادة هي تلك المحالة إلى المجلس العدلي، وجرائم تبييض الاموال وتمويل الارهاب، والجرائم المتعلقة بالآثار، وجرائم التعدي على الأموال والاملاك العمومية أو الخصوصية العائدة للدولة أو البلديات، اضافة إلى القانون المتعلق بمقاطعة الكيان الاسرائيلي والصادر العام 1955.

الأسباب الموجبة

ويتوقف سعادة عند التمايز الحاصل بين الأسباب الموجبة ونص القانون المقترح لجهة نطاق العفو المحدد في اقتراح القانون، بحيث "أن الحالات التي تضمنها البند "أولاً" من المادة الوحيدة أوسع من الحالات المحددة في الأسباب الموجبة التي أوصت بمنح العفو لأسباب عزاها مقدمو الاقتراح إلى مبدأ الصفح المعزز للسلم الاهلي وإعادة اللحمة وتجاوز الصراعات".

السابق

ويقول سعادة "إنه مقارنة مع قانون العفو العام السابق رقم 84 الصادر العام 1991 فإن هذا القانون قد نص في مادته الأولى على أن يمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل 28 مارس سنة 1991 وفقًا لاحكام القانون، بخلاف المشروع الجديد الذي وسّع القاعدة وأدرج زيادة ما يلي "حركت فيها دعوى الحق العام أو لم تحرك"، مما ينم عن نية فاضحة للتستر عن جنح وجرائم حاصلة وانما غير معروفة وملاحق بها بعد".

التهرب الضريبي

وحول استثناء مخالفة القوانين المالية أي التهرب الضريبي، انتقد سعادة "تصنيف رزمة من العقوبات المالية والجزائية على أنها مخالفات وجنح، وليست بالتالي مستثناة صراحة من العفو بموجب إقتراح القانون الجديد، ما يعني أن جميع من خالفوا واغتنوا على حساب اموال الدولة العامة معفيون هنا من أي ملاحقة "سواء حركت فيها دعوى الحق العام أو لم تحرك."

المجلس النيابي

كما انتقد سعادة التفاف المجلس النيابي على قرار المجلس الدستوري رقم 4/2018 الذي أبطل مواد التسوية الضريبية من قانون الموازنة رقم 79 - العام 2018 لمخالفته مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين من دون تمايز أو تفضيل.

ويعتبر سعادة أنه "من غير المفيد أو المجدي التذرع بأن إقتراح القانون الجديد قد أعفى جرائم تبييض الاموال، أولاً لأنه لم يأتِ على ذكر قانون مكافحة تبييض الاموال بصورة صريحة، بخلاف ما فعله بالنسبة إلى القوانين الخاصة الأخرى".

نادي قضاة لبنان

من جهته، رأى "نادي قضاة لبنان" أن اقتراح قانون العفو "نسفًا للقوة الرادعة للعقوبة بالكامل، يضمن للمعتدي افلاته من العقاب فيؤلف حافزًا له لتكرار جريمته، وفي الوقت نفسه يضرب بعرض الحائط حقوق الضحية والمجتمع في الاقتصاص من مرتكبي الجرائم ويضعف ثقة العامة بالسلطة المنوط بها حماية المجتمع والفرد معًا.

ووفق ما يلاحظه النادي، فإن الاقتراح "ينسف استقلالية السلطة القضائية ويزيد من منسوب التجرؤ على مخالفة القانون".

ويعتبر أن "طرح مثل هذا الإقتراح خلال الثورة مشابه لطرحه قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان، وغايته تحقيق مكاسب سياسية عبر استرضاء المخالفين للقانون، الذين تعتبرهم هذه القوى السياسية جزءًا من جمهورها.