أكد النائب اللبناني الياس حنكش في حديثه لـ"إيلاف" أن تأجيل جلسة مجلس النواب أمس شكل انتصارًا جديدًا للثورة في لبنان يضاف إلى انتصارات أخرى للحراك الشعبي.

بيروت: تحدثت "إيلاف" إلى النائب الياس حنكش عن تأجيل جلسة مجلس النواب أمس، وعن تأليف حكومة تكنوقراط، وعن مطالب الحراك الشعبي والثورة في لبنان، وعن مستقبل لبنان في ظل تعنت السياسيين والسلطة بعدم الإستجابة لمطالب المتظاهرين.

وفي ما يلي نص الحوار معه

*بعد تأجيل جلسة مجلس النواب أمس، والتي كانت مقررة لإقرار قانون العفو العام في لبنان، هل تعتبر أن الأمر شكل انتصارًا اضافيًا للحراك في لبنان؟

-الانتصار الأول للثورة كان في استقالة الحكومة اللبنانية، أما الانتصار الثاني فكان تأجيل الجلسة الأسبوع الماضي، والثالث كان اسقاط إسم محمد الصفدي من رئاسة الحكومة، والرابع انتخابات نقابة المحامين، أما الانتصار الخامس فكان أمس من خلال تأجيل جلسة مجلس النواب، وعلى السلطة أن تتلقف هذا العنصر الجديد أي الثورة اللبنانية، والشعب اللبناني وصل إلى نقطة اللاعودة، ولم يفهموا بعد، أي السياسيين، أن المطلب واضحًا وهو كان استقالة الحكومة وقد حصل ذلك وأيضًا تأليف حكومة اختصاصيين، ونذهب إلى انتخابات نيابية مبكرة، ولم يستوعب السياسيون أن الشعب سيمشي بمطالبه حتى النهاية.

على السياسيين أن يبتعدوا عن السياسة الإستكبارية، التي يمارسونها على الشعب، هناك عنصر جديد ويجب أن ينزلوا الى الشارع ليسمعوا صوت الشعب.

*هذه الثورة هل ستصل إلى تحقيق كل مطالبها؟

-لديّ قناعة أن لا شيء أقوى من الشعب، وكل الأمور ستتحقق وأيضًا انتخابات مبكرة وفي هذا الموضوع قدمنا اقتراح قانون ويحتاج الأمر إلى آليات لينجح، من خلال تقصير ولاية المجلس النيابي والقيام بانتخابات مبكرة أي بعد 8 أشهر تقريبًا، ونستطيع تحقيق كل ذلك لأنها تبقى خطوات تحسّن حياتنا السياسية، وننتج طبقة سياسية نزيهة بعيدة عن الفساد والمحسوبية، والمحاصصة، وهذه الطبقة التي أثبتت فشلها يجب أن ترحل ونأتي بأشخاص كفوئين ونزيهين يرتقون بلبنان إلى مستوى طموحات الناس.

*حكومة تكنوقراط في لبنان هل تنجح، وهل يسمح لها السياسيون بالعمل كما تريد؟

-لا خيار لديهم، حكومة تكنوقراط يدعمها الشعب اللبناني تبقى أقوى من أي خيار آخر، وأي عرقلة يقوم بها السياسيون. وطالما الحكومة محصنة بإرادة الناس ستكون أقوى من أي عراقيل أخرى.

*هل سينجح المتظاهرون بالمجيء بحكومة تكنوقراط؟

-هذا المطلوب وهذا ما سيتحقق وإلا الجميع سيبقى متظاهرًا في الشارع، وهذه السلطة لم تفهم بعض أن الشباب اللبناني يطمح إلى التغيير الذي سيقطع بمراحل عدة قبل أن يتحقق.

*ما هو تعليقك على الموكب السياسي الذي أطلق النار باتجاه المتظاهرين؟

-هذا أقل ما يقال عنه إنه يجب أن يحاسب ويعاقب أمام الشعب اللبناني، شبعنا من القمع وممارسات السلطة، والإستقواء على الشعب اللبناني وفرض القوة على شباب عزّل، ورأينا الناشطين كيف تتم معاملتهم. ويبقى أنه على السياسيين أن يكونوا مثالاً يحتذى به، وألا يكونوا أداة للقمع. ونحن بأمس الحاجة للتعقل والحوار، والحكمة بالتعاطي في الشأن العام.

*هل عرف من هو هذا الموكب الذي أطلق النار على المتظاهرين؟

-لا معلومات لديّ بهذا الشأن.

*عندما يصبح السياسي بمكان والمواطن بمكان آخر، هل برأيك من الضروري المجيء بطقم سياسي جديد بدءًا بالمجلس النيابي؟

-الناس يجب أن يقرروا، و"كلن يعني كلن" أفضل شعار رفع في التظاهرات، يجب فرز طبقة جديدة من خلال انتخابات نيابية مبكرة، بعدما سحب الناس الثقة من الأمانة للسياسيين، بعدما نزل مليونا شخص للتظاهر، ومن الضروري القيام بقانون انتخابي عصري في المرحلة الحالية، وما تفرزه الانتخابات نكن له الإحترام.

*بعد الحراك، هل من المتوقع الانتخابات النابية المبكرة اذا حصلت أن تأتي بأشخاص جدد في البرلمان يتمتعون بالنزاهة؟

-بحسب قانون الانتخاب سيحصل التغيير مع وجود مزاج جديد في لبنان، والناس لم تعد تصدقهم.

*هل انتخابات نقابة المحامين دليل على ذلك؟

-نعم أطاحت بكل التركيبات السياسية. وهناك جو جديد والحراك يريد أشخاصًا منهم ملحم خلف،نقيب المحامين، من أصحاب النزاهة والإختصاص والمشهود له بالتعقل والحوار والشفافية.

*ما هو مستقبل لبنان في ظل تعنت السياسيين بعدم تحقيق مطالب الحراك والثورة في لبنان؟

-الشعب سينتصر في النهاية، ولا تستطيع السلطة مقاومة إرادة شعب بكامله على فترة طويلة، سيستوعبون العامل الجديد في الحياة السياسية ولا تستطيع التجاهل لفترة طويلة، واليوم الأولوية الوحيدة مطلوب استشارات نيابية اليوم قبل الغد من أجل تأليف حكومة تكنوقراط في لبنان.