إحتفل لبنان بعيد استقلاله على وقع التظاهرات، وهو لم يتوصل حتى الساعة إلى تشكيل حكومة يرضى عنها كل الأطراف، ما يجعله يواجه انعكاسات أمنية وسياسية وإقتصادية كبيرة

إيلاف من بيروت: إحتفل لبنان بعيد الإستقلال، وهو بلا تشكيل حكومة، وعلى وقع التظاهرات ومطالب الشارع، فما هي تبعات استمرار الأمر على لبنان؟.

يقول النائب السابق طوني أبو خاطر لـ"إيلاف" إن معضلة عدم تشكيل الحكومة المستمرة يتحمّلها السياسيون، والمراهنون على التغيير في الدستور اللبناني. ويضيف: "هناك مسؤولية أيضًا تجاه الوضع الإقليمي، ولم يستفد أحد من فرصة الديموقراطية التي نملكها، حتى لو لم تكن كاملة الأوصاف، ولم يستسيغوا هذا الموضوع، ولا يزالون يراهنون على الخارج".

شغور الحكومة
أي وضع للبنان في ظل استمرار شغور في الحكومة يهدّد كل القطاعات؟. يقول أبو خاطر إنه يخشى أن يكون الشغور مرضًا معديًا، ينتقل إلى كل المؤسسات، حيث يبقى الأداء ناقصًا ومبتورًا ومن دون جدوى.

حزب الله
عن موقف حزب الله وحلفائه وعدم رغبته في تشكيل حكومة تكنوقراط، يرى أبو خاطر أن كل سياسي لا يحتكم إلى ضميره بالدرجة الأولى وإلى ضميره بالدرجة الثانية هو غير جدير بمركزه، لأن أحد أهم مهمات السياسيين أن يقوموا بواجباتهم الدستورية ومنها تسهيل تشكيل الحكومة.

التدخل الخارجي
النائب السابق نضال طعمة تحدث لـ"إيلاف" عن التدخل الخارجي للحدّ من الفراغ الحكومي في لبنان، قائلًا إن "ما يحدث في لبنان من تظاهرات لا ينفصل بطريقة أو بأخرى عمّا يجري إقليميًا، والبلد للأسف ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، ولا شك أن دول الخارج ستتدخل، رغم إصرارها الدائم على أن الاستحقاق الحكومي هو شأن داخلي، يخص اللبنانيين وحدهم، إلا أن الكل يتدخل بطريقة ما، وعندما يقرر الخارج تنتظم الأمور في لبنان".

الناحية الميثاقية
أما النائب السابق مصطفى هاشم فيقول في حديثه لـ"إيلاف" إن عواقب استمرار الفراغ الحكومي من الناحية الميثاقية خطيرة، لأنه يتم من خلال الفراغ تهميش أركان النسيج الوطني اللبناني، الذي أسّس كيان لبنان في العام 1920، وبالتالي هي الضربة الأولى للميثاق الوطني، ومن ناحية أخرى في ظل الظروف المحيطة بلبنان، والحروب في المنطقة والتظاهرات، أن يكون لبنان من دون حكومة هو أمر خطير أيضًا، وهذا يعني أننا قاصرون، وبحاجة إلى وصاية، وثالثًا هناك الانعكاس الأمني، رغم السعي إلى تحييد لبنان عن الصراعات، غير أنه مع وجود الفراغ الحكومي سكون هناك خطورة أمنية.

الناحية الاقتصادية
يضيف هاشم: "رغم أن الجميع يعي اليوم خطورة الأمر، لكن الاضطراب الأمني وارد، وعايشناه، ومن الناحية الاقتصادية مع عدم ثقة الدول بالوضع اللبناني، فكيف يتحمّس المغتربون والسيّاح العرب للمجيء إلى لبنان في ظل فراغ حكومي مستمر، وفي ظل التظاهرات والإحتجاجات المتواصلة في المناطق كافة؟".