نصر المجالي: أعلنت السلطة القضائية في إيران انتهاء التحقيقات مع المعتقلين في الاحتجاجات خلال 48 ساعة، وقالت السلطة والحرس الثوري إنه ألقي القبض على 100 من رؤوس "الشغب" وكالعادة هناك اتهامات للسعودية والإمارات وأنصار الملكية و"مجاهدين خلق" وأجهزة استخبارات أجنبية بتحريك تلك الاحتجاجات.

وأعلن مصدر إيراني أن مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) سيعقد اجتماعا مغلقا يوم غد الاحد بشأن الاحداث الأمنية الاخيرة في البلاد. ويلاحظ أن الجهات الإيرانية الرسمية والإعلامية تصر على تعبير "شغب وأحداث أمنية" في توصيف الاحتجاجات الشعبية.

ومن المقرر ان يحضر الاجتماع مسؤولو الشؤون الامنية في الحرس الثوري ووزارة الامن لتقديم تقارير حول الاحداث الامنية الاخيرة في البلاد والاجراءات التي اتخذت للسيطرة عليها.

وسيحضر الاجتماع ايضا مسؤولون من منظمة التفتيش العام ومنظمة التعزيرات الحكومية (الخاصة بالأسعار) ووزارة الاقتصاد والمالية لتقديم تقارير وايضاحات حول تفاصيل تقنين البنزين وزيادة اسعاره وكيفية تسديد العوائد المستحصلة للشرائح الضعيفة والمتوسطة.

تحقيقات

وعلى صلة، قال المدعي العام الايراني محمد جعفر منتظري إن التحقيقات مع المعتقلين على خلفية الأحداث الأخيرة التي أعقبت رفع سعر البنزين ستنتهي لغاية 48 ساعة.

واضاف منتظري، في تصريح أدلى به على هامش تفقده لسجن طهران، اليوم السبت، أكدنا لمسؤولي السجن بتحديد اوضاع المعتقلين وانتهاء التحقيق معهم وتصنيفهم بسرعة ، وقد وعد المسؤولون المعنيون أيضًا بالانتهاء من هذه المهمة في غضون &48 ساعة.

وتابع المدعي العام: إن الذين تم اعتقالهم وثبت أنهم أبرياء سيتم إطلاق سراحهم في أقرب فرصة، ولكن سيتم تصنيف من ارتكبوا جرائم مختلفة بسرعة.

واوضح: أولئك الذين ارتكبوا جرائم أقل والذين لم يرتكبوا جرائم خطيرة سيتم تحديد أوضاعهم في أقرب وقت ممكن، لكن أولئك الذين ارتكبوا جرائم خطيرة سيعاملون في إطار القوانين الجارية.

ونوه المدعي العام: نصحنا جميع المعتقلين، خلال الزيارة، باعتماد الصدق في استجوابهم وتحقيقاتهم، إذ بالإمكان مساعدتهم في هذه الحالة.

يذكر أن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية كان أعلن، يوم الجمعة، عن إلقاء القبض على 100 من رؤوس الشغب.

انهاء الاضطرابات

وعلى هامش تفقده لسجن ايفين والمعتقلين إثر أعمال الشغب الاخيرة، قال غلام حسين اسماعيلي: من خلال إرشادات قائد الثورة الاسلامية ووعي الشعب، وتبرئ الشعب من مثيري الشغب ومن خلال جهود القوات الامنية، عاد الهدوء الى البلاد، وتم إنهاء الاضطرابات الاخيرة.

وأضاف: منذ الآن نوعا ما بدأ عمل السلطة القضائية لبحث جذور هذا الموضوع والتصدي لمرتكبي المخالفات والذين أدت ممارساتهم الى زعزعة الامن في مجتمعنا، ودراسة ملفات المعتقلين ومثيري الشغب.

ولفت الى ان رئيس السلطة القضائية أوعز بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة هذه الاحداث، والاشراف التام على الملفات، وسيقوم اعضاء هذه اللجنة بتفقد كل المراكز التي حصلت فيها الاعتقالات إثر الاحداث الاخيرة. للتأكد من مراعاة حقوق هؤلاء الاشخاص رغم كل الجرائم التي ارتكبوها.

غربلة المعتقلين

وتابع: تم اجراء عملية غربلة للمعتقلين، وتم الافراج عن عدد كبير منهم، وتم الكشف عن العناصر المأجورة وأعضاء التنظيمات المناوئة والاشرار ومثيري الشغب، وعدد منهم لديهم سوابق وشاركوا في إعداد السلاح والادوات التي استخدمت في إضرام الحرائق خلال اعمال الشغب.

وأوضح ان عددا كبيرا من المعتقلين مرتبطون بـ"منظمة المنافقين الإرهابية" {أي مجاهدين خلق} وأنصار النظام الملكي البائد وعدد آخر من المحافظات الحدودية اعضاء في التنظيمات الانفصالية.

كما أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، من جانبه اعتقال قادة الاحتجاجات ومن وصفهم بـ"المتسببين الأصليين" بحالة الشغب في البلاد. واتهم الحرس الثوري كعادته السعودية والإمارات بدعم الاضطرابات الداخلية في بلاده، وذلك بحسب وسائل إعلام إيرانية.

3 مخططات&

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد رمضان شريف، "الحرس الثوري اعتقل المتسببين الأصليين لمخطط الشغب الذي كان معدا للبلاد". وأضاف "خلف الكواليس كان هناك ثلاثة مخططات لتخريب الممتلكات العامة والخاصة وإشعال فتنة في البلاد".

وأكد شريف "القوات الأمنية والحرس الثوري استطاعوا ضبط أكثر من 100 مدينة كان المنافقون يسعون إلى إشعالها ضد السلطات"، لافتا "استطاعت مخابرات للحرس الثوري إلقاء القبض على قادة الاحتجاجات خلال فترة قصيرة".

وفي الأخير، زعم شريف "دعمت السعودية وبعض الجماعات الإماراتية والعديد من أجهزة المخابرات الأجنبية وجواسيسها في الداخل الاضطرابات في الداخل، وذلك لخلق حالة من عدم الاستقرار الأمني في المدن الإيرانية".