إسماعيل دبارة: بدأت إيران اجراءات قانونية لملاحقة الاعلام المعارض المستقرّ في عواصم غربية، والذي تعتبره السلطات مساهما في الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت بعد رفع أسعار البنزين.

وأعلن السفير الايراني لدى لندن حميد بعيدي نجاد، أن سفارة طهران قدمت شكوى ضد "القنوات الفارسية المناوئة المستقرة في بريطانيا".

وفي تغريدة له في صفحته على تويتر، كتب حميد بعيدي نجاد: بعثت سفارتنا في لندن رسالة رسمية الى المؤسسة المشرفة على القنوات المرئية في بريطانيا (اوفكام) قدمت فيها شكوى ضد القنوات الفارسية المناوئة كقنوات؛ "بي بي سي الفارسية" و"ايران اينترناشنال" و"من وتو" بسبب تحريفها المغرض للتطورات الاخيرة في ايران والدعوة الى العنف الواسع ضد المؤسسات المدنية في ايران، وطالبت بتنفيذ القانون بحقها.

وكان بعيدي نجاد قد نشر سابقا صورة عن الميزانية المالية لقناة "من وتو" على صفحته في تويتر، وكتب: ان الميزانية المالية لقناة "من وتو" تبين انها من الناحية الاقتصادية شركة مفلسة، فمن مجموع استثمار 95 مليون باوند، حققت هذه القناة عائدا يقدر فقط بـ3 ملايين، والباقي كان خسائر.. علما ان هذه القناة تدار من قبل أسرة بهلوي بالاموال المنهوبة من الشعب الايراني، وتحولت الى جهاز دعائي لأسرة بهلوي"، على حدّ تعبيره.

من جانبها، قالت قناة "إيران إنترناشيونال"، على صدر موقعها بالعربية، إنها "تقوم بتغطية الأخبار المتصلة بالشأن الإيراني، وفقًا للمعايير المهنية في مجال الصحافة والإعلام، رغم أن السلطات الإيرانية، منعت جميع الصحف ووسائل الإعلام الداخلية والخارجية من تغطية الأحداث التي شهدت عنفًا غير مسبوق ضد المحتجين".

وقد اعتمدت "إيران إنترناشيونال" فيما بثته على شهادات شهود العيان، والصور، ومقاطع الفيديو، التي حصلت عليها من الداخل الإيراني، والتي تأكدت من صدقيتها، بحسب تعبير محرري القناة.

ومضت القناة قائلة في تقرير لها: تجدر الإشارة، في هذا السياق، إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الصور والفيديوهات والرسائل التي أعرضت "إيران إنترناشيونال" عن نشرها، لمجرد الشك في أن تكون مكذوبة أو تم دسها على القناة على سبيل الخطأ أو التعمد، فاختارت القناة ترك هذه الشهادات المصورة خشية الوقوع في خطأ مهني.

وقد جاء هذا الموقف من "إيران إنترناشيونال"، على الرغم مما قام به نظام طهران، حيث حال دون انتشار الأخبار المتعلقة بتطورات أحداث الاحتجاجات في إيران، وذلك من خلال قطع الإنترنت، والتشويش على القنوات الفضائية، بهدف التعتيم الشديد على ما يحدث في الداخل.

يذكر أن السلطات الإيرانية قامت بقطع خدمة الإنترنت، في جميع أنحاء البلاد من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، بعدما شهدته المدن الإيرانية من احتجاجات عارمة إثر رفع أسعار البنزين، منذ أسبوع، ولكن هذه الاحتجاجات سرعان ما تحولت، منذ اليوم الأول، إلى هتافات سياسية ضد النظام ورموزه، مثل: المرشد خامنئي، والرئيس روحاني.

وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء أن إسحاق جهانجيري نائب الرئيس الإيراني حذر يوم السبت دولا في المنطقة من أنها ستواجه عواقب وخيمة لم يحددها إذا ثبت تدخلها لإذكاء الاضطرابات في بلاده.

ونقلت فارس عن جهانجيري قوله: "على بعض دول المنطقة أن تعلم أنها ستمر بوقت عصيب في المنطقة إذا ثبت بالدليل تدخلها في إشاعة الاضطرابات في إيران".

وألقت إيران من قبل بالمسؤولية على "خارجين عن القانون" لهم صلات بمعارضين في الخارج وأعداء أجانب، عادة ما تقصد بهم الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، في تأجيج اضطرابات تلت رفع أسعار البنزين وأدت إلى قيام الحرس الثوري باعتقال نحو ألف متظاهر ووقوع بعض أسوأ أعمال العنف خلال عقد.