إيلاف: طالت انتقادات ناشطين سوريين مؤتمر المسيحيين العرب الأول، الذي اختتم السبت في العاصمة الفرنسية باريس، والذي حضرته حوالى 100 شخصية سياسية وثقافية وإعلامية عربية، من بينهم المعارض والسياسي السوري المعروف ميشال كيلو، الذي اعتبره "لقاء تاريخيًا أملته الرغبة في مواكبة انتقال منطقتنا وأهلنا من زمن قهر واستبداد إلى زمن يعدنا بالحرية والكرامة"، لافتًا إلى ضرورة التعاهد على طيّ صفحة الاستبداد وفتح صفحة الحرية لإثراء وجودنا وحقنا في الاختلاف والتنوع.

ردًا على أسئلة "إيلاف"، قال أيمن عبد النور منسق عام منظمة "سوريون مسيحيون من أجل السلام"، والذي شاركت منظمته في المؤتمر، إن توجيه الانتقادات "جاء قبل قراءة أية وثيقة صدرت منه، وفقط اعتمادًا على اسمه، رغم أنه خلال الموتمر تمت مناقشة كل ما ورد في جميع الانتقادات وصيغت الأوراق بشكل تتضمن إجابات عميقة ووافية عليها كلها".

واعتبر عبد النور أن الموتمر "ليس سياسيًا، ولا يسعى إلى تشكيل جسم سياسي، ولا يعمل من أجل تحقيق هدف سياسي". وقال إن أهم ما فيه هو "سحب ورقة حماية الأقليات من الأنظمة العسكرية التي تتاجر بحماية المسيحيين وأيضًا رفض مبدأ الاستقواء بالخارج وحماية دول أجنبية للأقليات". وأشار إلى رفض المجتمعين فكرة تحالف الأقليات في وجه الغالبية السنية.

رأى عبد النور أن التوقيت جاء صدفة "لأنه تتم دراسته ودراسة فعالياته وإعلان أوراقه منذ أكثر من ستة أشهر من أجل تأمين تمويل له، وفي النهاية قرر المنظمون عدم انتظار التمويل عبر التبرعات والانتقال إلى التمويل الذاتي".

وأصدر المؤتمر في ختامه أعماله ما عرّفه بالمانيفست النهائي، أكد فيه أن "المسيحيين العرب المشاركين يرفضون تقسيم أوطانهم لمصلحة كيانات مستقلة، ويعلنون انتسابهم إلى أوطانهم في عالم عربي يساهمون في بنائه مع جميع المواطنين على قاعدة الحرية والعدالة والمعاصرة".

طالب المشاركون بقيام الدولة المدنية الوطنية الحديثة المرتكزة على&الفصل بين الدين والسياسة، والتي تؤمّن حقوق الإنسان والمواطن الفرد.

ودعوا شباب الثورات العربية في لبنان وسوريا والعراق وليبيا والسودان والجزائر وتونس إلى التمسك بالطابع السلمي للتحركات. مؤكدين على أنه لا يمكن أن نستدعي مجددًا اهتمام العالم إلينا إلا من خلال العمل من أجل الحرية والعدالة والسلام، وأن ذلك يتطلب السلام مع بعضنا البعض، والسلام في المجتمعات ومعها، من خلال الأنظمة الوطنية المدنية الدستورية التي تسود فيها قيم العدالة وحكم القانون، والسلام بين العالم العربي والعالم القائم على احترام المواثيق الدولية، والدفاع عن الشعب الفلسطيني، باعتباره ضحية الاحتلال والاستيطان.&

كما دعا المشاركون إلى الحفاظ على الهوية العربية الجامعة بوصفها رابطة ثقافية غير أيديولوجية وغير دينية. وكان المؤتمر قد ناقش في جلسة عامة وثلاث جلسات متخصصة إشكاليات الوجود المسيحي في المنطقة العربية، والتي تجسدت بثلاث مشكلات؛ العنف والتطرف والإرهاب.

وعُقد المؤتمر لما قيل إنها "معالجة القلق الوجودي لدى المسيحيين العرب"، مؤكدًا مشروعيته بعد استهدافهم لكونهم مسيحيين، ولأنهم أقلية دينية في بلدانهم، على يد مجموعات متطرفة ادّعت الإسلام.
&
من بين المشاركين خطار أبو دياب وميشال كيلو وجورج صبره وفارس سعيد وحسن منيمنة وسميرة مبيض وإيلي الحاج وطارق متري وعماد جاد وكارلا إده وآخرون، إضافة إلى أوراق أعدها عدد من المثقفين العرب، من بينهم إبراهيم الجبين.