حطم الغزاة خيام المعتصمين في ساحات الثورة بلبنان، فجمعها الثوار، وصنعوا منها طائر الفينيق، رمزًا لإصرارهم على تحقيق الانتصار.

إيلاف من بيروت: الثوار اللبنانيون مصرون على الاستمرار بثورتهم هذه حتى الرمق الأخير. مصرون على بناء وطن جديد لهم ولأولادهم من بعدهم، بدلًا من وطن قام على المحاصصات الطائفية والفساد المستشري.

الثوار مستمرون في اعتصاماتهم في الساحات على مدى الخريطة اللبنانية، لا يأبهون لشرذمة أبت إلا أن يكون قيادها في يد زعيمها، أو سيّدها، أو أستاذها، تهوج وتموج ولا تجد إلا خيام المعتصمين في ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح، يكسرونها ويحرقونها ويضربون نزلاءها.

قبل الغزوة الأخيرة، تسلل أحدهم وأحرق نصب "قبضة" الثورة في ساحة الشهداء. وفي الغزوة، كسر الغزاة الخيام. إلا أن هذا لم يزد الثوار إلا إصرارًا؛ أعادوا نصب القبضة، وجمعوا أطلال خيامهم... لكنهم لم يبكوا عليها، بل صنعوا منها مجسمًا سمّوه مجسم طائر الفينيق، ذاك الطائر الإسطوري الذي تروي الرواية أنه عاد من الموت قويًا، وبزغ من الرماد.

رمزية هذا الطائر هنا، في ساحات الاعتصام، واضحة: يريدون لبنانَ&جديدا يبزغ من رماد لبنان الطائفي، ويريدون أن يفهم أعداء الثورة أن شعلتها تتّقد من جديد في كل مرة ظنوا فيها أنهم أخمدوها. فالشعب اللبناني يؤكد أن ثورته لن تنطفئ، بل تنبعث من جديد.