يؤكد النائب اللبناني زياد حواط لـ"إيلاف" أن أجندة حزب الله لا تتلاءم مع لبنان الجديد، وأن المطلوب اليوم الإسراع في تشكيل حكومة إختصاصيين يكون ولاؤها للبنان فقط.

إيلاف من بيروت: تحدثت "إيلاف" مع النائب اللبناني زياد حواط عن الإعتداءات الأخيرة على المتظاهرين في منطقة الرينغ في بيروت، وعن الحلول التي يجب إتباعها لإنقاذ لبنان سياسيًا وإقتصاديًا، وعن أهمية حكومة تكنوقراط لإنقاذ الوضع اللبناني بسرعة.&
وفي ما يلي نص الحوار معه:

*ما حصل من اعتداءات في منطقة الرينغ في بيروت، هل يعيد إلى الأذهان أجواء 7 أيار ؟
- نتمنى لا، اليوم نحن أمام ثورة تزيل غبار الماضي عن لبنان، وتفتح صفحة جديدة، وبالتالي أي موضوع يردّنا إلى الماضي الأسود، وخصوصًا 7 آيار، وغيره، نكون عبره نعيد لبنان إلى الوراء، اليوم الثورة لا تستهدف إلا الفاسدين، وكل من يعتبر نفسه مستهدفًا هو بالتالي يكون فاسدًا.

*من كان وراء التخريب في الرينغ؟
- بالتأكيد أجندة حزب الله لا تتلاءم مع لبنان الجديد والثورة والتغيير الذي يطالب به اللبنانيون.

حلول
*ما المطلوب اليوم لحل الأزمة في لبنان؟
- المطلوب الإسراع في تطبيق الدستور، الإسراع في تشكيل حكومة، خصوصًا مع الحديث عن بدء الإستشارات النيابية الخميس المقبل، حكومة تنقذ الوضع الإقتصادي في لبنان، وتكون أساسًا لبناء لبنان الجديد، واحترام الدستور أولًا وأخيرًا.

اقتصاد لبنان
*أي وضع ينتظر اقتصاد لبنان في ظل تعنت السياسيين أمام مطالب الثورة؟
- نحن اليوم في كارثة اقتصادية كبيرة، ونطالب إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والدمار الإقتصادي أصعب بكثير من الدمار الأمني والسياسي، ومن الحرب العسكرية.

والتدمير الإقتصادي يطال اليوم القطاع الخاص، الذي كان ناجحًا لسنوات طويلة، وكان نموذجًا في لبنان، وإذ به ينهار مع إفلاس الشركات مع دمار كامل وشامل.

*لبنان هل مقبل إقتصاديًا على سيناريو مشابه لما حصل في فنزويلا؟
- لا نريد التشاؤم أو التكهن، لبنان مقبل على كارثة إقتصادية، وعلى من يعتبر نفسه مسؤولًا في لبنان أن يقوم بخطوات جدية، ونحن نرى السياسيين يعيشون في "شكيزوفرينيا" سياسية، يعيشون في كوكب آخر ولا يسمعون مطالب الناس.

المثقفون
*ماذا عن دور المثقفين في تجنيب لبنان الإنزلاق إلى الأسوأ أكثر؟
- يجب على الجميع من مواطنين ومثقفين ألا يخافوا من تهويل حزب الله، وأن يبقى الجميع صامدًا، في وجه جميع المرتزقة، هناك لبنانيون وطنيون من كل المذاهب والطوائف يريدون بناء دولة وجمهورية وثقة بالمؤسسات الرسمية، وعلى الشعب اللبناني ألا يخاف وأن يصبر، وقدرنا أن نعيش في كرة نار، وأن نحملها في بعض الأحيان، كي نبقى في لبنان صامدين من أجل تاريخنا ومستقبلنا.

الموفدون الغربيون
*أي دور يلعبه الموفدون الغربيون في حل المسألة اللبنانية؟
- خائفون علينا أكثر مما نحن خائفون على أنفسنا، وبعض الوفود الخارجية لا أجندة لديها في لبنان، الأجندة الوحيدة هي إنقاذ لبنان، رغم أن للبعض الآخر أجندات، ويجب أن نأخذ بنصائح الوفود، ولا نعمل إلا لمصلحة لبنان.

*من المخوّل بعد سعد الحريري لترؤس الحكومة وإنقاذ لبنان؟
- أنا لا أؤمن بالأسماء، بل بفريق عمل متكامل متجانس متخصص، لا تشوبه الشبهات ولا غبار عليه، وليس فقط الوزراء من يجب أن يكونوا متخصصين، بل أيضًا المدراء العامون وكل الموظفين، ووزارات بلا شخصيات كفوءة لا يمكن أن تقلع مهما كان كف الوزير نظيفًا.

وهكذا نعيد الثقة بين المجتمع الدولي ولبنان، ونعيد الثقة بين اللبنانيين ودولتهم.

تكنوقراط
*حكومة تكنوقراط هل هي قادرة اليوم على إنقاذ لبنان؟
- تكون الخطوة الأولى في مسيرة إنقاذ لبنان، لأن المسيرة طويلة، وإنقاذ لبنان يحتاج وقتًا طويلًا، ومع حكومة تكنوقراط يجب قيام قضاء عادل وشفاف، ويجب أن تؤمّن استقلاليته، ويجب القيام بالحساب والعقاب، ومشكلتنا الأساسية انعدام الثقة بين القطاع العام والمجتمع الدولي واللبنانيين، ومعركتنا تكون بإعادة الثقة مع وزراء اختصاصيين، واستقلالية القضاء وتطهير الإدارة من الموظفين الفاسدين، والبدء بورشة إصلاح حقيقية في كل القطاعات التي تكلّف الدولة اللبنانية أعباء طائلة من الطاقة والكهرباء، والمياه والبنية التحتية والنفايات والإتصالات، والتهرب الضريبي والجمركي، والمعابر غير الشرعية، وكلها تحتاج ورشة عمل كبيرة وكلها تحتاج فريق عمل كاملًا متكاملًا هدفه إنقاذ لبنان.

*في ظل وصول حكومة تكنوقراط في لبنان، هل تنتقل الأحزاب إلى المعارضة؟
- ليس بالضرورة، فالأحزاب يمكن أن تكون داعمة لخطة إنقاذ لبنان، على الأحزاب أن تكون نبض الحياة السياسية، ولا يعني أن كل حزبي هو فاسد في لبنان، ونحن في مرحلة استثنائية، يجب إبعاد كل السياسات عن لبنان، وعن مراكز القرار، وإطلاق يد حكومة مستقلين متخصصين، لا ولاء لهم سوى لمصلحة الوطن، وهي مرحلة انتقالية لإنقاذ لبنان، وبعدها تعود الحياة السياسية من جديد، وتعود الأحزاب لتلعب دورها، والحزب الذي أخطأ يحاسبه الشعب من خلال الانتخابات.


&