بكين: نددت الصين الأربعاء بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط ووصفتها بأنها "أنانية"، ملقية باللوم على واشنطن في زعزعة الاستقرار في المنطقة المضطربة، حيث كثفت بكين استثماراتها في السنوات الأخيرة.

في الوقت الذي قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بصورة مفاجئة سحب قواته من شمال شرق سوريا وإعادة فرض عقوبات شاملة على إيران، ضاعفت بكين - أكبر مستورد للنفط الخام في العالم - من التزاماتها الاقتصادية في المنطقة الغنية بالنفط.

قال تشن شياو دونغ مساعد وزير الخارجية الصيني "إن الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة في العالم والقوة ذات النفوذ الهائل في المنطقة، اتبعت سياسة أنانية أحادية الجانب".

أضاف تشن متحدثًا في منتدى الأمن في الشرق الأوسط، الذي يستمر يومين في بكين، إن هذه السياسة "تحابي الأقوياء على حساب الضعفاء، مما شكل عاملًا أساسيًا في المأزق الأمني في المنطقة".

ومنذ توليه منصبه، أشرف الرئيس شي جينبينغ على جهود منسقة لتوسيع النفوذ الصيني في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك بناء أول قاعدة عسكرية في جيبوتي.

وفي يوليو 2018، تعهد شي بتقديم 20 مليار دولار كقروض للتنمية الاقتصادية للدول العربية التي لزمت الصمت إلى حد كبير بشأن احتجاز بكين ما يقدر بمليون من الأويغور وأقليات عرقية مسلمة أخرى في منطقة شينجيانغ في غرب الصين.

كما زادت بكين استثماراتها في الدول الإسلامية المجاورة، مثل بناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يقدر بمليارات الدولارات.

قال جواد العناني، النائب السابق لرئيس الوزراء الأردني، في كلمة افتتاحية: "نأمل أن تلعب الصين دورًا أكبر في الأمن السياسي والاقتصادي في المنطقة".

وردد المتحدثون انتقاد الصين للتحركات الأميركية في الشرق الأوسط، مثل حرب العراق، وأبرزوا موقف الصين الداعم لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

ألقى كثيرون باللوم على دعم واشنطن لإسرائيل لعرقلة عملية السلام، بما في ذلك قرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

قال أحمد ولد تكدي وزير الشؤون الخارجية الموريتاني السابق، في حفل افتتاح المنتدى "استفادت كل من الصين وروسيا من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لأن النخب الحاكمة والناس العاديين يأملون في رؤية بديل من الهيمنة الأميركية". وأفاد تقرير نشر الأربعاء أن الصين بات لديها عدد أكبر من البعثات الدبلوماسية حول العالم مما لدى الولايات المتحدة.
&