أسامة مهدي: أصيب محتجون في مدينة النجف العراقية المقدسة مساء اليوم لدى محاولتهم حرق القنصلية الإيرانية في المدينة.. فيما ندد رئيس الاركان الاميركي الجنرال ميلي من بغداد بقتل وخطف المتظاهرين والناشطين مؤكدا على دعم الشعب العراقي بدفاعه عن عراق حر ومستقل وذو سيادة بعيداً عن العوائق التي سببها الفساد والتأثير الأجنبي الخبيث.

فقد شهدت مدينة النجف الجنوبية صدامات بين المتظاهرين والقوات الامنية لدى محاولتهم حرق القنصلية الإيرانية في المدينة التي يقطتها مراجع الشيعة الاربعة الكبار يتقدمهم المرجع الاعلى السيد علي السيستاني.

&فقد منعت القوات الامنية المحتجين على النفوذ الإيراني في البلاد بالغازات المسلة للدموع المحتجين من الاقتراب من القنصلية ما اسفر عن مقتل واصابة حوالي 50 من المتظاهرين بحالات اختناق. كما اغلق المحتجون الطريق الرئيسي الرابط بين النجف ومحافظة الديوانية المجاورة مساء اليوم.

ومن جانبه قال محافظ النجف لؤي الياسري في رسالة الى المعتصمين في المحافظة "في الوقت الذي تصدح فيه حناجركم الحرة للمطالبة بالإصلاحات واقرار القوانين التي طال انتظارها لتحقيق مطلبنا جميعا بوطن حر ديمقراطي تحكم فيه دولة المؤسسات بعيدا عن كل أشكال الفساد وفي الوقت الذين أعلنتم فيه بكل وضوح عن ضرورة الحفاظ على سلمية اعتصامكم وقدسية مدينتكم شهدنا معكم ومنذ يوم امس الثلاثاء خروج مجاميع من الشباب الناقمين على الأوضاع السلبية التي نعمل جميعا على إيجاد الحلول لإنهائها بأسلم الطرق وذلك بالالتزام برغبة العراقيين جميعا بعدم الانجرار نحو العنف والعنف المقابل".

وعبر عن الاسف من قيام هؤلاء الشباب بقطع الطرق وإشعال النيران في بعض الاماكن الحيوية والرئيسية في المحافظة للتعبير عن احتجاجهم وتصعيد لغة الاحتجاج".. وقال "نحن بادرنا كحكومة محلية وقيادات امنية وفرق دفاع مدني ولغاية هذه اللحظة بالتواصل مع المحتجين للعدول عن هذا التصعيد الاخير وذلك من اجل النجف الاشرف وابنائها الكرام ومن اجل الحفاظ على سلمية احتجاجات النجفيين التي ادهشت العالم برقيها وسلميتها وكذلك للحفاظ على عمق العلاقة بين القوات الامنية والتنسيقيات".

واكد المضي في طريق وأد الفتنة وعدم استخدام العنف والقوات الامنية لن تسعى لإراقة اي قطرة دم عراقية سواء من المحتجين او من القوات الامنية كما جرى في بعض المحافظات ولكن الحفاظ على النظام واجب الجميع".

وخاطب المحافظ المحتجين في رسالته التي اطلعت عليها "إيلاف" قائلا "من منطلق الواجب الوطني والاخلاقي والشرعي ندعوكم بقلب صادق وندعو عشائرنا الكريمة وابناءها ومثقفيها ورجالها والتنسيقيات والاعلاميين والنشطاء للتدخل والحوارولتكن النجف واهلها في أعيننا".

وكان محتجون في مدينة كربلاء حاصروا القنصلية الإيرانية في مدينتهم قبل اسابيع ورشقوها بالحجارة واحرقوا الجدران الخرسانية المحيطة بمبناها.

احتجاجات واغلاق للمدارس والادارات في الجنوب

كما شهدت مدينة كربلاء خلال الساعات الاخيرة وقوع أعمال عنف للمرة الأولى استخدمت خلالها القوات الامنية الرصاص الحي ما أدى الى سقوط قتيل بحسب مصادر طبية نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية فيما أعلنت الجهات المسؤولة عن إدارة العتبات الدينية عن إغلاق جميع مدارس الاطفال الدينية في مدن كربلاء والنجف المقدستين بالإضافة الى مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل الواقعة الى الشرق من كربلاء.

اعتصام طلبة النجف

وتواصل الاربعاء تصاعد سحب الدخان الأسود من مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) التي يزورها ملايين الشيعية سنويا قادمين من عموم العراق ومختلف دول العالم. وقطع المتظاهرون عددا كبيرا من الطرق وسط المدينة وعلى مداخلها، ما أدى الى قطع طريق رئيسي يؤدي الى محافظة بابل حيث شهدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين أعمال عنف خلفت حوالى مئة جريح أغلبهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها قوات الامن وفقا لمصادر طبية.

وشهدت مدينة الديوانية التي تصدرت موجة الاحتجاجات وتقع الى الجنوب من كربلاء الوضع نفسه حيث أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس فيما قطع متظاهرون أغلب الطرق باطارات سيارة مشتعلة لمنع الموظفين للوصول الى مقر عملهم فيما انسحبت قوات الامن لتجنب وقوع مواجهات معهم.

كما أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس في مدن الكوت والبصرة والحلة والنجف بجنوب البلاد واستمرت الاعتصامات بدون وقوع أعمال عنف.

وتواصلت الاحتجاجات في محافظتي البصرة والناصرية حيث تقع حقول رئيسية للنفط الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد واعتصم متظاهرون عند شركة نفط ذي قار الحكومية شرق الناصرية لكن العمل تواصل في حقول النفط الواقعة في كلا المحافظتين.

كما استمرت التظاهرات في بغداد التي تعد المركز الرئيسي لاحتجاجات البلاد وانتشر متظاهرون يرتدون خوذا ويغطون وجوههم بشالات رقيقة لتجنب الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الامن التي تتستر خلف جدران أسمنتية.

كما تصاعدت الاحداث في محافظة المثنى حيث الوضعالامني في عاصمتها السماوة في تصاعد، واعداد المتظاهرين تتزايد.

&وقُتل متظاهران بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الأمن الأربعاء وسط العاصمة العراقية بغداد في خضم الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ بداية أكتوبر وتطالب بإسقاط الطبقة السياسية. وأدت المواجهات أيضا إلى إصابة 25 متظاهرا على الأقل بجروح بالرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيلة للدموع.

ويفرض المحتجون وجودهم في أجزاء من 3 جسور رئيسية في بغداد هي الجمهورية والأحرار والسنك مع استمرار المواجهات مع قوات الأمن.

وكانت الاحتجاجات تجددت صباح اليوم الأربعاء في محافظات العراق الجنوبية، بصور تراوحت بين قطع طرقات وتطويق مقرات حكومية.

ومن جهته نفى المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليوم المتداولة حول تعيين حكام عسكريين في بعض المحافظات وقالت المتحدثة الرسمية باسم المكتب عاصفة موسى انه لم يتم تعيين أي حاكم عسكري في أي محافظة.

وأضافت أنه لا صحة للأسماء أو المناصب المتداولة من قبل بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي وقت سابق اليوم ذكرت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تعيين الفريق الركن جميل الشمري رئيساً لخلية الأزمة في محافظة ذي قار وتعيين عبد الأمير الزيدي مشرفاً إدارياً وعسكرياً على محافظة واسط، مشيرة إلى أن القرارات جاءت بتوجيه من قبل القائد العام للقوات المسلحة.

رئيس الأركان الأميركية تجاهل عبد المهدي ودان من بغداد ضرب المحتجين

ندد رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال ميلي من بغداد اليوم بقتل وخطف المتظاهرين والناشطين والتهديدات لحرية التعبير مؤكدا على دعم الشعب العراقي في دفاعه عن عراق حر ومستقل وذو سيادة بعيداً عن العوائق التي سببها الفساد والتأثير الأجنبي الخبيثحيث لم يجتمع مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

رئيس الأركان الأميركي مجتمعا في بغداد مع وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري

وقالت السفارة الاميركية في بغداد في بيان صحافي الاربعاء تابعته "إيلاف" ان رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي زار بغداد يومي 26 و 27 تشرين الثاني اكتوبر الحالي لمناقشة الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق والبيئة الأمنية الحالية في العراق وفي الشرق الأوسط.

واوضحت ان الجنرال ميلي قد اجتماع اليوم بوزير الدفاع نجاح الشمري ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي حيث سلط الضوء "على الجهود المستمرة لتعزيز الشراكات والتعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والعراق".. واشار الى أهمية العلاقات الثنائية والهدف المشترك المتمثل برؤية عراق موحد وديمقراطي ومزدهر.

واضافت ان الجنرال ميلي قد ندد بقتل وخطف المتظاهرين والناشطين والتهديدات لحرية التعبير ودائرة العنف.. واكد مجددًا "دعم الولايات المتحدة للشعب العراقي في دفاعه عن عراق حر ومستقل وذو سيادة بعيداً عن العوائق التي سببها الفساد والتأثير الأجنبي الخبيث" في اشارة الى إيران.

ويعتبر الجنرال ميلي ثالث مسؤول اميركي يزور العراق خلال اربعة أيام حيث اكد نائب وزير الدفاع للسياسة جون رود لدى زيارته بغداد واربيل الاحد الماضي "شجب قتل واختطاف المتظاهرين والتهديدات التي تطال حرية التعبير ودوامة العنف الدائر في الوقت الذي شدد فيه على دعم الولايات المتحدة للشعب العراقي الذي يكافح حتى ينعم بلده برفاهٍ لا يشوبه فسادٌ وتدخلٌ أجنبي خبيث" في اشارة الى إيران.

وكان نائب الرئيس الاميركي مايك بنس زار العراق السبت الماضي واجرى مباحثات في اربيل مع رئيس اقليم كردستان وزار جنود بلاده في قاعدة عين الاسد بمحافظة الانبار الغربية من دون لقاء المسؤولين العراقيين الكبار مكتفيا بمهاتفة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قائلا "لن ألتقي بمسؤولين عراقيين خلال موجة الاحداث الأخيرة" في اشارة الى الاحتجاجات الشعبية التي تنادي بسقوط الحكومة.

واضاف "أشجع الجميع في العراق على الاستماع لمطالب المحتجين والقيام بإصلاحات تلبي مطالبهم". واشار الى انه عبر لعبد المهدي عن قلقه من النفوذ الإيراني في العراق.

وقال بنس "لا نزال نشعر بالقلق إزاء التأثير الخبيث لإيران في جميع أنحاء العراق". ومن جانبه أكد مارك شورت مدير مكتب بنس أن الأخير حث عبد المهدي في المكالمة الهاتفية على إبعاد بلاده عن إيران.