عمّان: إتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاميركية المدافعة عن حقوق الإنسان الخميس السلطات الأردنية باعتقال سبعة نشطاء منذ سبتمبر للحد من تظاهرات منددة بسياسات الحكومة التقشفية. &ولم يتسن الحصول على تعليق من السلطات الأردنية.&

قالت المنظمة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن "السلطات الأردنية تسعى إلى الحد من مظاهرات العام 2019 على سياسات التقشف عن طريق إستهداف قادة المظاهرات والمشاركين وغيرهم من المنتقدين بالمضايقة والاعتقال".

وبعدما ذكرت أن "سبعة نشطاء على الأقل احتجزوا منذ سبتمبر"، أوضحت المنظمة أن "معظم المحتجزين يواجه إتهامات تتعلق بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر مشاركتهم في المظاهرات أو انتقاد قيادة البلاد".&

تابعت أن "السلطات تتهم نشطاء آخرين بـ+التحريض على تقويض نظام الحكم+، وهي جريمة تصنف على أنها إرهابية وتخضع لاختصاص محكمة أمن الدولة".&

ودعت المنظمة السلطات الأردنية إلى "وقف إستخدام أحكام جزائية غامضة للحد من حرية التعبير، والإفراج عن أي محتجز بسبب التعبير السلمي عن آرائه".

نقل البيان عن نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الأميركية مايكل بيج قوله إن "الأردن يواجه مشاكل إقتصادية وسياسية كبيرة تزيد من غضب المواطنين، لكن سجن النشطاء وانتهاك حقوق المتظاهرين لن يؤدي سوى إلى إخفاء السخط الشعبي".

أضاف بيج أنه "من الضروري السماح بحرية التعبير ليثق المواطنون بأن مخاوفهم مسموعة وتؤخذ في الاعتبار". &ويعاني الاردن الذي تأثر بشدة من النزاعين في العراق وسوريا، من أوضاع اقتصادية صعبة وديون فاقت الأربعين مليار دولار، وتشكل نحو 95 بالمئة من حجم الناتج المحلي الإجمالي.

وتستضيف المملكة الهاشمية 1,3 مليون لاجئ سوري، مؤكدة أن كلفة استقبالهم فاقت العشرة مليارات دولار. ولا يملك الأردن الذي يعتبر استقراره حيويًا لمنطقة الشرق الأوسط المضطربة، أي موارد طبيعية تذكر.

خلص بيج إلى القول إن "تخيير الناشطين الأردنيين بين غلق أفواههم والعودة إلى بيوتهم أو التعرض للاعتقال لن ينهي المخاوف المشروعة بشأن الوضع الاقتصادي أو ما يعتُبر أنه فساد حكومي".&

وشهد الأردن في صيف العام الماضي احتجاجات ضد إجراءات التقشّف قادتها فئة الشباب التي تعاني من نسبة بطالة تبلغ 39 بالمئة.

واتهمت المنظمة في الرابع من يونيو الماضي السلطات الاردنية باستهداف نشطاء سياسيين معارضين عبر توقيف عدد منهم بتهم "تنتهك حقهم في حرية التعبير"، مشيرة الى إحتجاز أكثر من عشرة أشخاص، معظمهم مرتبطون بتحالف فضفاض للنشطاء السياسيين يُعرف باسم "الحراك" منذ منتصف مارس الماضي.

وأقرت الحكومة الأردنية في 25 سبتمبر من العام الماضي مشروع جديد لقانون ضريبة الدخل تضمن زيادة المساهمات الضريبية على الأفراد والشركات، ورفعت في مطلع العام الماضي أسعار الخبز وفرضت ضرائب جديدة على العديد من السلع.

تخضع معظم السلع والبضائع بشكل عام في الاردن لضريبة مبيعات قيمتها 16 بالمئة، إضافة الى رسوم جمركية وضرائب أخرى تفوق أحيانا ثلاثة أضعاف القيمة السعرية الأصلية للسلع.
&