نصر المجالي: يبدو أن العلاقات التركية – الإيرانية المتوترة على الدوام رغم "مجاملاتهما" السياسية في الشأن السوري، مرشحة للانهيار إثر اعتقال الشرطة التركية في اسطنبول خمسة أشخاص بتهمة التورط في مقتل المواطن الإيراني، مسعود مولوي.

ونقلت قناة التلفزيون التركي "إن تي في" عن مصدر أمني أن مشتبها به في تنفيذ الجريمة ضمن المعتقلين، إضافة إلى 4 شركاء له. وكان المواطن الإيراني مولوي قد قتل منتصف نوفمبر رميا بالرصاص في منطقة شيشلي في اسطنبول.

استخبارات الحرس

وتقول وسائل إعلام تركية أن القتيل كان يعمل في السابق متعاونا مع الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني في مجال التهديدات الإلكترونية، مشيرة إلى أنه انشق لاحقا وأصبح معارضا لسلطات بلاده.

وتزامن خبر مقتل مولوي، مع انتشار فيديو نشرته وسائل الإعلام التركية، يقال إنه&يعود&لعملية قتل مولوي من قبل المخابرات الإيرانية وسط اسطنبول حسب نشطاء سياسيين إيرانيين معارضين.

منشورات لمولوي عن لقاءت مع رؤساء وقادة ايرانيين

وقالت تقارير إن أصابع الاتهام تشير إلى أجهزة الاستخبارات الإيرانية فقد سبق ان قتل المعارض الإيراني سعيد كريميان، مدير تلفزيون GM في اسطنبول بطريقة مشبوهة أيضاً قبل عامين.

ومع استمرار الصمت الإيراني الرسمي، في ظل تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، هو التصريح اليتيم في مقتل مولوي، حيث قال موسوي إنه ينتظر تقرير الأجهزة الأمنية التركية بخصوص مقتله، لكنه لا يستطيع التعليق على مقتله في الوقت الراهن.

عالم ومخترع

وقدم مولوي (32 عاماً) نفسه لمتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي بصفة "عالم ومخترع"، وحاصل على شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة و"أحد عباقرة الذكاء الاصطناعي".

وقال في تصريحات سابقة إنه يتعاون مع السلطات التركية في تصنيع طائرات مسيرة (درون). وتصف تقارير الضحية بأنه خبير في مجال الذكاء الاصطناعي ومخترع، ويقيم في تركيا منذ عدة سنوات حيث أسس شركة للتقنية، كما يتعاون مع السلطات التركية في برنامج لصناعة الطائرات المسيرة.

وراجت تقارير تحدثت عن تقديم مولوي نصائح حول كيفية تجاوز قطع الإنترنت ومتابعة الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي.

وعمل مولوي في وزارة الدفاع الإيرانية عدة سنوات حسب قوله قبل أن ينشق، ونشر صوراً تجمعه مع الرؤساء الإيرانيين السابقين بمن فيهم أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ومحمود أحمدي نجاد.

مولوي يشرح لرفسنجاني احد مشارعه

مقابلة

وكانت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء قد اجرت مقابلة معه قبل عدة سنوات وقدمته باعتباره "حاصلاً على ميداليات وشهادات اختراع".

ووصف مولوي أداء الرئيس الإيراني حسن روحاني "رصاصة في جسد النخب العلمية في إيران".

كما أوضح أنه: "سافر إلى تركيا منذ بضع سنوات وتعاون مع شركاتها العسكرية لبناء طائرات درون من النوع الثقيل".

وحسب تقرير لـ(بي بي سي)، يقول نشطاء إيرانيون معارضون إن مولوي كان المسؤول الرئيسي عن قناة "الصندوق الأسود" التي كشفت عن "أسرار تتعلق بالزعامات الإيرانية" واتهم مراراً الجهاز القضائي الإيراني وقوات الأمن "بالفساد وارتكاب الجرائم".