بروكسل: ستخفض الولايات المتحدة إسهامها في الميزانية التشغيلية لحلف شمال الأطلسي، وفق ما أعلن مسؤولون الخميس، فيما تزيد ألمانيا دفعاتها في وقت يسعى الحلف إلى استرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبيل قمة الأسبوع المقبل.

ودأب ترمب على انتقاد الأعضاء الأوروبيين معتبرا أنهم يستغلون الولايات المتحدة، مشيرا بالتحديد إلى ألمانيا -- أكبر قوة اقتصادية في القارة -- لتلكؤهم في الوفاء بتعهد للحلف بإنفاق 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

وفيما يتركز غضب ترمب على ميزانيات الدفاع الوطني الأوروبية، اشتكى مسؤولون أميركيون أيضا من حجم إسهام الولايات المتحدة في التكاليف التشغيلية للحلف، واتفق التكتل الذي يضم 29 دولة الآن على إجراء تغيير.

وقال مسؤول في الحلف "جميع الحلفاء وافقوا على صيغة جديدة لتقاسم الكلفة. بموجب الصيغة الجديدة، تتم زيادة حصص التقاسم لغالبية الحلفاء الأوروبيين وكندا، فيما تنخفض حصة الولايات المتحدة".

واضاف "هذا دليل مهم على التزام الحلفاء تجاه الحلف وتجاه تقاسم أكثر عدلا للأعباء".

تسهم واشنطن حاليا ب22,1 بالمئة من ميزانية الحلف -- ما مجموعه 2,5 مليار دولار (2,37 مليار دولار) في 2019 -- وألمانيا 14,8 بالمئة، بموجب صيغة ترتكز على إجمالي الدخل الوطني.

وبموجب الاتفاقية الجديدة، ستخفض الولايات المتحدة اسهامها وصولا إلى 16,35 بالمئة من إجمالي الموازنة، وسيرتفع إسهام ألمانيا إلى نفس المستوى، فيما سيدفع حلفاء آخرون مبالغ أكبر.

ورغم أن المبالغ المعنية ضئيلة نسبيا من الناحية العسكرية -- أنفق التحالف الذي يضم 29 دولة ما مجموعة ترليون دولار على الدفاع في 2018 -- إلا أن ليس جميع الحلفاء سعداء بالخطوة.

ويقول دبلوماسيون إن فرنسا رفضت الموافقة على الترتيبات الجديدة وستبقي إسهامها عند نفس المستوى وهو 10,5 بالمئة، معتبرة أن الاتفاق على تغيير الأرقام تم ترتيبه بين ترمب والمستشارة أنغيلا ميركل من دون استشارة الحلفاء الآخرين بصورة صحيحة.