أسامة مهدي:&في إشارة واضحة الى دعوة البرلمان للعمل على اقالة الحكومة، فقد قال السيستاني&اليوم&انه امام&عجز الحكومة في حفظ الدماء والحقوق فإن على البرلمان ان يعيد خياراته ويتصرف &بما تمليه مصلحة العراق وتفادي الانزلاق الى العنف والخراب، مشددا على حرمة الدم العراقي.

وتلا&السيد احمد الصافي خطيب جمعة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) معتمد المرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة التي تابعتها "ايلاف" اليوم&بيانا من المرجع حول الاحداث الدامية التي تشهدها البلاد انه "بالنظر الى الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، وما بدا من عجز واضح في تعامل الجهات المعنية مع مستجدات الشهرين الأخيرين بما يحفظ الحقوق ويحقن الدماء، فإن مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعوّ الى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء ابنائه، وتفادي انزلاقه الى دوامة العنف والفوضى والخراب".

وحذر المرجع من ان ما أسماهم "&الاعداء وادواتهم يخططون لتحقيق اهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثَمّ اعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة، ولذلك&لا بد من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم في ذلك.

واشار الى&ان المرجعية الدينية ستبقى سنداً للشعب العراقي وليس لها الا النصح والارشاد الى ما ترى انه في مصلحة الشعب&ويبقى للشعب أن يختار ما يرتئي انه الاصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه.

السيد أحمد الصافي معتمد السيستاني وخطيب جمعة كربلاء

وفي ما يلي النص الكامل لبيان السيستاني:

بسم الله الرحمن الرحيم
تتابع المرجعية الدينية العليا ببالغ الأسى والأسف انباء الاصطدامات الأخيرة في عدد من المدن ولا سيما الناصرية الجريحة والنجف الأشرف، وما جرى خلال ذلك من اراقة الكثير من الدماء الغالية والتعرض للعديد من الممتلكات بالحرق والتخريب.

والمرجعية الدينية إذ تترحم على الشهداء الكرام وتواسي ذويهم وتدعو لهم بالصبر&والسلوان وللجرحى بالشفاء العاجل تؤكد مرة أخرى على حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح، كما تؤكد على رعاية حرمة الاموال العامة والخاصة، وضرورة أن لا تترك عرضة لاعتداءات المندسين وأضرابهم، وعلى المتظاهرين السلميين أن يميّزوا صفوفهم عن غير السلميين ويتعاونوا في طرد المخربين ـ أياً كانوا ـ ولا يسمحوا لهم باستغلال التظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والاعتداء على اصحابها.

وبالنظر الى الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، وما بدا من عجز واضح في تعامل الجهات المعنية مع مستجدات الشهرين الأخيرين بما يحفظ الحقوق ويحقن الدماء فان مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعوّ الى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء ابنائه، وتفادي انزلاقه الى دوامة العنف والفوضى والخراب، كما أنه مدعوّ الى الاسراع في اقرار حزمة التشريعات الانتخابية بما يكون مرضياً للشعب تمهيداً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعبر نتائجها بصدق عن ارادة الشعب العراقي، فان التسويف والمماطلة في سلوك هذا المسار ـ الذي هو المدخل المناسب لتجاوز الازمة الراهنة بطريقة سلمية وحضارية تحت سقف الدستور ـ سيكلف البلاد ثمناً باهظا&وسيندم عليه الجميع.

إن الاعداء وادواتهم يخططون لتحقيق اهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثَمّ اعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة، فلا بد من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم في ذلك.

ان المرجعية الدينية ستبقى سنداً للشعب العراقي الكريم، وليس لها الا النصح والارشاد الى ما ترى انه في مصلحة الشعب، ويبقى للشعب أن يختار ما يرتئي انه الاصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه.

واليوم بينما&اتهمت منظمة العفو الدولية القوات العراقية بإرتكاب جرائم وحشية في مدينة الناصرية الجنوبية فقد شهدت&مدينتا&النجف&والناصرية&حرب شوارع&قتل&واصيب فيها المئات من المواطنين برصاص القوات الامنية التي يحاصر الاهالي مقراتها حاليا.