إيلاف من بيروت: أغرق نشطاء لبنانيون مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لرزم من العملة الصعبة في وقت يشهد فيه لبنان أزمة سيولة خانقة. وقال نشطاء إنّ الفيديوات تعود لحزب الله الذي يؤكد أنه ومقاتليه ونشطائه لا يشتكون من أي أزمة مالية.

وعلى مدى الساعات الماضية تناقل اللبنانيون عبر هواتفهم النقالة فيديوهات لصناديق أموال بالدولار، ومقاطع لرجل يعد حزمة من الدولارات، في حين تظهر أمامه حزم مكدسة من الدولارات، في وقت تعاني فيه البلاد من شح في العملة الأجنبية، أدت إلى ارتفاع أسعار السلع، وانقطاع البنزين، وامتناع المصارف عن فتح مجال السحب بالدولار.

وتظهر مقاطع أخرى رزماً من الدولارات الجديدة بحوزة أشخاص، وصناديق مليئة بالأوراق النقدية من فئة 100 دولار، تتواجد في مستودعات تضم عشرات ملايين الدولارات.

وبحسب تقارير محلية، فقد انتشر على مواقع التواصل وسم #حزب_الله_بيقبض_دولار، أرفق بمقاطع مصورة أخرى أيضاً تصور أحد موالي حزب الله إلى جانب الدولار الأميركي بلونه الأخضر المميز.

ورغم أنه من الصعب التأكد من تاريخ وصحة تلك الفيديوهات، إلا أنها أثارت حنق كثيرين.

وكتب موقع "صدى البلد": "مع استمرار المظاهرات في لبنان للأسبوع الثالث على التوالي، أثار مراسل قناة "المنار" حسن حمزة حالة من الغضب بين اللبنانيين، حيث كان يستعرض الدولارات التي بحملها بين يديه، وبعرضها في صورة انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع ناشطين للقول إنه يسخر من معاناة اللبنانيين مع المصارف خلال الأزمة الاخيرة".

وكتب حمزة الذي بدا أنه يحمل راتبه المقبوض بالدولار، ولا يتجاوز الـ1500 دولار (بحسب الأوراق النقدية بين يديه): "بسم الله، هيدي الصورة، نحن في 8 الشهر والمصارف عم تسكر والدولار مقطوع.. الشتم ممنوع والشد بالدولار كمان".

ويحاول حمزة بحسب ذات المصدر، تثبيت المقولة التي قالها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، بأن الحزب لا يعاني أزمة مالية، ولن يعانيها، على خلفية التظاهرات الاحتجاجية التي عمت البلاد، وبأن أموال الحزب خارج السيستم اللبناني، ولا يزال الحزب يمتلك الدولارات التي يدفعها رواتب للأشخاص الذين يعملون في مؤسساته.

وكان موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي قد حجب معظم الحسابات التابعة لقناة "المنار" الإعلامية اللبنانية، بالإضافة إلى حسابات أخرى على صلة بـ "حزب الله".

وعلى الرغم من أن أي تعليق رسمي لم يصدر عن الحكومة اللبنانية أو الحزب، إلا أن معلومات صحافية كانت قد أشارت إلى أن حزب الله وبعد توقف لأشهر عن تسديد مستحقات لمؤسسات وأفراد نتيجة توقّف المساعدات من إيران بسبب العقوبات الأميركية، عاد ليدفع الرواتب والمستحقات، لامتصاص النقمة التي بدت عبر الحراك، الذي عم العديد من المناطق الجنوبية التي تعتبر من صلب قاعدته وبيئته.

وكان أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله قال في أحد خطاباته "أنه يمكن أن يأتي وقت لا تستطيع الدولة اللبنانية دفع الرواتب وينهار الجيش والقوى الأمنية وإدارات الدولة ويخرب البلد، لكن أنا أؤكد لكم أن الحزب سيظل قادراً على دفع الرواتب".

وتعليقاً على تلك المعلومات، اعتبر الصحافي علي الأمين أن حزب الله يريد من خطوة دفع الرواتب بالدولار القول لبيئته التي تعاني مثلما يعاني سائر اللبنانيين من ويلات التدهور في أحوالهم المعيشية، بأنه صامد مادياً ويدفع الرواتب بشكل مُنتظم وبالدولار على عكس الدولة اللبنانية والشركات الخاصة".

وأكد لموقع "العربية.نت" أن "المسألة الأساسية هنا لا تكمن في دفع رواتب مناصريه حالياً بل هي أبعد من ذلك، ألا وهي أن الحزب يعاني فعلاً وقدراته المالية تراجعت الى حدّ كبير".

يذكر أن تقارير غربية عدة كانت قدرت الدعم المالي الإيراني السنوي لحزب الله بنحو 800 مليون دولار، وهي تصل إليه من خارج النظام المصرفي اللبناني.