نصر المجالي: كشف مسؤول كويتي كبير أن سيدة الأعمال الروسية ماريا لازاريفا تطالب بتعويضات مالية تبلغ 126.9 مليون دولار وذلك في دعوى التحكيم المرفوعة منها.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح أن لازاريفا تزعم بطلبها للتعويضات المالية أن الكويت خرق اتفاقية تشجيع الاستثمار الثنائية مع روسيا، كما أنها تملك أسهما في شركة كويتية وتدعي أن "السلطات المحلية اتخذت اجراءات تضر بها مباشرة وباستثماراتها وبمركزها المالي".

ونقلت صحيفة (القبس) عن الوزير الصالح توضيحه في رد على سؤال للنائب عبدالله الكندري، حيث قال إن مبلغ التعويض المذكور هو "نظير الخسائر المادية والأضرار المعنوية التي اصابت شركتها وأدت الى انهيار استثماراتها المستقبلية".

مشيرا الى ان تلك الادعاءات ترتبط بعدد من الجهات الحكومية كالسلطة القضائية (ممثلة في النيابة العامة)، ومؤسسة الموانئ ومؤسسة التأمينات، الى جانب عدد من الشخصيات الكويتية وردت اسماؤهم في معرض سردها للوقائع المرتبطة بدعواها. وأضاف "أن التواصل والتنسيق جار مع جميع الجهات المعنية بالادعاءات التي أثيرت في دعوى التحكيم".&

سجن 15 عاما

وكانت محكمة الجنايات في الكويت أصدرت في نوفمبر الماضي حكما بالسجن 15 عاما على رئيس مجلس إدارة شركة رابطة الكويت والخليج للنقل، سعيد دشتي، ونائبته الروسية ماريا لازاريفا، بتهمة الاستيلاء على المال العام.

كما قضت المحكمة في قرارها الصادر برد مبلغ 719 ألف دينار (2372700 دولار) للمتهمة الروسية و350 ألف دينار (1155000 دولار) لرئيس مجلس الشركة، وتغريمهما متضامنين 2 مليون و138 ألف دينار (7055400 دولار).

وكانت الأجهزة الأمنية في الكويت ألقت القبض على المتهمين دشتي ولازاريفا، قبل عامين، بعد أن تقدم وزير المواصلات رئيس مجلس إدارة مؤسسة الموانئ السابق، عيسى الكندري، ببلاغ إلى النائب العام، في 2015، حول صرف مبالغ مالية في الموانئ بشكل مباشر من حساب الإيرادات لدى أحد البنوك تقدر بـ21 مليون دينار (نحو 70 مليون دولار). وتبين لاحقا أن تلك المبالغ غير مقيدة في ملفات السجل العام.

وكانت ماريا لازاريفا، أسست في عام 2006، شركة الاستثمار "KGL Investments"، التي أصبحت مع الوقت أصبحت الشركة مركزا لوجيستيا ضخما، حيث بلغ إجمالي مبيعاتها أكثر من مائة مليون دولار.

سرقة وتجسس

ومع ذلك، قامت موظفة سابقة في الشركة، التي تم القبض عليها بتهمة سرقة نصف مليون دولار، باتهام ماريا بالتجسس لصالح دولة أجنبية. وفي ربيع عام 2017 اتهمت ماريا لازاريفا بالاختلاس، ومن ثم تم اعتقالها في نوفمبر من نفس العام.

واكتسبت قضية، ماريا لازاريفا، أهمية دولية، حيث دافع عنها ممثلون من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وكان من بين المدافعين، نيل بوش، ابن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وقد خطط بالفعل لزيارتها في السجن لكن لم يُسمح له بذلك. بالإضافة إلى ذلك، قدم الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، لويس فري، تقريراً عن الانتهاكات في القضية الجنائية.

كما أن ممثلي روسيا شاركوا في تحديد مصير ماريا لازاريفا ومساعدتها. كما ان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المعروف بسياسة الحماية الصارمة فيما يتعلق بالمواطنين الروس عبر عن اهتمامه بقضيتها.