أسامة مهدي: أبلغت مبعوثة الأمم المتحدة في العراق جنين هينيس بلاسخارت مجلس الامن الدولي اليوم ان الشباب العراقي يقود الاحتجاجات بعيداً عن المصالح الحزبية وأشارت الى إن إطلاق النار الحي والاعتقال والخطف والتهديد والتهريب مستمر في البلاد مشددة على انه لا يمكن تبرير أعمال قتل المتظاهرين السلميين منوهة إلى أنّ قطع الانتنرنيت يؤكد ان للسلطات شئ تريد اخفاءه.

وخلال تقديمها لاحاطة الى مجلس الامن في نيويورك الثلاثاء وتابعتها "إيلاف" أشارت بلاسخارت إلى أن هناك مجهولون يطلقون النار على المحتجين حيث ان المظاهرات أودت بحياة 400 شخص وإصابة 19 ألفاً آخرين.

واوضحت ان المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني عبر عن قلقه من عدم جدية القادة الحاليين في تحقيق إصلاحات،. ودعت الساسة العراقيين الى قديم حلول مناسبة للأزمة في البلاد،. منوهة إلى أنّ العراق لديه إمكانات كبيرة وليس قضية خاسرة.

من هم الملثمون والقناصة مجهولو الهوية؟

وحذرت من أن عدم اتخاذ خطوات جدية لمحاربة الفساد يفقد ثقة المتظاهرين بالطبقة السياسية، ‏كما ان وعود مكافحة الفساد لم يتحقق منها الا القليل.‏ وشددت على ان على القادة العراقيين ان يقدموا حلولا حقيقية وليس لديهم الوقت الكثيرحيث امام القادة السياسيين 15 يوما لاختيار رئيس وزراء جديد وعلى ‏القادة السياسيين تلبية مطالب الشعب العراقي بأسرع وقت ممكن.‏

وأكدت بلاسخارت على ان الخسائر الكبيرة في الارواح والاصابات الكثيرة والعنف الى ‏جانب الوعود غير المنفذة ادت الى ازمة عدم ثقة "، مشددة على انه لايوجد ‏مبرر للعديد من عمليات القتل والاصابات الجسيمة للمتظاهرين المسالمين.‏

وأشارت إلى أنّ تحقيق الحكومة في اعمال القتل يعد غير مكتمل،. وتساءلت قائلة " من الذي يحطم وسائل الاعلام،. من قتل المتظاهرين المسالمين،.من ‏اختطف الناشطين المدنيين،. من هم الرجال الملثمون والقناصة مجهولو الهوية ‏والمسلحون غير المعروفين"،. مؤكدة على انه يجب محاسبة الجناة بالكامل.&

بلاسخارت بين متظاهري ساحة التحرير في بغداد

السلطات تريد إخفاء شيء

وحذرت من ان الوضع الحالي في العراق يحمل تراكمات وهناك شعور شديد بالإحباط لافتة الى أن "الشباب العراقي يقود الاحتجاجات بعيداً عن المصالح الحزبية مؤكدة ان السلطات استخدمت القوة المفرطة وإطلاق النار الحي لا يزال مستمرا مع استخدام قنابل الغاز بشكل غير قانوني ما يؤدي لوقوع قتلى وجرحى مع استمرار حالات الاختطاف.

ورأت ان اغلاق وسائل اعلام والانترنت يوحي ان السلطات العراقية تريد ان تخفي شيئاً مبينة أن أغلبية المتظاهرين سلميون والدولة مسؤولة عن حماية شعبها، وقالت "سمعنا وعودا كثيرة لمكافحة الفساد في العراق دون تحقيق تقدم".

العراقيون بمختلف دياناتهم خرجوا ضد الفساد

ونوهت بلاسخارت إلى أنّ العراقيين بمختلف دياناتهم خرجوا للتظاهر ودعوا لايجاد وطن خال من الفساد.

واضافت ان مكتبها اقترح مبادرات لإنجاح الحوار لكن المحتجين يشترطون وضع حد لأعمال القتل،. وقالت الى أن "هناك مسؤولية جماعية عن ما يحدث في العراق لجميع من في السلطة وليست الحكومة وحدها مشددة على ان ‏الأعداد المتزايدة من الضحايا والإصابات وصلت لمستويات لا يمكن التسامح معها محذرة من ان وجود المندسين لإخراج الاحتجاجات السلمية عن مسارها يضع العراق في مسار خطير.

واضافت ان المتظاهرين في العراق سلميين بشكل واضح ويطلبون الإصلاحات وكل اشكال العنف غير مقبولة والحكومة مسؤولة عن حمايتهم،. موضحة ان هناك جهات مجهولة تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين.

شروط المحتجين للحوار

وعن فرصة الحوار بين المحتجين والسلطات قالت بلاسخارن ان المحتجين اشترطوا إيقاف القتل والاختطاف بحقهم والقيام بإصلاحات مقابل الدخول بالحوار،

وشددت على ضرورة تحقيق المساءلة والعدالة ومحاسبة من يتسبب بأذى المتظاهرين في العراق".. منوهة إلى أنّ "المتظاهرين في العراق سلميين بشكل واضح ويطلبون الإصلاحات وكل اشكال العنف غير مقبولة والحكومة مسؤولة عن حمايتهم،

&
أعضاء مجلس الامن يدعون لحوار مجتمعي في العراق

وقبل القاء بلاسخارت لاحاطتها الى مجلس الامن دعت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت السلطات العراقية الى تحمل مسؤولية حماية المتظاهرين و وقف التدخلات الخارجية في شؤون العراق.

وطالبت قادة العراق بالنظر في خارطة الطريق التي طرحتها بلاسخارت.. مبينةً أن "هناك تكليفات أممية بإجراء حوار مجتمعي جامع في العراق".

أما مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شانكر فقال إن "التظاهرات في العراق ولبنان تتقاسم نفس المطالب فالمتظاهرون خرجوا ضد حكومتيهما وضد التدخل الإيراني في شؤون البلدين"،.. وشدد بالقول "ندعم مطالب المتظاهرين في العراق ولبنان".. وأشار إلى أنّ العقوبات ضد إيران كانت فعالة جدا وإيرادات النفط انخفضت تماماً"،.. مؤكدا أن "واشنطن ستعمل على تعزيز دفاعات حلفائها في المنطقة.

بلاسخارت خلال اجتماعها في النجف مع السيستاني لبحث الازمة العراقية

ومن جهته قال مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي خلال الجلسة "نرحب بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية لتلبية مطالب المحتجين وندعو إلى ضبط النفس والتهدئة وتفويت الفرصة على من يحاول إثارة الفتنة في العراق".

أما المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فقد أشار إلى دعم بلاده للحوار في العراق ومنوها إلى أنّ التظاهرات خرجت لأسباب اجتماعية.. مؤكدا دعم وحدة وسيادة العراق، ومن جانبها قالت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة "ندعم حق الشعب العراقي في الاحتجاج سلمياً".