بدأ الجيش التركي عمليًا، اختبار الرادارات التابعة لمنظومة إس 400 الدفاعية الروسية في سماء العاصمة أنقرة، وذلك على الرغم من تصاعد الضغوط والتهديدات الأميركية، حيث من المقرر أن تدخل المنظومة الروسية الخدمة الفعلية لدى الجيش التركي في أبريل 2020.

إيلاف من بيروت: أكدت كل من روسيا وتركيا أن موعد إبرام صفقة جديدة من أنظمة إس400 الروسية للدفاع الصاروخي، يتعلق بمسألة فنية فقط، وأن الاتفاق سيتم قريبًا.

وكان ألكسندر ميخيف، رئيس شركة روسوبورون إكسبورت -وهي شركة روسية لتصدير الأسلحة تابعة للدولة، قد صرح في 26 نوفمبر المنصرم، أن موسكو تأمل في إبرام صفقة جديدة بشأن بيع أنظمة الصواريخ من طراز إس400 إلى تركيا في النصف الأول من العام المقبل.

تركيا والناتو

تعليقًا على الصفقة الجديدة، كشف موقع "المونيتور" الأميركي، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ، بذل جهودًا لتخفيف الجدل حول المبيعات الروسية لأنظمة إس400 إلى تركيا وتأخير فرض عقوبات جديدة على أنقرة.

قال العديد من الخبراء العسكريين الروس لصحيفة "كوميرسانت "الروسية البارزة إنه في الوضع الحالي، تحاول أنقرة كسب مساحة للمناورة.

ويخلص الخبراء إلى أن تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بأن هذا النظام الدفاعي الجوي سيعمل بشكل مستقل، دون دمجه في نظام الدفاع الجوي لحلف الناتو، يمثل أول حل وسط لتركيا مع حلفائها الغربيين.

ينظر حلفاء تركيا في الناتو، بحسب الموقع الأميركي، إلى دمج نظام إس400 في هيكل الناتو باعتباره تهديدًا لأمنهم. وتخشى واشنطن، في الوقت عينه، أن يتمكن المهندسون الروس من الوصول إلى معلومات حساسة حول المقاتلات الأميركية من طراز إف-35.

عوائق تكنولوجية وسياسية

يقول العقيد المتقاعد، ميخائيل هودارينوك، وهو خبير عسكري روسي وكاتب عمود، إنه يعتقد أن مواءمة عناصر التحكم في نظام إس400 مع أنظمة التحكم القتالية الآلية لمعدات الدفاع الجوي التابعة لحلف الناتو ممكنة تقنيًا، لكن هذا الموضوع يعتمد على الوقت والتكاليف المرتبطة به.

ويضيف هودارينوك أنه لتحقيق هذا التكامل، سيحتاج المتخصصون إلى حل مشكلات مثل محاذاة التردد، وتوافق اتصالات المعدات، وتركيب نظام الترميز المستهدف. وهذا يتطلب تعاونًا بين مطوري روسيا وحلف شمال الأطلسي، وهو أمر مستحيل من الناحية السياسية.

أبعاد سياسية

يمثل التمرين العسكري الذي استمر يومين في قاعدة عسكرية تركية، والذي صادف ذكرى إسقاط تركيا لمقاتلة روسية، وتم فيه اختبار الرادارات التابعة لمنظومة إس 400 الدفاعية الروسية في سماء العاصمة أنقرة، مثالاً بارزًا للعلاقات المتناقضة في المثلث الروسي الروسي والناتو.

في عام 2015، نشرت موسكو بسرعة مكونات إس400 في سوريا، ليس بهدف كبح تركيا فحسب، ولكن أيضًا لمراقبة تصرفات القوات الجوية لحلف الناتو من قاعدة إنجرليك.

منذ التقارب الروسي التركي، اتسم التعاون بين موسكو وأنقرة بعدد من الصفقات المقايضة. وفي هذا الصدد، يشير آرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد بحوث السياسة الخارجية، إلى أن الصفقة كانت قرارًا سياسيًا بالكامل، لأن الاستخدام المحدود لنظام إس 400 لم يلبِ بشكل موضوعي المطالب التي طلبتها الحكومة التركية خلال مناقصة نظام الدفاع الصاروخي الجوي بعيد المدى في تركيا. في ذلك الوقت، فازت أنظمة HQ-9 الصينية بالمناقصة، لكن في عام 2015، اضطرت تركيا إلى كسر هذا العقد تحت ضغط الناتو.

اتجهت أنقرة لشراء الصواريخ الروسية بعد محاولة الانقلاب التي وقعت عام 2016 في تركيا. حيث أن أولئك الذين تمردوا ضد أردوغان استخدموا طائرات أميركية من طراز إف-16 وطائرات هليكوبتر من طراز AH-1 سوبر كوبرا، لمهاجمة المباني الحكومية.

لذلك يخلص الموقع للقول إن الاستخدام المحدود لهذا النظام الصاروخي هو الورقة التي من المرجح أن يلعبها أردوغان مع واشنطن الآن، حيث يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستعدًا للتغاضي عن خطوات أنقرة وراء "الخط الأحمر".

عقوبات أميركية

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صرح يوم الثلاثاء 3 ديسمبر، إنه يدرس فرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة صواريخ روسية، ملقيًا باللوم على سلفه باراك أوباما في عدم بيع نظام صواريخ أميركي لأنقرة.

وعندما سُئل ترمب أثناء جلوسه بجوار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عما إذا كان سيفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة صواريخ إس400 قال: "نناقش ذلك الآن ونجري محادثات بشأن ذلك".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "المونيتور". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2019/12/russia-turkey-s400-syria.html#ixzz673ObqEQK