نصر المجالي: زار وفد شعبي أردني ضم عددا من أعضاء مجلسي الأعيان والنواب وشيوخ القبائل يتقدمه مستشار الملك لشؤون العشائر سعد هايل السرور السفارة الكويتية في عمّان، اليوم الأربعاء، للاعتذار عن إساءة لحقت بالكويت خلال مباراة بكرة القدم.

وضم الوفد عددا من أهالي الموقوفين على خلفية الهتافات المسيئة للكويت وتخللتها هتافات توجه التحية للرئيس صدام حسين الذي غزا الكويت 1990 وبطريقة استعراضية، خلال مباراة الأردن والكويت ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا ونهائيات كأس العالم في أكتوبر&الماضي.&

وقدم الوفد الاعتذار للسفير الكويتي وللشعب الكويتي الشقيق على ما بدر من أبنائهم خلال المباراة. وجاءت الزيارة متزامنة مع بدء محكمة أمن الدولة الأردنية اليوم الأربعاء، بمحاكمة 4 من المسيئين للكويت.

اهتمام عالٍ&

يذكر أن القيادة وأركان الدولة الأردنية أبدوا اهتماما خلال إطلاق الهتافات بعد احتجاج من وزارة الخارجية الكويتية، حيث اتصل الملك عبدالله الثاني بأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد واستعرض عمق العلاقات.

وشدد الملك خلال الاتصال حسب وكالة الانباء الحكومية بترا على أن الكويتيين بين أهلهم وعزوتهم في الأردن، وأن أي إساءة لهم إنما هي إساءة لنا، وأن أي تعرض للكويت الشقيقة هو تعرض لنا، ولا يعكس أو يمثل العلاقات الراسخة والأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، والاحترام والمحبة والتقدير التي يكنها الأردن للكويت الشقيقة.

وبدوره، غرد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز قائلا بأن ما حصل في المدرجات ليس من قيمنا ولا من رابطة الأخوّة التي تجمعنا بالأشقاء.
&وقال الرزاز: تعادلنا في الملعب وخسرنا بالمدرجات وعلاقتنا بالكويت أقوى من محاولة إساءة عابثة لا تمثلنا، فالفرق شاسع بين تنافس شريف ومغالبة بأي ثمن.
‏لنُعد جميعا للأبجديات وتمتينها والبناء عليها في كل مجالات الحياة.

اوامر

وصدرت اوامر عليا في الاردن بمنع اطلاق مثل هذه الهتافات تماما &وبكل الوسائل الامنية والقانونية، كما استنكر اتحاد كرة القدم هذه الهتافات وفتح تحقيقا فيها وتخضع كاميرات صورت المشهد للتدقيق &بحثا عن المحرضين على الفتنة.

واعتقلت السلطات الأمنية في الأردن بعد الهتافات المسيئة شخصين بتهمة إطلاق "عبارات مسيئة" خلال مباراة لمنتخب النشامى مع نظيره الكويتي (0-0) ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا وكأس العالم جرت في عمان الخميس.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" عن المتحدث باسم مديرية الأمن العام قوله إن السلطات اعتقلت شخصين، تمهيدا لضبط باقي المتورطين في الحادث.

تثمين الديحاني&

وغداة الهتافات، أكد سفير الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني "متانة ورسوخ" العلاقات بين الكويت والأردن، مشددا على أنها أكبر بكثير من أن تنال منها هتافات "غير مسؤولة" ومحاولات "رخيصة" للمساس بها.

وثمن الديحاني في تصريح ردة الفعل الأردنية الرسمية والشعبية التي استهجنت هذا السلوك ورفضته بشكل قاطع من "فئة" من الجماهير التي حضرت مباراة المنتخبين الكويتي والأردني أمس، لافتا الى أن ردة الفعل محل "تقدير واعتزاز" لدى الكويتيين.

وأشاد بما صدر من مجلس النواب الأردني من بيان لرفض المساس بالكويت وشعبها واستنكار رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز لهذه الإساءة.

كما أشاد بحرص المسؤولين في الاتحاد الأردني لكرة&القدم على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة "المسيئين" وهو ما يعكس مكانة الكويت "الكبيرة" لدى الأردن ويؤكدها.

وأضاف إن الكويت كانت وما زالت "منارة للسماحة والحكمة ومظلة حاضنة لكل الأشقاء العرب" من منطلق الأخوة ووحدة المصير المشترك، معولا على "وعي" الشعبين الشقيقين بتجاوز هذا الحدث العابر وإيقاف كل من يحاول المساس بالعلاقات او الإساءة لها عند حدوده.

وأشار الى أن العلاقات بين البلدين بلغت مستويات متقدمة ومتطورة في ظل "الرعاية الكريمة والاهتمام البالغ" من لدن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بمختلف المجالات وعلى جميع المستويات.