نصر المجالي: مع تقارير عن قيامها بنقل عدد من صواريخها الباليستية إلى مستودعات سرية في العراق، الأمر&الذي يشكل تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها، واجهت إيران اتهامات من بريطانيا وألمانيا وفرنسا بالمضي قدما في تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية مخالفة بذلك قرارات مجلس الأمن.

وقالت التقارير إن الصواريخ تتواجد في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الشيعة العراقيون بالقرب من الحدود الإيرانية، وأن هؤلاء المسلحين يساعدون في الحفاظ على سرية مستودعات الصواريخ هذه.

وحسب صحيفة (نيورك تايمز) في تقرير نشرته مساء الأربعاء على موقعها، فإن مسؤولي الاستخبارات الأميركية يعتبرون أن هذه الصواريخ تشكل تهديدا لحلفاء وشركاء واشنطن في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل والسعودية، وقد تعرض القوات الأميركية للخطر.

قلق أميركي

من جهتها، نقلت شبكة "سي إن إن"، عن مصادر من نفس المؤسسات، أن المخابرات الأميركية والعسكرية سجلت حركة نقل الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من إيران إلى العراق، مشيرة أيضا إلى قلق الولايات المتحدة إزاء إمكانية إيصال هذه الصواريخ إلى المناطق التي قد يستخدمها المسلحون المدعومون إيرانيا ضد القوات الأميركية.

وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء المسلحين قد كثفوا في الشهر الماضي هجماتهم على مواقع للقوات الأميركية في العراق باستخدام صواريخ أكبر حجما من ذي قبل. مع ذلك، تشير "سي إن إن" إلى أن كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين قد صرحوا مؤخرا بأنهم لا يعتقدون أن طهران يمكن أن تشن حربا على الولايات المتحدة.

بيان ثلاثي

وعلى صلة، اتهمت بريطانيا وألمانيا وفرنسا إيران بالمضي قدما في تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، في مخالفة لقرار من مجلس الأمن الدولي، يطالب طهران بالكف عن مثل هذه الأنشطة.

وحسب تقرير لوكالة (ىسيوشيتدبرس) فقد حثت الدول الأوروبية الثلاث في رسالة مشتركة وزعها مندوبوها لدى الأمم المتحدة أمس الأربعاء، الأمين العام للمنظمة الأممية أنطونيو غوتيريش على إبلاغ مجلس الأمن في تقريره المستقبلي بأن أنشطة طهران الصاروخية الباليستية لا تتماشى مع قرار المجلس الذي صدر في 20 يوليو 2015 دعما للاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في 19 ديسمبر الجاري جلسته السنوية لبحث تطبيق قرار عام 2015 المتعلق بالاتفاق النووي. وتنفي طهران بشدة تطلعها إلى الحصول على ترسانة نووية.

شهاب 3

وتشير الرسالة إلى لقطات نشرت في الإنترنت في 22 أبريل الماضي، وهي تظهر اختبار صاروخ "شهاب-3" متوسط المدى، مؤكدة أن هذا الصاروخ يعد قادرا من الناحية التقنية على حمل رأس نووي.

وذكّرت الدول الأوروبية بتقرير أفادت فيه عام 2015 الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود أدلة متعددة على أن إيران أجرت في عامي 2002 و2003 دراسات مفصلة بهدف تزويد "شهاب-3" برأس نووي.

حالات أخرى

كما طرحت الدول الأوروبية ثلاث حالات أخرى لـ"الأنشطة الإيرانية المتنافية" مع قرار مجلس الأمن 2015، وهي:
- إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى من طراز "بركان-3" أعلنت عنه جماعة الحوثيين اليمنية في 2 أغسطس 2019، وهو يعد نسخة معدلة من صاروخ "قيام-1" الإيراني،
- إطلاق صاروخ باليستي حلق لمسافة تتجاوز ألف كيلومتر في 24 يوليو 2019، مع ورود تقارير إعلامية أفادت بأن الحادث كان اختبارا لصاروخ "شهاب-3".
- محاولة فاشلة لإطلاق صاروخ من طراز "سفير" يحمل قمرا صناعيا في 29 أغسطس 2019، وخلص الخبراء الأمميون إلى أن التكنولوجيات المستخدمة في هذا الصاروخ تشبه بكثير ما في الصواريخ الباليستية.

وأوضحت الدول الأوروبية أن تقديراتها تعتمد على معايير نظام تحكم تكنولوجيا القذائف (MTCR) التي تنص على أن أي صاروخ يستطيع نقل حمولة يبلغ وزنها 500 كلغ لمسافة 300 كلم يعد قادرا على حمل رأس نووي.

وفي الختام، جددت الدول الثلاث قناعتها الثابتة بأن مضي إيران قدما في تطوير مثل هذه الصواريخ والتكنولوجيات المتعلقة بها لا يتماشى مع الالتزام بالقرار الأممي، داعية طهران إلى "الامتناع عن ممارسة أي أنشطة تتعلق بصواريخ تعد قادرة على حمل رؤوس نووية".