أسامة مهدي: شهدت تجمعات الاحتجاج في بغداد اليوم تطورا خطيرا بنزول انصار الاحزاب الشيعية وعناصر من الحشد الشعبي بالملابس المدنية الى ساحة التحرير وسط العاصمة وقاموا بطعن محتجين ما ادى الى مقتل اثنين واصابة 17 منهم فيما حرض حزب المالكي انصاره الى التوجه الى الساحة لتخريب الاحتجاجات على مايبدو.

فقد اقتحم ساحة التحرير وسط بغداد اليوم مئات من انصار الاحزاب الشيعية المهيمنة على السلطة مع مجموعات من افراد مليشيات الحشد الشعبي الموالية لايران باللباس المدني ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد حاملين الاعلام العراقية ومرددين هتافات ضد الولايات المتحدة.

وابلغ احد المتظاهرين في اتصال هاتفي "إيلاف" ان عددا من هؤلاء "المتظاهرين" هاجموا بالسكاكين والالات الحادة مجاميع من عناصر الحراك الشعبي من المتظاهرين ضد السلطة بعد ان وجهوا لهم الشتائم والعمالة لاميركا ما ادى الى مقتل متظاهرين اثنين واصابة 17 اخرين بينهم 3 فتيات معظمهم بحالة خطرة.

متظاهرو التحرير يكتبون

وقالت صفحة "مظاهرات ساحة التحرير" على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" واطلعت عليها "إيلاف" ان "الناس صارلها 40 يوم طالعة مظاهرات ضد السياسيين وفسادهم والاحزاب اليوم الاحزاب طلعوا للمظاهرات !!الناس متظاهرين عليكم وعلى فشلكم بقيادة الدولة ففهمونا شتريدون بالضبط من هاية مظاهراتكم ؟؟".

واضافت "وردتنا انباء عن إصابة عدد من المتظاهرين السلميين بالقرب من #جسر_الجمهورية بعد تعرضهم للضرب بالآت جارحة في مناطق مختلفة من الجسد من قبل عناصر مجهولة".

وظهر في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي توافد عناصر احزاب السلطة والحشد عبر نفق ساحة التحرير قبل أن يتعرض إليهم المحتجون ويرغمونهم على العودة ومغادرة أماكن تجمع الاحتجاجات الشعبية في بغداد.

طعنات خطيرة في الظهر والبطن

وأكد أحد الأطباء المسعفين في ساحة التحرير وصول محتجين للعلاج أصيبوا بطعنات في منطقتي الظهر والبطن ووصف حالات بعضهم بالخطيرة.

وقال في تصريح لوكالة "آر تي" اطلعت عليه "إيلاف" إن مئات الأشخاص دخلوا إلى ساحة التحرير وهم يرددون عبارات مدوية وعند الاستفسار عن هويتهم أو الجهة التي يمثلونها تعرض المستفسرون للطعن على أيديهم.

وأضاف أن "الطعنات أغلبها قاتلة أي لم تكن للتخويف أو الدفاع عن النفس أو الشجار.

واشار الى ان عدد المصابين الذين جرى تقديم الإسعافات الأولية لهم قد بلغ 6 شباب و3 فتيات وأن هناك مفارز طبية أخرى استقبلت مصابين أيضا وبما يبدو ان 20 من المحتجين قد تعرضوا للاعتداء.

وكان قد عثر على جثة ناشطة شابة تبلغ من العمر 19 عاما قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها وتركت جثتها خارج منزل عائلتها في بغداد في وقت متأخر من يوم الاثنين.

حزب المالكي لتخريب الحراك الشعبي

واثر ذلك وجه حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي نداء الى انصاره خلال بيان تسلمت "إيلاف" نصه بالتظاهر "سلميا" في ساحة التحرير ببغداد.

وقال الحزب الذي يعتبر زعيمه واحدا من اكثر القادة السياسيين الحاليين فسادا وولاء لايران ما دفع الى خروج العراقيين منذ الاول من تشرين الاول اكتوبر الماضي وهم ينادون بالاصلاح الشامل ومكافحة الفساد وانهاء الهيمنة الايرانية على البلاد، قال ان "الجماهير زحفت اليوم وهي تصدح بالشعارات التي تدعم التغيير والتجديد ومحاربة الفساد وتندد بالتخريب والمندسين وتؤيد المطالَب المشروعة للمتظاهرين في الوسط والجنوب وتؤكد على ان الاصلاح مهمة وطنية داخلية تنهض بها قوى الشعب بكل شرائحه وقواه السياسية والاجتماعية والعشائرية وبتوجيه ورعاية من المرجعية الدينية العليا وتعاون كل الخيرين من أبناء هذا الوطن الحبيب ،وتظافر جهودهم".

ودعا الحزب انصاره الى "المشاركة الفاعلة والواسعة في هذه التظاهرات السلمية التي تعبر عن آمال وتطلعات شعبنا في العدالة الاجتماعية والعيش بكرامة والتمتع بخيراته والتنعم بأفضل الخدمات" بحسب قوله متجاهلا مهاجمة هؤلاء للنحتجين في ساحة التحرير وقتل واصابة العديد منهم.

ودعا الحزب "القوى السياسية كافةً الاستعجال في اختيار رئيس وزراء كفوء وقادر ومقبول سياسيا وشعبيا لتشكيل حكومة تنهض بالمهام الموكلة اليها وتستجيب لمطالب المتظاهرين المشروعة وضمن سقف زمني تتعهد فيه القوى السياسية والشعبية بدعم جهود الحكومة الجديدة". كما طالب مجلس النواب الى تكثيف جهودها في سبيل إقرار قانون الانتخابات والمفوضية.

وكانت مبعوثة الأمم المتحدة في العراق جنين هينيس بلاسخارت قد ابلغت مجلس الامن الدولي الثلاثاء الماضي ان الشباب العراقي يقود الاحتجاجات بعيداً عن المصالح الحزبية واشارت الى إن إطلاق النار الحي والاعتقال والخطف والتهديد والتهريب مستمر في البلاد مشددة على انه لا يمكن تبرير أعمال قتل المتظاهرين السلميين منوهة الى ان قطع الانتنرنيت يؤكد ان للسلطات شئ تريد اخفاءه.

وخلال تقديمها لاحاطة الى مجلس الامن في نيويورك الثلاثاء وتابعتها "إيلاف" اشارت بلاسخارت إلى أن هناك مجهولين يطلقون النار على المحتجين حيث ان المظاهرات أودت بحياة 400 شخص وإصابة 20 ألفاً آخرين.