إيلاف: رأى مراقبون أن تصريحات وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مشاركته بحوار في منتدى حوار المتوسط في روما، يوم الجمعة، تزيد من فرص تقارب الدوحة مع دول مجلس التعاون الخليجي وهو تقارب قد يتوج بمشاركة الأمير تميم بن حمد في قمة الرياض الخليجية يوم الثلاثاء المقبل.&

وقال الوزير محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن تقدما تم إحرازه في الجهود الرامية إلى وضع حد للأزمة المستمرة بين الدوحة ودول في مجلس التعاون الخليجي منذ عام 2017، متحدثا عن محادثات مع السعودية تأمل بلاده أن تكون نتائجها إيجابية.

وكشف أنه "خلال الأسابيع الماضية انتقلنا من الجمود إلى إحراز بعض التقدم إذ عقدنا محادثات مع السعوديين على وجه التحديد، ونأمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى تقدم نشهد من خلاله نهاية للأزمة".

تزايدت المؤشرات على احتمال حصول انفراج في الأزمة الخليجية يومًا بعد يوم، في ظل الحديث عن وساطات عديدة تقودها دول إقليمية تارة، والولايات المتحدة تارة أخرى، لرأب الصدع بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة؟، وقطر من جهة ثانية.

دعوة تميم&
آخر هذه المؤشرات كانت الدعوة التي وجّهها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي التي تعقد الثلاثاء المقبل في الرياض.

ومنذ فرض الحصار تلقى أمير قطر دعوات إلى قمم مجلس التعاون الخليجي، لكنّه امتنع عن المشاركة شخصيا واكتفى بإيفاد ممثلين له.

وفي حين لم يتطرق وزير الخارجية القطري إلى تفاصيل عن فحوى المحادثات مع السعودية أو الأطراف التي شاركت فيها "نظرا الى حساسية القضية"، إلا أنه أضاف "ما يمكنني أن أقوله هو أننا نتحرك من وضع جمود إلى محادثات حول تفكير في المستقبل". وأشار إلى أن "سلسلة من الأحداث وقعت كذلك في إطار الوساطة الكويتية".

وأكد تطلع بلاده الى المستقبل، وقال في هذا الإطار "ما ننظر إليه الآن هو رؤية مستقبلية"، مشيرا إلى أن "هناك الكثير من التحديات التي تحيط بنا وقطر دائما تسعى إلى منطقة أكثر استقرارا ومجلس تعاون خليجي أكثر استقرار واتحادا".

الاخوان المسلمون
وفي تصريحات لافتة، قال الوزير محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "قطر لم تكن داعمة للإخوان المسلمين أو الإسلام السياسي"، هكذا رد وزير خارجية قطر عندما سئل إن كانت بلاده تدعم الجماعة التي تصنفها العديد من الدول منظمة إرهابية، وقال إن "هذه الصورة النمطية تم تكرارها لوقت طويل الآن".

وكان موضوع الدعم القطري لجماعة الاخوان وإيوائها عددا من قيادات الجماعة احدى النقاط الشائكة في العلاقات مع دول مجلس التعاون الأخرى التي قطعت العلاقات الدبلوماسية معها وهي السعودية والامارات والبحرين.

أضاف آل ثاني: "علينا أن ننظر إلى ما قامت به قطر بالفعل مع الدول التي كانت تحت قيادة الإخوان أو غيرهم"، وذكر على سبيل المثال "كان الإخوان المسلمون في السلطة في تونس، وقطر دعمت تونس بعد الربيع العربي، وعندما غادر الإخوان السلطة ضاعفت قطر دعمها لتونس، ونواصل دعمنا، لأنه كان للشعب وليس للحزب السياسي".

قطر دولة لا حزبا&
وأردف "في النهاية، قطر دولة وليست حزبا سياسيا. سنواصل دعم دول مهمة بالنسبة الينا، وسندعم شعب تلك الدول، والوضع نفسه مع مصر حيث دعمنا المجلس العسكري عندما أمسك بزمام السلطة وواصلنا الدعم عندما انتخب الشعب رئيسه وواصلنا دعم مصر بعد إسقاط مرسي".

قال إن ربط قطر بحزب سياسي واحد أو الإخوان المسلمين أو أيديولوجية واحدة اتهام ثبت أنه خاطئ، مؤكدا أن بلاده ستواصل سياستها المتمثلة في دعم الشعوب بغضّ النظر عن قيادتها أو من يختارون لقيادتهم، على حد تعبير آل ثاني.

أما بخصوص تواجد الإخوان المسلمين في قطر، فقد صرح آل ثاني بأن "الجماعة لا وجود رسميا لها في الدوحة ولم يسبق أن كان لها وجود رسمي فيها"، وقال إن التقارير التي تتحدث عن موافقة قطر على طرد الإخوان "خاطئة وكما سبق لي القول فإننا لا نزال في طور النقاش وتفاصيله سرية".

العلاقات مع إيران
وفي معرض رده على سؤال حول مستقبل علاقات الدوحة مع طهران في حال تحققت مصالحة مع الدول التي تطالب قطر بالحذو مثلها ومقاطعة إيران، قال آل ثاني "علينا أولا الإقرار بأن إيران جارتنا. علينا أن ننظر إلى الأمر بشكل مختلف ربما عن دول غربية، نحافظ على علاقة حسن الجوار معها، نتشارك معهم في مصالح تتمثل في حقلنا للغاز، مصلحة أمنية تتمثل في حدودنا وحدودها أيضا، وعندما فرض الحصار علينا فتحت إيران لنا مجالها الجوي والشعب القطري شاكر لهذه الخطوة".

تابع أن قطر لا ترى أي علاقة بين إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الدول التي تقاطع بلاده وعلاقات الأخيرة مع إيران. وأردف "لدينا سياسة خارجية مستقلة، وستظل هذه السياسة الخارجية مستقلة ولا نعتقد أن شؤوننا الداخلية أو الخارجية ستكون محل تفاوض مع أي أحد".

وقال أيضا "ندرك أن هناك قلقا لدى بعض جيراننا، سنناقشه ولكننا لن نتحدث عما علينا أن نفعله أو لا نفعله كدولة ذات سيادة".
لقاء سري

يشار إلى أن تصريحات الوزير القطري في روما تأتي بعد أيام على نشر صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية تقريرا كشفت فيه عن لقاء سري شهدته العاصمة السعودية بينه وبين مسؤولين سعوديين كبار في إطار المساعي لحل الأزمة الخليجية.

لكن آل ثاني رفض تأكيد زيارته إلى الرياض. وقال "كما قلت لا يمكنني الخوض في التفاصيل، لكن العديد من الاجتماعات عقدت في دول وأماكن مختلفة بين مسؤولين من دون أن أذكر أسماءهم".

وذكر تقرير الصحيفة الأميركية، أن وزير الخارجية القطري أجرى زيارة سرية في أكتوبر الماضي للرياض قدم خلالها عرضا لإنهاء الأزمة الخليجية، يتضمن قطع الدوحة علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين.

عرض مفاجئ
وقال مسؤول عربي للصحيفة إن الوزير القطري قدم بزيارته للرياض، عرضا مفاجئا لإنهاء الأزمة، قائلا إن الدوحة مستعدة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين. ووصف المصدر العربي الاقتراح بأنه فرصة واعدة لإنهاء النزاع وأن السعودية تدرسه.

لكن دبلوماسيين أميركيين حاليين وسابقين إلى جانب مسؤولين من المنطقة، أعربوا عن شكوكهم في إمكانية حل الخلاف في المستقبل القريب، وفقا للصحيفة.

وقال مسؤول أميركي لموقع (الحرة) في وقت سابق إن هناك وساطات تجري من جانب واشنطن لرأب الصدع بين دول الخليج.
وقررت السعودية والإمارات والبحرين المشاركة في بطولة خليجي 24 المقامة في قطر، وهو ما أشار إلى احتمالية حدوث انفراجة في العلاقات الخليجية.
&