مصطفى سليمان
Getty Images
أسهم سليمان في تطوير تطبيق "ستريمز"، الذي أثار الكثير من الجدل

أعلن مصطفى سليمان، المؤسس المشارك لشركة الذكاء الاصطناعي البريطانية "ديب مايند" انضمامه إلى شركة غوغل التي تدير عملاق البحث على الانترنت الذي يحمل اسمها.

وكان سليمان أعلن سابقا أنه قد ابتعد لبعض الوقت عن شركة "ديب مايند" في إجازة.

وقد التمع اسم سليمان المتحدر من أب سوري وأم انكليزية بسرعة شديدة في عالم شركات الكومبيوتر والذكاء الاصطناعي بعد عدد من المبادرات الناجحة في هذا المجال.

وأسهم سليمان في تطوير تطبيق "ستريمز"، وهو تطبيق استخدم في المجال الصحي وأثار الكثير من الجدل لجمعه بيانات الملايين من المرضى المسجلين في نظام الرعاية الصحية الوطني في بريطانيا من دون استحصال موافقاتهم.

وقد دُمج تطبيق "ستريمز" في برنامج الصحة في غوغل، "غوغل هيلث"، في وقت سابق هذا العام.

وفي مدونته كتب دَميس هاسابيس، المؤسس المشارك لشركة "ديب مايند"، إن سليمان لعب دورا أساسيا في الشركة.

وأضاف: "بتقديمه مبادرات مستمرة، لعب مصطفى دورا رئيسيا خلال العقد الماضي، إذ ساعد "ديب مايند" في التقدم، كما أطلق سلسلة مبادرات للتعاون الخلاق مع غوغل لتقليل استهلاك الطاقة في مراكز البيانات، وتحسين أداء بطاريات أندرويد، وتحسين أداء غوغل بلاي، وإيجاد سبل لتحسين الأوضاع الحياتية للمرضى والممرضين والأطباء وما شابه".

واوضح: "ترك مصطفى ’ديب مايند’ في وضع ساعد فيه في بناء أسس نجاح طويل المدى. وأنا أتطلع لما سينجزه في السنوات المقبلة بعد انضمامه لغوغل في دور جديد".

ولم يتوضح بعد الدور الذي سيقوم به سليمان في غوغل، لكنه قال في تغريدة إنه سيعمل "على خلق فرص وتأثيرات لتطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي" .

جدل بشأن تطبيق "ستريمز"

حظيت "ديب مايند" بثناء كبير لتطويرها برنامج للذكاء الاصطناعي قد يبز إنتاج أفضل اللاعبين العالميين في هذا المجال، بيد أن القسم الصحي منه تسبب في إثارة الكثير من الجدل.

وقد أثارت شراكة "ديب مايند" مع مستشفى "رويال فري" في لندن في تطوير تطبيق عرف باسم "ستريمز"، ضجة كبيرة في عناوين وسائل الإعلام، عندما تكشف أنه استخدم بيانات نحو 1.6 مليون مريض من دون استحصال موافقاتهم.

وقد قضت لجنة المعلومات لاحقا بأن المستشفى لم يبذل جهدا كافيا لحماية خصوصية المرضى، على الرغم من أنها قالت بعد ذلك إنها راضية عن الإجراءات التي اتخذت لاحقا في هذا الصدد.

وصمم التطبيق أوليا لمساعدة الأطباء لتحديد إصابات الكلى الحادة، وثمة مخاوف من أن يكون تطبيق ستريمز قد طور لأداء مهام خارج استخدامه الأولي ليصبح منصة للأطباء والممرضين لتقويم حالات المرضى.

وفي غضون هذا الجدل، وعد سليمان بأن تعمل الشركة بشكل مستقل عن غوغل وبأن بيانات المرضى لن تربط مع أي حساب في غوغل أو أي منتج أو خدمة من خدماتها.

وأُعلن في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 أن القسم الصحي في الشركة سينتقل إلى غوغل.

وقد وافق خمسة مجالس أمناء مؤسسات في هيئة الصحة الوطنية البريطانية، من الموقعين على اتفاق مشاركة البيانات مع ديب مايند، على نقلها إلى برنامج "غوغل هيلث " في بريطانيا.

وقال أحدها، مستشفى ماسغروف بارك لبي بي سي إنه أجرى استخداما تجريبيا لتطبيق ستريمز في عام 2018 ولكن "حتى الآن لم يحصل أي تقدم" في استخدام التطبيق.

ويقول مجلس أمناء مستشفى منطقة يوفيل، الذي قرر عدم التوقيع على الاتفاق، إن تطبيق ستريمز " ليس ضروريا لمؤسستنا في الوقت الحالي".

وقد أشارت وثائق مسربة من المحادثات التجارية الأمريكية البريطانية إلى أن تسهيل انتقال البيانات بين الدولتين قد يكون نقطة أساسية في المفاوضات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأثار ذلك تكهنات بأن بيانات المرضى قد تصبح في متناول شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل.

وقال البروفسور أيريك بويتن، رئيس قسم علوم الكومبيوتر في جامعة دي مونتفورت لبي بي سي" إذا أعطينا بيانات نظام الصحة الوطني إلى غوغل بسهولة شديدة، ستحصل الشركة على شيئ قيم من دون أن يستفيد نظام الصحة الوطني أي شيء".