واشنطن: استعرض الديموقراطيون حيثيات القضية التي قد تفضي لمحاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال جلسة الاثنين، في وقت يستعدون لإصدار تهم رسمية بحقه.

وبعد أربعة اشهر من إطلاق مبلّغ التحقيق بشأن ترمب للاشتباه بسعيه للحصول على خدمات سياسية غير مشروعة من أوكرانيا، أشار الديموقراطيون إلى وجود أدلة واضحة ضده تتعلق بالرشى واستغلال السلطة وعرقلة التحقيق.

وقال رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيري نادلر إن "ترمب فضّل نفسه على البلاد. هذه حقائق لا خلاف عليها".

ويواجه ترمب تصويتًا بات شبه مؤكد خلال الأسابيع المقبلة قد يجعل منه الرئيس الأميركي الثالث الذي تتم محاكمته.

واعتبر كبير الجمهوريين في اللجنة القضائية دوغ كولينز أن ما يجري مجرّد "خطوة علاقات عامة" يقوم بها الديموقراطيون قبيل انتخابات العام المقبل.&

وقال "الأمر برمته سياسي (...) إنها مسألة توقيت".

توتر

ولم يتضح ما اذا كان ترمب يتابع الإجراءات التي قد تترك وصمة على عهده الرئاسي.

لكنه كتب على تويتر مع بدء الجلسة "مطاردة شعواء. الديموقراطيون الذين لا ينجزون شيئًا معيبون".

وساد التوتر بينما حاول الجمهوريون إخراج الجلسة عن مسارها لدى انطلاقها من خلال خطوات إجرائية. وتم إخراج متظاهر وحيد بعدما هتف دفاعا عن الرئيس.

وصرخ "صوّتنا لدونالد ترمب. مل الأميركيون من (قضية) العزل هذه (...) ترمب بريء".

وترمب متهم باستغلال سلطاته عبر الضغط على أوكرانيا لتعلن عن فتح تحقيق بحق نائب الرئيس السابق جو بايدن، المرشح الأبرز لمنافسته في انتخابات 2020.

ومارس ترمب ضغوطا على كييف كذلك للتحقيق في أن الحكومة الأوكرانية ساعدت الديموقراطيين في انتخابات 2016.

وقال المحامي عن الديموقراطيين باري بيرك إنه هناك "إثبات مهم" بشأن ارتكاب ترمب تجاوزات لدى عرضه للأدلة التي جمعتها لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب خلال تحقيق استمر لعشرة أسابيع.

وقال خلال الجلسة "كان الرئيس دونالد ترمب في لب خطة للضغط على أوكرانيا".

وعرض بيرك تسجيلات مصورة للشهادات التي أدلى بها كبار الدبلوماسيين الأميركيين المعنيين بأوكرانيا والتي تدعم الاتهامات، إلى جانب تسجيل يقول ترمب فيه "من حقي القيام بما أشاء كرئيس".

وأفاد بيرك أن الشهود "قدموا وثائق تشمل أدلة واضحة ودامغة ولا يمكن تفنيدها بأن الرئيس ترمب وضع هذه الخطة".

وأضاف "وضع مصالحه السياسية لتتم إعادة انتخابه فوق الأمن القومي للدولة وسلامة انتخاباتها."

وفي إشارة إلى انتقادات الجمهوريين قال "بالطبع لدينا انتخابات مقبلة. هذا ليس مبرر لتأجيل هذا النقاش. بل هو السبب الذي علينا من أجله إجراء هذا النقاش للتأكد من ألا يتم التدخل فيها والتأكد من عدم قيام الرئيس الحالي بذلك ومن أن الرؤساء المقبلين لن يقوموا به".

هراء

وقال المحامي الجمهوري ستيفن كاستر، المكلف بدحض الأدلة، إن الديموقراطيين بكل بساطة يهاجمون ترمب جرّاء سياسات لا يتفقون معها.

واعتبر أن "الديموقراطيين مهووسون بعزل الرئيس".

ووصف الأدلة الرئيسية من محضر اتصال هاتفي جرى في 25 تموز/يوليو بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الهراء".

وقال ترمب للرئيس الأوكراني خلال الاتصال إنه يريد "خدمة" من كييف تشمل فتح تحقيق بشأن بايدن ونظريته بشأن انتخابات 2016.

وأشار إلى أن الديموقراطيين بحاجة لمزيد من الوقت للحصول على أدلة كافية وتحديد قضيتهم.

ورفض الديموقراطيون هذه الحجة مشيرين إلى أن ترمب منع كبار مستشاريه من الإدلاء بشهاداتهم ورفض تسليم سجلات البيت الأبيض.

وبدا الديموقراطيون عازمون على الضغط من أجل تصويت كامل في مجلس النواب على تهم رسمية تشكّل "مواد العزل" قبل نهاية العام.

ومن شأن ذلك أن يتسبب بمحاكمة ترمب أمام مجلس الشيوخ في كانون الثاني/يناير، وهو ما قد يستمر لعدة أسابيع.

ونظراً لهيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ والحاجة لموافقة ثلثي الأعضاء البالغ عددهم مئة على إدانته، يبدو حصوله على البراءة أمراً شبه مؤكد.