القدس: انتهت منتصف ليل الأربعاء-الخميس المهلة المحدّدة قانوناً للكنيست الإسرائيلي لتكليف رئيس للوزراء قادر على تشكيل ائتلاف حكومي جديد، مما سيضطر الدولة العبرية لتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة جديدة يتوقّع أن تجري في مارس وستكون الثالثة من نوعها في غضون عام.

وفي الساعة صفر من فجر الخميس (الأربعاء 22,00 ت غ) انتهت مهلة الـ21 يوماً المحدّدة قانوناً للبرلمان لتكليف رئيس للوزراء لتشكيل حكومة منبثقة من انتخابات سبتمبر الماضي، لكنّ الكنيست واصل مع ذلك مناقشة مشروع قانون يحدّد آليات إجراء الانتخابات المبكرة المتوقع أن تجري في 2 مارس.

وستشكّل الانتخابات الجديدة محكّاً جديداً لحزبي الليكود اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو و"أزرق أبيض" برئاسة الجنرال السابق الوسطي بيني غانتس، وكذلك أيضاً لحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة افيغدور ليبرمان.

والأربعاء بدا نتانياهو كأنه يطلق حملته الانتخابية، وقال في فيديو نشره حزبه الليكود "لقد فرضوا علينا انتخابات جديدة"، مضيفا "هناك أمر واحد فقط يجب القيام به لمنع تكرارها (الانتخابات) مجددا وهو الفوز، تحقيق فوز كبير وهذا ما سنفعله".

وبعد اسبوع من المفاوضات المكوكية لتشكيل حكومة وحدة، تبادل نتانياهو وخصمه غانتس اللوم بعد وصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود قبل يومين على الموعد النهائي.

واختلفا حول من سيقود الحكومة أولا. إذ رفض غانتس أن يعمل تحت مظلة نتانياهو وقيادته خاصة في ظل اتهامات الفساد التي تلاحقه.

ووجّه المدعي العام الإسرائيلي الشهر الماضي اتهامات بالفساد في ثلاث قضايا لنتانياهو ينفيها جميعها.

وذهب الأمر بنتانياهو الذي يصارع من أجل البقاء في منصبه إلى اتهام وسائل الإعلام والشرطة والقضاة في البلاد بالتنكيل به.

ونقلت صحيفة هارتس الاربعاء عن غانتس تكرار دعوته لبنيامين نتانياهو مساء الثلاثاء &إلى "عدم الاختباء وراء الحصانة البرلمانية، كما وعد قبل الانتخابات السابقة، والذهاب للدفاع عن براءته في المحكمة."

وخاطبه &قائلا "لديك الحق الكامل في الدفاع عن نفسك، لكن لا ينبغي جعل الكنيست ملاذا".

وقال إنه وأعضاء حزبه يواصلون القيام بقدر ما يمكنهم لتشكيل حكومة مع الليكود."

- حملة جديدة -

ومثلما وصل الحزبان الى طريق مسدود في انتخابات ابريل الماضي فقد وصلا مجدداً إلى طريق مسدود في انتخابات سبتمبر الماضية.&

&وبعد حل الكنيست ستكون المرة الأولى التي تجري في إسرائيل ثلاثة انتخابات في سنة واحدة.

ووفق تقديرات جمعية الصناعيين في إسرائيل تبلغ الكلفة الإجمالية للاستحقاقات الانتخابية الثلاثة على الاقتصاد 12 مليار شيكل (3,4 مليارات دولار، 3,1 مليارات يورو).

ويعتمد النظام الانتخابي الاسرائيلي على النسبية وبناء الائتلافات الحكومية . ومنح كل من نتانياهو وغانتس لتشكيل حكومة بعد انتخابات سبتمبر مدة 28 يوما وفشل كل منهما في الحصول على دعم أكثر من نصف أعضاء البرلمان البالغ عددهم 120.

وبعد فشل نتانياهو وغانتس طلب رئيس الدولة رؤوفين ريفلين من الكنيست ترشيح نائب قادر على تشكيل حكومة وامهله 21 يوما لترشيح الشخصية الملائمة وقد انتهت هذه المهلة منتصف ليل الأربعاء-الخميس.

ولا تحظى انتخابات جديدة بشعبية لدى الاسرائيليين، الذين يعبرون عن غضبهم من الطبقة السياسية.

حاول كلا الحزبين اقناع رئيس حزب إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان بالانضمام الى كتلهما، لكن الحارس السابق في ملهى ليلي بات صانعا حاسما للملوك وقد رفض الانضمام لاي حكومة يشكلها نتانياهو او بيني غانتس.

وهاجم ليبرمان صباح الاربعاء على صفحته في فيسبوك نتانياهو ردا على الهجوم الذي يشنه انصار نتانياهو على ليبرمان وقال "يبدو انه في عمرك هذا &ذاكرتك تخونك وتنسى أنني أيدت الخطوط العريضة للرئيس ريفلين، الذي منحك التكليف وليس لبيني غانتس، وانا لا اتصرف مثل تصرفاتك".

واضاف "لو اردت الانضمام الى حكومة ضيقة لفعلت ذلك بدون أي تردد".

وذكّر ليبرمان نتانياهو باقواله عام 2008&عندما تحدث عن رئيس الوزراء الاسبق ايهود اولمرت قائلاً: "هذا رئيس وزراء متورط في التحقيقات غارق حتى عنقه، وليس لديه تفويض عام وأخلاقي ليقرر أموراً مصيرية &في دولة إسرائيل".&

واضاف نتانياهو عن اولمرت في ذلك الوقت "هناك قلق، وعلي قول الحقيقة، سيتخذ قراراته بناء على المصلحة الشخصية لبقائه السياسي وليس على المصلحة الوطنية".

وعاد ليبرمان وكرر في مؤتمر صحافي في الكنيست الاربعاء أنه "&لم ينضم الى حكومة برئاسة نتانياهو يفرض المتدينون اليهود المتشددون فيها شروطهم".

وأضاف أنه لا يريد "حكومة ضيقة برئاسة غانتس بتأييد القائمة العربية التي تؤيد الارهاب"، وأنه يريد حكومة وحدة مع الحزبين.

وأفاد استطلاع نشرت نتائجه القناة 13 الإسرائيلية بأن 41 بالمئة ممن شملهم يحمّلون نتانياهو مسؤولية الانتخابات الثالثة، مقابل 26 بالمئة يحمّلون مسؤوليتها لليبرمان و5 بالمئة لغانتس، فيما حمّل 26 بالمئة مسؤوليتها للثلاثة سواسية.