نصر المجالي: ردت روسيا بطرد دبلوماسيين ألمانيين رد على قرار ألماني بطرد دبلوماسيين روسيين في وقت سابق بسبب مقتل مواطن جورجي في برلين التي تقول إن الحادث له خلفية سياسية.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن الكرملين يأمل ألا يؤثر طرد الدبلوماسيين الألمان من روسيا سلبا على الحوار البناء مع جمهورية ألمانيا الاتحادية.

وقال بيسكوف: "نود ألا نرى مخاطر كبيرة، تعلمون أن الدبلوماسيين يطردون كإجراء ردي، وهذه التدابير لا مفر منها بعد طرد اثنين من دبلوماسيينا. ونحن نعتبر قرار برلين هذا لا أساس له على الإطلاق".

وأكد بيسكوف أن هذا هو "إجراء قسري لمبدأ المعاملة بالمثل". وأضاف المتحدث الرئاسي: "نتوقع ونأمل ألا يؤثر سلبا على تطوير وتوسيع حوارنا البناء للغاية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية".

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، أنها وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل تعتبر موظفين اثنين في السفارة الألمانية في موسكو شخصين غير مرغوب بهما، وعليهما مغادرة البلاد في غضون 7 أيام.

رد بالمثل

وكان نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس الفيدرالية الروسي، أندريه كليموف، أعلن يوم الأربعاء، أن بلاده سترد بالمثل على قيام السلطات الألمانية بإعلان موظفين اثنين من موظفي السفارة الروسية في برلين غير مرغوب بهما.

وقال كليموف لوكالة "سبوتنيك": "هناك قواعد دولية، لم نقم نحن باختراعها، تنص على الرد على طرد الدبلوماسيين بنفس العدد. لذلك، فلدى روسيا أساس للقيام بذلك".
وأوضح كليموف، أن الرد بالمثل يكون حال كان الموظفون المطرودون ضمن البعثة الدبلوماسية وليسوا موظفين تقنيين. وأضاف: "هذا الحادث، بالطبع لا يضيف دعماً للعلاقات بين روسيا وألمانيا، وسيكون له أثر سلبي".

ووصف البيان أنه "من غير المقبول" إثارة سؤال بأن موظفي السفارة الروسية أو السلطات الروسية يمكن أن يكونوا متورطين في قتل شخص آخر".

مكان مقتل&&خانغوشفيلي&في إحدى الحدائق في برلين

قرار الماني&

وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد أعلنت اعتبار اثنين من الدبلوماسيين الروس شخصين غير مرغوب فيهما، بسبب مقتل مواطن جورجي في برلين في 23 أغسطس الماضي، ودعتهما إلى مغادرة ألمانيا على الفور.

وكانت وزارة الخارجية الألمانية، استدعت رسميًا السفير الروسي، سيرغي نيتشايف، حيث تم تبليغه بمذكرة شفهية. ودعت روسيا إلى التعاون مع مكتب المدعي العام في قضية القتل.

وقالت صحيفة "شبيغل" الألمانية، إن مكتب المدعي العام الألماني بدأ التحقيق في جريمة القتل، ونقلت عن بيان قوله: إن "مكتب المدعي العام وافق، يوم 4 ديسمبر 2019 ، على إجراء تحقيق في مقتل زيلمخان خانغوشفيلي (40 عاما) ويحمل اسم (تورنيك ك)، وهو مواطن روسي جورجي، من أصول شيشانية في برلين في 23 أغسطس 2019.&

وهناك أدلة وافرة على أن جريمة قتل تورنيك ك، قد نفذت إما بناء على أوامر من الوكالات التابعة للاتحاد الروسي أو الهيئات التابعة للجمهورية الشيشانية المستقلة داخل الاتحاد الروسي".

خلفية سياسية

وأكدت النيابة العامة أن هناك "خلفية سياسة " في القضية، الأمر الذي تطلب مراجعة لنتائج التحقيق الذي أجراه سابقا مكتب المدعي العام في برلين.

ويشار إلى أنه في نهاية شهر أغسطس من هذا العام، أطلق شخص مجهول النار على رجل في منطقة موابيت. ووفقًا لصحيفة "برلينر كورير" فقد أصيب الرجل بجروح قاتلة في رأسه.&

وأعلنت النيابة العامة في برلين في 24 أغسطس، أنه تم اعتقال مواطن روسي يبلغ من العمر 49 عاما للاشتباه في قيامه بقتل مواطن جورجي يبلغ من العمر 40 عاما في منطقه موابت في برلين، وأكدت أنه تم العثور على سلاح الجريمة وعلى الأرجح الدراجة التي حاول المشتبه فيه الفرار باستخدامها.

اتهام روسيا&

وكانت ألمانيا اتهمت روسيا بعدم التعاون مع التحقيق في قضية مقتل زيلمخان خانغوشفيلي، القائد السابق الذي قاتل في صفوف شيشان مناهضين لموسكو.

وقد قضى خانغوشفيلي إثر إصابته برصاصتين في الرأس في أحد الحدائق في برلين.

وقال المدعي العام الألماني "هناك حقائق كافية تشير إلى أن القتل قد تم إما نيابة عن وكالات استخباراتية في روسيا الاتحادية، أو نيابة عن جمهورية الشيشان المتمتعة بالحكم الذاتي، كجزء من روسيا الاتحادية.

وقد أدان مسؤول روسي السلوك الألماني ووصفه بأنه يندرج في إطار ما أسماه "هستيريا الرهاب من روسيا".