الجزائر: في ثانوية الأمير عبد القادر في حي باب الواد بالعاصمة الجزائرية، جاء الناخبون للتصويت لاختيار رئيس خلفا لعبد العزيز بوتفليقة، وخوفا من مخاطر انزلاق الجزائر في الاضطراب.

وأوضح كريم وهو موظف يبلغ 28 سنة، لوكالة فرنس برس "أنا أصوت لأنني أخشى أن تغرق البلاد في الأزمة".

من جانبه أظهر السعدي محديد، وهو متقاعد يبلغ من العمر 76 عامًا، بطاقة الانتخاب وعليها عدة طوابع قائلا "لقد انتخبت في كل مرة وأنا أصوت اليوم ، إنه واجب".

وفيما كانت المشاركة ضعيفة في السنوات الماضية، يتوقع معظم المراقبين امتناعا قويا للغاية عن التصويت خاصة ان الحركة الاحتجاجية القوية التي تهز الجزائر منذ& فبراير دعت الى مقاطعة الانتخابات. وقد أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 7,92 بالمئة عند الساعة 10,00 ت غ.&

وفي وسط المدينة، انتشرت الشرطة بشاحنات مكافحة الشغب وخراطيم المياه لوقف أي مظاهرة معارضة للانتخابات. كما ان مروحية تحلق دون توقف فوق العاصمة.&

ومنعت الشرطة باستخدام العصي تظاهرة لعشرات الأشخاص بدأوا بالهتاف "لا انتخابات مع العصابات"، ولاحقت العديد منهم وأوقفت ثمانية أشخاص على الأقل بينهم امرأة، بحسب مراسل وكالة فرنس برس.

وفي ثانوية الأمير عبد القادر، أكبر مركز انتخاب بباب الواد، الحي الشعبي بالعاصمة الجزائرية، بدأ التصويت بمجرد انطلاق العملية عند الساعة الثامنة صباحا (7,00 ت غ).

وفي صف الانتظار وقف الشيوخ الذين عادة ما يصوتون باكرا، لكن على غير العادة تقدّم &شباب، بأعداد غير معتادة في الساعات الأولى لفتح المكاتب.

وأغلب هؤلاء رفضوا الإفصاح عن أسمائهم خشية تعرضهم للاهانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.&

ضمان استمرار الدولة

في المقابل، فإن مركز التصويت بحي السبالة2 بأعلى العاصمة، يكاد يكون خاليا من الناخبين الذي يصلون بأعداد قليلة. وبعد 40 &دقيقة من بدء التصويت لم ينتخب سوى أربعة أشخاص من أصل ألف مسجلين، كما نقل مراسل وكالة فرنس برس.&

وقال أحدهم لوكالة فرنس برس، رفض هو أيضا الافصاح عن اسمه "انتخبت بقناعة من أجل استقرار البلاد". وكذلك في سطاوالي بالضاحية الغربية للعاصمة، بحسب مصور وكالة فرانس برس.

أما في الحي الشعبي محمد بلوزداد (بلكور سابقا) صوتت بضع نساء فقط في مركز مدرسة محمد زكال.

وقالت ناخبة تبلغ من العمر 66 سنة، إنها شاركت في كل الانتخابات، بينما قالت سامية (33 عاما) وهي طالبة دكتوراه في العلوم "يجب أن تتغير الأمور".

وبحسب صحيفة "لوسوار دالجيري" الناطقة بالفرنسية فإن "الرهان الأساسي لهذه الانتخابات التاريخية، والذي يتجاوز كل الاعتبارات الأخرى، هو ضمان استمرار الدولة بانتخاب رئيس للجمهورية، حجر الزاوية لكل بناء دستوري".

لكن بالنسبة لصحيفة الوطن، فإن هذا الاقتراع يجري "في ظروف خاصة" بسبب "استمرار الحركة الاحتجاجية منذ بداية الحملة الانتخابية".

واعترفت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بأن 3600 مكتب تصويت شهد توترات في كامل التراب الجزائري وأن التصويت بدأ فعلا في 90 بالمئة من مراكز الانتخاب.

وبمجرد بداية عملية التصويت اقتحم معارضون للانتخابات مركزي تصويت في بجاية، إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، وقاموا "بتحطيم صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين" بحسب شهود تحدثوا لوكالة فرنس برس.