صعّد دبلوماسي مقرب من وزارة الخارجية الروسية خطابه ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ووصفه أنه بعيد عن الواقع.

إيلاف: هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها الكاتب والدبلوماسي رامي الشاعر الرئيس السوري، ولكن هذه المرة كانت تصريحاته أكثر حدة، وأتت ضمن سلسلة مقالات نشرت في وسائل الإعلام الروسية في الفترة الأخيرة، تدعو النظام السوري إلى مراجعة خطابه.

قال إبراهيم الجباوي عضو هيئة التفاوض السورية في تصريح لـ "إيلاف" إن "الشاعر لا يكتب من بنات أفكاره، لا بد أنه يلمّح إلى ذلك بتوجيه".

وأشار إلى أن هذا "يعني روسيا تؤيد تأنيب الاسد بلسان الشاعر. وبالتالي هذا يدل على أن روسيا ربما بدأت ترضخ بشكل أو بآخر للضغوط الخارجية بشأن الأزمة السورية". وأوضح الجباوي أن "هذا يوحي بذلك، لكننا تعودنا على التقلبات في السياسة الروسية".

حول هل يمكن أن تكون هناك أي دلائل أخرى على تغيير في السياسات الروسية أو رضوخها للضغوط الخارجية اعتبر الجباوي " أن قانون قيصر قد يحرج روسيا إذا ما صدر حقًا لأنه يشملها عسكريًا واقتصاديًا، خاصة أن روسيا اليوم تبحث عن نصر سياسي ولو كان وهميًا. سيما أن دول المجموعة المصغرة مصرّة على عدم السماح لروسيا بالحسم العسكري".

تحوّل روسي&
من جانبه اعتبر الدكتور يحيى العريضي الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية في تصريح لـ "إيلاف" أن هناك تحوّلًا في السياسات الروسية ولكن "الروس لا يزالون في حالة مكابرة، علّهم يعيدون تأهيله؛ ولكنهم يومًا بعد يوم يتيقنون من أن موقفه ومسلكه وانفصامه عن الواقع بدأ يضعضع وضعهم؛ والغرب يُسجَل عليهم كل نقطة من الفيتو لقصف المشافي". وشدد العريضي على أن "التغيير قادم رغم تحذيرات الشاعر. لقد سبقناه عليها بزمن، ولم نُسْمَع".

بعيد عن الواقع&
ورأى الكاتب والدبلوماسي رامي الشاعر أنه "للأسف الشديد، أصبح من الواضح بعد متابعة اللقاءات الصحافية للرئيس بشار الأسد أخيرًا، والتي كان أحدثها اللقاء مع الصحافية الإيطالية، بأنه ما زال بعيدًا عن واقع الحياة وعن التحولات التي طرأت على سوريا وعلى شعبها، ويتصور أن ما مرت به البلاد خلال تسع سنوات هو نتيجة مؤامرة خارجية، وأن الحرب كانت على الإرهاب الذي تم القضاء عليه، وأن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها، وأن الانتصار كان نتيجة تلاحم الشعب مع القيادة، وأن العائق أمام إعادة البناء هو فقط العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا".

استغرب الكاتب المقرب من الخارجية الروسية، بحسب ما نشرته الشرق الأوسط في تقرير مفصل من موسكو، من أن القيادة السورية تتعامل «وكأن الأمور في سوريا تسير على ما يرام، ولا وجود لأي أزمة داخلية، وليست هناك معارضة ولا أي شيء يدعو إلى إجراء أي تغييرات". وزاد أن الأسد يتجاهل كذلك الجهود الدولية والقرارات.

وعبّر عن دهشته من رؤية الرئيس بشار الأسد أن كل سوريا "بصورة الوضع الذي يحيطه في طريقه من البيت إلى القصر الجمهوري ذهابًا وإيابًا من دون أي علم له بعدم ارتياح المجتمع السوري بغالبيته، خلف الدائرة التي لا يزيد قطرها على كيلومتر واحد من مركز سكنه وعمله في وسط دمشق".&

معارضة قوية&
ولفت الشاعر إلى أن "حقيقة الواقع على الأرض غير ذلك تمامًا: هناك معارضة قوية جدًا ضد النظام الحالي في دمشق، وهناك معارضة مسلحة أوقفت نشاطها، التزامًا بالوعود التي قدمت إليها من قبل الدول الضامنة، وتماشيًا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يناط به إحداث التغيير في سوريا. ولذا من الضروري ومن الواجب على الأسد وعلى القيادة السورية أن يدركا بأن الشعب السوري إذا فاض صبره وشعر بعدم وجود أمل في الجهود والدور الدولي فإن البديل سيكون حربًا أهلية دامية وواسعة، تشمل كل أرجاء سوريا، ستطيح حتمًا بالنظام الحالي، لأن إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر، وهي دائماً الأقوى".

وكان لافتًا خلال الفترة الأخيرة بروز مقالات في روسيا تدعو القيادة السورية إلى مراجعة خطابها والانخراط في إصلاحات جدية قبل فوات الأوان.
&