غواهاتي: في قلب التظاهرات العنيفة في آسام، بات وشاح باللونين الأحمر والأبيض رمزا لنضال سكان هذه الولاية الهندية الأصليين "أبناء الأرض" ضد قانون الجنسية الجديد الذي يعتبرونه تهديدا لثقافتهم الفريدة.

يرتدي هذه الأوشحة عادة صيادو الأسماك والفلاحون، إلا أن جيل الألفية وآخرون في هذه المنطقة النائية اعتمدوا "الغاموسا" وهم يعصبون بها رؤسهم ويزورون بها خصورهم ويزينونها بشعارات مناهضة للحكومة.

ويقول جاتين بورا البالغ 22 عاما وهو من آلاف من الأشخاص الذين ينزلون إلى الشارع حيث يتواجهون مع الشرطة التي تطلق الرصاص الوهمي والحي ما ادى إلى مقتل خمسة أشخاص، "بات الوشاح بمثابة علم لنا".

ويضيف الطالب لوكالة فرانس برس "هو يمثل آسام وثقافتها وتطلعات شعبها السياسية والاجتماعية".

ويؤكد "هو مصدر فخرنا ويوحد صفوفنا".

ولطالما عانت هذه الولاية الشمالية الشرقية الواقعة بين بنغلادش والصين وبورما من توترات اتنية كثيرة خصوصا وأن جماعات قبلية مسلحة لا تزال تعترض على كونها جزءا من الهند.

ويسجل في آسام كذلك جو عدائي بين السكان المحليين والمهاجرين الناطقين باللغة البنغالية الذين استقدمهم البريطانيون للعمل في مزارع الشاي او أتوا خلال حرب بنغلادش لنيل استقلالها.

لم تنته هذه الاضطرابات التي قادتها منظمات طالبية ومن بينها مجزرة نيلي في العام 1983 التي ذبح خلالها ما لا يقل عن ألفي شخص في غضون ست ساعات، إلا بموجب اتفاق آسام العام 1985.

وقد نص جزء من الاتفاق على دفع الأجانب على ترك المنطقة وقد ترك سجل سكاني في تلك السنة 1,9 مليون شخص عاجزين عن اثبات أنهم أو أن اسلافهم كانوا في آسام قبل العام 1971.

- مودي -

وقد اعاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نكأ جروح الماضي من خلال قانون أقره البرلمان الهندي الأسبوع الماضي يمنح الجنسية إلى 20 مليون مهاجر يقيمون في الهند من بينهم نصف مليون في آسام.

وقد انتشرت رسوم غرافيتي في غواهاتي كبرى مدن آسام ومركز أعمال الشغب والمواجهات مع الشرطة، تعتبر أن القانون الجديد انتهاك لاتفاق العام 1985.

وقال ساموجال باتاشاريا وهو شخصية بارزة في اتحاد طلاب آسام "يشكل القانون تهديدا مباشرا لثقافتنا وموطننا. لن نقبل بمهاجر واحد. لقد تحملت آسام ما يكفي من المهاجرين في الماضي".

- العودة إلى الجذور -

وهو يضع أيضا "الغاموسا" وإلى جانبه امرأتان&تمشيان بصمت وفد زينت وشاحهما بعبارة "سيد مودي آسام ليست مكبا لك".

والوشاح متوافر بأحجام مختلفة إلا أن التصميم مع الحاشية الحمراء المؤلفة من الزهور التي تزنر القماش القطني الأبيض هو نفسه &وتستخدمه أكثر من 20 قبيلة في تلال آسام وأوديتها.

ويقول العالم الاجتماعي بيشنو سايكا لوكالة فانس برس "الغاموسا جزء من حياة آسام منذ عقود" ويستخدمها خصوصا المزارعون وصيادو الأسماك "ليزيلوا عرقهم خلال العمل".

لكن الوشاح أصبح على مر السنين جزءا من الثقافة الشعبية وتحول إلى رمز لهوية الولاية. ويقدم هدية إلى زوار الولاية كتذكار.

ويضيف "بات جيل الألفية في آسام يعتمد هذا الوشاح كرمز ثقافي ولا يترددون في رفعه عاليا. فهو يعطيهم شعور بالاتصال بجذورهم".

ويقول المحتج اوبتال بوراه لوكالة فراس برس "أسلافنا حافظوا على التقليد خلال قرون وفي حال سمح لغرباء بالبقاء هنا فهو قد يندثر".

ويؤكد "وجودنا مهدد".